فقال لهم بعض العقلاء: نصحبكم إلى هذا القبر، أرونا هذا القبر، فذهبوا معهم فلما دخلوا إلى المقبرة وجدوا مصاحف وكتبا قد أحرقت في ناحية منها، فلم يكن ثمة قبر يسعر، وإنما كانت مصاحف تحرق فهم شاهدوها من بعيد، وقد اجتازوا المقبرة بسيارتهم، فظنوا أنه قبر يسعر على صاحبه.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[19 - 07 - 08, 08:58 م]ـ
جزاك الله خيرا، ونفع بك.
وهذا أيضا ياشيخ طريق الغلو , ...................... والعياذ بالله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 08, 10:29 م]ـ
ومن الضوابط التي ينبغي أن تلاحظ في هذا الجانب:
أن كل حادث له طبيعة تخصه، وله مزاج - إن صح التعبير - يناسبه، فحينما ينقل عن الإسكندر –مثلاً - الذي يقال: إنه بنى الإسكندرية، يزعمون في كتب التواريخ أنه حينما أراد أن يبني الإسكندرية؛ أن حيوانات البحر بدأت تخرج وتنقض عليه وتمنعه من بنائها - هكذا في كتب التاريخ -، ويقولون:
إنه لما رأى ذلك بنى له تابوتاً من زجاج، ووضع هذا التابوت من الزجاج في خشب - وضعه في صندوق مكشوف من الجوانب من الخشب -، ثم دخل فيه ونزل في قعر البحر فجلس يرسم - كما يقولون - المخلوقات الشيطانية في البحر، ثم خرج، فصوّر على هيئتها من المعادن مجسمات ووضعها قبالة البحر، فلما خرجت حيوانات البحر لأذيته رأت هذه المخلوقات الشيطانية في وجهها -يعني التماثيل - فخافت، ودخلت في البحر، واستطاع أن يبني الإسكندرية.
هذا خير في كتب التاريخ لربما نقرأه ولا نتوقف عنده كثيراً، ولكن انظر إلى طبيعة هذا الخبر، وإلى ما يحيط ويحتفّ بهذا الخبر من بعض الأمور التي لها طبيعة خاصة، فهل يتصور أن ملكاً يقال: إنه ملك رقعة شاسعة من الأرض أنه ينزل في تابوت ثم ينزل في وسط البحر من أجل أن يرسم هذه المخلوقات الشيطانية؟!، يعني هل جرت عادة الملوك أنهم يفرطون هذا التفريط، ويغامرون مثل هذه المغامرات؟، الجواب: لا، الملوك لا يفعلون ذلك، هذه واحدة.
الشيء الآخر:
أنه إن نزل في هذا الصندوق الصغير من الزجاج فهو يحتاج إلى أكسجين، فكيف استطاع أن ينزل ثم هو لا يختنق هذه ثانية.
والأمر الثالث:
أن المخلوقات الشيطانية هذه في البحر لا تعرف، فإن قُصد بها الشياطين والجن فهم يوجدون في البحر وخارج البحر، ثم هؤلاء لا يستطيع هو أن يراهم حتى يرسم صورهم، ثم بعد ذلك يجعلها على هئية مجسمات.
فهذه ثلاثة أمور كل واحد منها كفيل بأن يرد هذا الخبر، ولا يُعبأ به، ولا يصدق، ولا يلتفت إليه بحال من الأحوال.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 08, 11:05 م]ـ
أمر آخر من الضوابط وهو:
أنه لا يلتفت إطلاقاً إلى الأخبار المستحيلة، ولا يوقَف عندها ولا تصدق، فمن ذلك مثلاً:
ما يذكر عن حاتم الطائي وهو طبعاً معروف بالكرم والجود، يقولون:
إنه لما مات جاء بعض الضيوف بعد موته فنحر لهم – حاتم - جزوراً على قبره - ذبح لهم عير على القبر - هذا الخبر مستحيل لا يمكن، الميت لا يستطيع أن يفعل شيئاً من ذلك، فلا داعي لهذه المبالغات، هذا خبر بمجرد السماع يمج ويكذّب ولا يمر إلا على السذج البسطاء.
خذ مثالاً آخر:
ما يذكر عن بعض الأولياء في البيئات المنحرفة والساذجة التي تصدق مثل هذه التهاويل يقولون:
إن هؤلاء الأولياء مثلاً إنه ذهب فوجد الكعبة مثلاً في طريقه فطافت به - هي طافت - وليس هو الذي طاف بها - سبعة أشواط دارت عليه ثم رجعت فهذا مستحيل، ولا يعرف أن الكعبة انتقلت عن مكانها في يوم من الأيام لتطوف بولي من أوليائهم، ولا يعرف أن الناس جاءوا إلى مكة، فلم يجدوا الكعبة بحجة أنها تطوف على ولي من الأولياء.
والعجيب أنك تجد في بعض كلام هؤلاء المتفقهة من الصوفية ما يثير العجب، يقولون:
فلو جاء فلم يجد الكعبة فقد ذهبت إلى ولي لتطوف به فهل يجزئه أن يطوف بالمحل أو لا يجزئه؟، لا بد من البناء!!.
يعني هؤلاء فقهائهم يصدقون مثل هذه الترهات والأكاذيب التي لا تنطلي إلا على السذج، ومع ذلك يذكرونها في بعض كتبهم التي يدونونها في الفقه.
فانظروا كيف يمسخ عقل الإنسان إلى هذا الحد؟!.
¥