تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

*- والأقرب إلى الصواب كراهة السجود على الوسادة للأحاديث المرفوعة،والأخذ بها أولى من الأخذ بالآثار، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ على أني رأيت من حمل حديث أم سلمة على أن الوسادة كانت لاصقة بالأرض وليست مرتفعة:

*في التعليق الممجد لموطأ الإمام محمد وهو شرح لعبد الحي اللكنوي:

279 - أخبرنا مالك حدثنا نافع أن ابن عمر قال: إذا لم يستطع المريض السجود (1) أومى برأسه

قال محمد: وبهذا نأخذ ولا ينبغي (2) له (3) أن يسجد على عود ولا شيء (4) يرفع (5) إليه ويجعل سجوده (6) أخفض من ركوعه وهو قول أبي حنيفة - رحمه الله -


تعليق اللكنوي:
(1) بسبب وجع الرأس ونحو ذلك
(2) قوله: ولا ينبغي له أن يسجد على عود ... إلخ لما أخرجه البزار والبيهقي في " المعرفة " عن أبي بكر الحنفي عن سفيان الثوري نا أبو الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد مريضا فرآه يصلي على وسادة فأخذها فرمى بها فأخذ عودا ليصلي عليه فأخذه فرمى به وقال: صل على الأرض إن استطعت وإلا فأوم إيماء واجعل سجودك أخفض من ركوعك. ورواه أبو يعلى أيضا بطريق آخر من حديث جابر والطبراني من حديث ابن عمر. وروى أيضا من حديثه مرفوعا: " من استطاع منكم أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع فلا يرفع إلى جبهته شيئا يسجد عليه وليكن ركوعه وسجوده يومئ برأسه ". وذكر شراح " الهداية " أنه يكره السجود على شيء مرفوع إليه فإن فعل ذلك أجزأه لما روى الحسن عن أمه قالت: رأيت أم سلمة تسجد على وسادة من أدم من رمد بها أخرجه البيهقي وعن ابن عباس أنه رخص في السجود على الوسادة ذكره البيهقي وذكر ابن أبي شيبة عن أنس أنه كان يسجد على مرفقه

- قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
323 - " دعها عنك ـ يعني الوسادة ـ إن استطعت أن تسجد على الأرض و إلا فأوم إيماء واجعل سجودك أخفض من ركوعك ".
- وجاء في سبل السلام: (والحديث دليل على أنه لا يتخذ المريض ما يسجد عليه حيث تعذر سجوده على الأرض)

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 577:

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3/ 189 / 2): حدثنا عبد الله بن أحمد
بن حنبل: حدثني شباب العصفري أنبأنا سهل أبو عتاب أنبأنا حفص بن سليمان عن قيس
بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن عمر قال:
" عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه مريضا، و أنا معه، فدخل
عليه، و هو يصلي على عود، فوضع جبهته على العود، فأومأ إليه فطرح العود،
و أخذ وسادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره.
قلت: و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، و إليك البيان:
أولا: طارق بن شهاب، و هو أبو عبد الله الكوفي، صحابي صغير، رأى النبي
صلى الله عليه وسلم، و لم يسمع منه، و هو يروي كثيرا عن عبد الله بن مسعود،
رضي الله عنهما. احتج به الشيخان و أصحاب السنن الأربعة.
ثانيا: قيس بن مسلم، و هو أبو عمرو الكوفي الجدلي ثقة احتج به الستة أيضا.
ثالثا: حفص بن سليمان. هو إما حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر البزار الكوفي
القاري، و إما حفص بن سليمان المنقري التميمي البصري، فإن كان الأول فهو
متروك الحديث، و إن كان الآخر، فهو ثقة. و لكل من الاحتمالين وجه، أما
الأول فلأنه كوفي، و قيس بن مسلم كوفي أيضا، لكن الراوي عنه سهل أبو عتاب
بصري كما يأتي. و أما الآخر، فعلى العكس من ذلك، فإنه بصري و الراوي عنه
كذلك، و لكن شيخه كوفي كما رأيت. و لذلك لم أستطع القطع بأنه هو، و أما
الهيثمي فقد قطع بذلك، و لا أدري ما الذي برره له، و لكنه قد وقع في وهم
عجيب فقال (2/ 148):
" و رواه الطبراني في " الكبير "، و فيه حفص بن سليمان المنقري، و هو متروك،
و اختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه، و الصحيح أنه ضعفه. و الله أعلم ".
قلت: فاختلط على الهيثمي حفص بن سليمان القاري الكوفي بحفص بن سليمان المنقري
البصري، فالأول هو المتروك بخلاف الآخر، كما عرفت، و هو الذي اختلفت الرواية
عن أحمد فيه. لا المنقري، فراجع ترجمته في " التهذيب " إن شئت.
رابعا: سهل أبو عتاب، و هو سهل بن حماد أبو عتاب الدلال البصري، و هو ثقة من
رجال مسلم و الأربعة.
خامسا: شباب العصفري، و هذا لقبه و اسمه خليفة بن خياط العصفري و هو ثقة من
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير