تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حينما يناقش أمثال هؤلاء الذين يقولون عن بعض أوليائهم بأنه صاحب خطوة؛ انتقل وذهب وطاف بالكعبة سبعة أشواط، ووقف مرة في عرفة من الهواء، ثم رجع إلى آخره .. ، فشيخ الإسلام يقول: هذا عليه دم؛ لأنه تعدى الميقات من غير إحرام - شيخ الإسلام يضحك من عقولهم - يقول لهم: كيف تقولون عن صاحبكم هذا عليه دم مع أن هذا أمر لا يكون؟!.

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[19 - 07 - 08, 11:44 م]ـ

الشيخَ الكريم: المُسيطير.

كلامٌ جداً راقٍ، كرُقِيِّ المُنتقِيْ، و لعلَّ من الأسبابِ الدافعةِ إلى المُبالغاتِ: ربْطُ الإنسانِ العلومَ بالأشخاصِ، و الأشخاصُ ليسوا إلا رُسُلٌ للمعارفِ، و مُبَلِّغِيْنَ لها، و صُوراً ناقلةً، لها قدرها و لها منزلتها، و لكن بِحدِّ الواجبِ الذي يفرضه الحالُ، في حينِ لو كانَ الربطُ بالمعلمِ ذاتِهِ لرأينا إيقافاً للأشياءِ على حقائقها، و لذا كانت الإشارةُ بقولِ مَنْ سَبَقَ: اعرف الرجالَ بالحقِّ لا الحقَّ بالرجالِ. فالجوهرُ يبقى مهما رَامَه.

/

/

من لطيفِ المُبالغاتِ المُضْحكةِ جداً، و لا زلتُ أضحكُ عند ذكرها: أن جاء إليَّ شخصٌ، قبل سنواتٍ تفوق العشرَ، يُباركُ لي بحفظ: " البُخاري "، و " الفتح "، و " تهذيب التهذيب "، سألته من أخبرك؟ فسرد لي طرفاً ممن حدثوه، و قد كانتْ أضحوكةً تُبُوْدِلَتْ في مجلسٍ، كلٌّ يرمي بمثلها خبراً عن غائب، و سرى صاحبنا في المجالسِ مُحدِّثاً بها.

هنا أقفُ، و هذا لازمُ الذكرِ للحادثةِ، إلى أن مثلَ هذه الوقائع بعيداً عن الوزنِ العلمي، و الذي يُصَعِّبُ حدوثها لمن هو في مثل بيئةٍ أنا فيها، و ليس يُستحيلُ، فإنَّ العقلَ يقضي بِبُعدها، ربما يكون من شخصٍ أُوْتيَ قوةً في التقاطِ الشيءِ، قد يكون ذلك، و لكن يُوْرَدُ هنا: أيكون ذلك حفظاً أم استظهاراً، الحفظُ معنى أم لفظاً، و الاستظهارُ جُملةً أم تفصيلاً؟

/

/

بالنسبةِ للمذكورِ عن السابقين، كابن الجوزي و غيرِه، ممن كان يحضُرُهم عددٌ بالألوفِ و زيادةٍ، هل المقصودُ في مجلسٍ واحدٍ أم على طُوْلِ إقامةِ ذلك، خاصةً و أنَّ الحاكي لذلك نقَّادٌ كالذهبي، يبدو لي أنَّه ليس حكايةً لحالِ مجلسٍ بقدرِ ما هو حكايةٌ لحالِ مجموعِ حدوثِ ذلك الشيء.

/

/

و الحالُ كلُّه في احتياجنا للتصحيحِ الخُلُقي للأشياءِ حولنا، و وزن الأمور بميزان أصولها.

كلُّ الشكرِ لك أيها الكريم المرتقي.

ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[20 - 07 - 08, 09:16 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي المسيطر على النقل والترتيب ..

ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 07 - 08, 08:22 م]ـ

الأخ الكريم / ذا المعالي

جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.

سعدت بمشاركتك، وإطلالتك.

وكما سبق؛ يقال: "حبك الشيء يعمي ويصم"، فحبنا لبعض الأفاضل من المشايخ وطلبة العلم يزيل القيود العقلية، فنتكلم عنهم، ونمدحهم، ونثني عليهم بما لو فكرنا به مستقبلا سنتعب على أنفسنا ونضحك على سذاجتنا!.

---

الأخ الفاضل / أبامحمد والبراء

بارك الله فيك وزادك من فضله.

--

والإشكال الأكبر:

إذا صدّق الممدوح ما قيل عنه!!.

-

ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 07 - 08, 08:41 م]ـ

وخذ مثالاً آخر:

خبر شبيب بن يزيد الخارجي رجل من شجعان الخوارج ومن أبطالهم، كان يضرب به المثل في القوة والبأس والشدة، وكان يقاتل الحجاج وهو زوج غزالة المعروفة التي حاصرت الحجاج، وكاد الحجاج يهلك في ذلك الحصار المشهور.

فالحاصل أن شبيباً هذا كان يسير في فرسه بجوار نهر في الأهواز فاضطرب به الفرس فسقط وعليه درع من حديد في هذا النهر فغرق، فيقولون:

إن جند الحجاج استخرجوه من هذا النهر، ثم أمر الحجاج فشقوا صدره، هذا يضرب به المثل بالشجاعة، يقول: فلما شقوا صدره واستخرجوا قلبه وجدوا قلباً آخر معه، يعني له كم قلب؟ له قلبان، وهذا أمر مستحيل، والله –عز وجل- يقول: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [(4) سورة الأحزاب].

وفي بعض أقوال السلف في تفسير هذه الآية:

أن رجلاً من قريش كان يقال له: ذو القلبين، ولما كانت غزوة بدر، وانهزم المشركون لقيه أبو سفيان - وأبو سفيان كان في العير - ومعه نعل في يده، والنعل الآخر في رجله، فقال له أبو سفيان: ما هذا؟، فتبين لهم أن الرجل قد غفل، وذُهل من شدة الخوف الذي أصابه، فلم يشعر طول هذه المدة التي كان يجري فيها أن نعلاً في رجله ونعلاً في يده، فعرفوا أن له قلباً واحداً، فكانوا يعتقدون أن يملك قلبين وهذا أمر مستحيل.

فالحاصل يقولون:

أن الحجاج لما شق صدر شبيب الخارجي وجد في صدره قلبين هذا كذب.

ويقولون:

وجدوه يميل إلى السواد، بل وجدوه أسوداً، وكانوا يضربون به الأرض فيرتفع على قامة رجل، يعني 160سم تقريباً يرتفع، (هذا ولا كورة).

ويقولون:

قلبه كان قويا جداً، وكان إذا ضربوا به الأرض ارتفع على قامة رجل.

ويقولون:

إن أمه حينما ماتت أُرضع من أتان، يعني من حماره؛ فصارت له هذه الشجاعة، ونحن لا نعرف إلا أن الحمار يوصف بالبلادة، ومن رضع من حمار فلا يبعد أن يكتسب شيء من صفاته، لا أنه يكتسب هذه القوة وهذه الشجاعة كما هو معلوم.

فالحاصل أقول:

هذا من الإخبار المستحيلة أن يوجد لإنسان قلبان في جوفه، وقد كّذب الله -عز وجل- ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير