تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن حجر (1): (والمراد بذلك المبالغة في تعديل الصف وَسَدِّ خَلَلِه) انتهى. والدليل على سلامة ما فهمه الحافظ من ترجمة البخاري - رحمه الله تعالى - أَن قول النعمان بن بشير - رضي الله عنه - المُعَلَّق لدى البخاري - رحمه الله تعالى - وَوَصَلَهُ أَبو داود في ((سننه)) برقم (648) , وابن خزيمة في: ((صحيحه)) برقم (160) , والدارقطني في: ((سننه)) (1/ 282) , في ثلاثتها قال النعمان بن بشير -: ((فرأيت الرجل يُلزق منكبه بمنكب صاحبه, وركبته بركبة صاحبه, وكعبه بكعبه)) انتهى لفظ أَبي داود. فإِلزاق الركبة بالركبة متعذر, فظهر أَن المراد: الحث على سد الخلل واستقامة الصف وتعديله, لا حقيقة الإِلزاق والإِلصاق.

ولهذا قال الخطابي - رحمه الله تعالى - في معنى ما يُروى عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خياركم أَلينكم مناكب في الصلاة)) رواه أَبو داود وقال: جعفر ابن يحيى من أَهل مكة.

قال الخطابي ما نصه (2): (ومعناه لزوم السكينة في الصلاة, والطمأْنينة فيها, لا يلتفت ولا يحاك منكبه منكب صاحبه. ثم ذكر وجهاً آخر في معناه) انتهى.

وقال المناوي - رحمه الله تعالى - في معناه (3): ((ولا يُحاشر منكبُهُ منكبَ صَاحِبه, ولا يمتنع لضيق المكان على مريد الدخول في الصف لِسَدِّ الخلل) انتهى.

وانظر إِلى أَلفاظ الرواة في بيان صفة التورك في الصلاة ففي حديث أَبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: ((وَقَعَدَ عَلَى مقْعَدَتِهِ)).

وهذا من باب إِطلاق الكل وإِرادة البعض؛ فإِنَّه يتعذَّر على المتورك تمكن شقيه من القعود على الأَرض. ولهذا جاءت أَلفاظ هذا الحديث الأُخرى بما يفيد ذلك منها:

((قعد على شِقِّه الأَيسر)).

((أَفضى بوركه اليسرى إِلى الأَرض)).


(1) فتح الباري)): (2/ 247).
(2) معالم السنن)) وعنه في: ((عون المعبود)): (2/ 369).
(3) فيض القدير)): (3/ 466).

((جلس على شقه الأَيسر متوركاً)).
ولهذا فإِنَّه لا يمكن لعاقل أَن يأْتي مستنبطاً من لفظ: ((فقعد على مقعدته)) حال التورك: مشروعية تمكين شقيه من الأَرض؛ لتعذره طبعاً وعقلاً, كالشأْن في أَلفاظ المحاذاة على ما تقدم سواء.
وانظر إِلى أحاديث فضل الصلاة أَوَّلَ وقتها, فإِنَّه كما قال ابن دقيق العيد - رحمه الله تعالى - في ((الإِحكام)): (2/ 38): (ولم يُنقل عن أَحد منهم أَنَّه كان يُشَدِّدُ في هذا, حتى يوقع أَول تكبيرة في أَول جزء من الوقت) انتهى. والله تعالى أَعلم بأَحكامه.

ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 07 - 08, 07:15 م]ـ
في كتاب الدكتور محمد بازمول "التتمات لبعض مسائل الصلاة" مناقشة لكلام الشيخ بكر رحمه الله.

ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[14 - 07 - 08, 12:25 م]ـ
رحم الله الشيخ بكر ..

في كلامه ما يشفي الغليل

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[14 - 07 - 08, 06:58 م]ـ
أخي الفقيه

بارك الله فيك

فما تفقه من قول أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن "إلصاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم" = (فلو ذهبت تفعل هذا اليوم، لنفر أحدكم كأنه بغل شموس).

ما هو الفعل الذي قد يجعل من يحاذيك في الصلاة "ينفر كأنه بغل شموس"؟

أليس هو الإلزاق الحقيقي للمنكب بالمنكب والقدم بالقدم الذي يجعل الجاهل بالسنّة ينفر؟

ويا أبا محمد

أي دار طبعت كتاب الشيخ بازمول " التتمات"؟

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 07 - 08, 08:13 م]ـ
حياك الله أخي الفاضل

هذه المسالة للمدارسة
وفي كلام الشيخ بكر أبو زيد توضيح للمسألة فراجعه.

وهذه الرواية (فلو ذهبت تفعل هذا اليوم، لنفر أحدكم كأنه بغل شموس) تحتاج لدراسة حديثية لبيان صحتها.

فهي في المصنف لابن أبي شيبة ومسند أبي يعلى من رواية هشيم بن بشير

وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن في رواية معمر ولكن يحتاج إلى بيان سندها كذلك ومناقشة كلام الحافظ.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 07 - 08, 01:28 ص]ـ
في مصنف ابن أبي شيبة (235) - (ج 1 / ص 351)
حدثنا هشيم بن بشير، قال: أخبرنا حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعتدلوا في صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري، قال أنس: لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه، ولو ذهبت تفعل ذلك لترى أحدهم كأنه بغل شموس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير