تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا حرج في التوسعة في الأكل والشرب والنفقة في هذه الأيام من غير سرف، لقوله صلى الله عليه وسلم في عيد الأضحى عند مسلم وغيره: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل)).

كما يباح اللهو المباح:

لحديث أنس عند أبي داود، والنسائي بسند صحيح، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجدهم يحتفلون بعيدين، فقال عليه الصلاة والسلام: ((كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله خيراً منها: يوم الفطر ويوم الأضحى)) ([4]).

وأخرج الشيخان وأحمد عن عائشة قالت: (إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت).

وأما الغناء المباح فلما أخرجه الشيخان وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث – وفي رواية -: وليستا بمغنيتين، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه. ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما – وفي رواية – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا)).

قال القرطبي: " (قولها وليستا بمغنيتين) أي ليستا ممن يعرف الغناء كما يرفعه المغنيات المعروفات بذلك، وهذا منها تحرز عن الغناء المعتاد عند المشتهرين به، وهو الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن، وهذا النوع إذا كان في ([5]) شعر في وصف محاسن النساء والخمر وغيرهما من أمور المحرمة، لا يختلف في تحريمه" ([6]).

قال الحافظ: وفي هذا الحديث من الفوائد مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس، وترويح البدن من كلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أولى، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين [7]).

([1]) قال الإمام أحمد: إسناده جيد، وحسن الحافظ إسناده في الفتح (2/ 517)،وانظر أيضاً تمام المنة للألباني (ص354 - 356).

([2]) مجموع الفتاوى (24/ 253).

([3]) انظر وقفات للصائمين لفضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله (ص99).

([4]) تقدم تخريجه (ص4).

([5]) كذا بالأصل ولعلها (فيه) والله أعلم.

([6]) نقلاً عن فتح الباري (2/ 513).

([7]) فتح الباري (2/ 514).

منكرات تقع في الأعياد:

الشيخ: صالح الهبدان – والشيخ: عاصم القريوتي

هناك بعض المخالفات يقع فيها بعض المسلمين في ليالي العيد وأيامه هذه بعضها:

1 - التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول: "الله أكبر" أو إحداث صيغ للتكبير غير مشروعة.

2 - اعتقاد مشروعية إحياء ليلة العيد ويتناقلون أحاديث لا تصح.

3 - تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والسلام على الأموات.

4 - اختلاط النساء بالرجال في بعض المصليات والشوارع والمنتزهات.

5 - بعض الناس يجتمعون في العيد على الغناء واللهو والعبث وهذا لا يجوز.

6 - كثرة تبرج النساء، وعدم تحجبهن وحري بالمسلمة المحافظة على شرفها وعفتها أن تحتشم، وتستر، لأن عزها وشرفها في دينها وعفتها.

7 - خروج النساء لصلاة العيد متزينات متعطرات وهذا لا يجوز.

8 - الإغراق في المباحات من لبس وأكل وشرب حتى تجاوزوا الأمر إلى الإسراف في ذلك، قال تعالى: ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)) الأعراف: 31.

9 - البعض يظهر عليه الفرح بالعيد لأن شهر رمضان انتهى وتخلص من العبادة فيه، وكأنها حمل ثقيل على ظهره، وهذا على خطر عظيم.

10 - بعض الناس يتهاون في أداء صلاة العيد، ويحرم نفسه الأجر فلا يشهد الصلاة، ودعاء المسلمين وقد يكون المانع من حضوره سهره الطويل.

11 - بعض الناس أصبح يحي ليالي العيد وأيامه بأذية المسلمين في أعراضهم، فتجده يتابع عورات المسلمين ويصطاد في الماء العكر، وسيلته في ذلك سماعة الهاتف، أو الأسواق التي أصبحت تعج بالنساء، وهن في كامل زينتهن فتنهدم بيوت عامرة، وتتشتت أسر مجتمعه، وتنقلب الحياة جحيماً لا يطاق، بعد أن كانت آمنة مستقرة!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير