تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أو أكثر، مثل:- البراء بن عازب - أنظر: الإصابة (1/ 278 - 279) و أسد الغابة (1/ 205 - 206) -، و سعد بن مالك - أبو سعيد الخدري - و غيرهما من مشاهير الصحابة رضي الله عنهم.

أو لم يغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم أصلاً، مثل:- حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه.

و يدخل فيه الذكور و الإناث. أما البالغون منهم، فباتفاق أهل الحديث.

أما غير البالغين، فيدخل فيهم المميزين، مثل:- سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيدنا الحسن، و أخوه الحسين، و عبد الله بن الزبير، و غيرهم.

و غير المميزين، مثل:- محمد بن أبي بكر الصديق - أنظر: الإصابة (6/ 245 - 246) و أسد الغابة (5/ 102 - 103) -، و محمد بن ثابت - أنظر: أسد الغابة (5/ 83) -، فقد حنكه النبي صلى الله عليه وسلم بريقه و سماه محمداً، و غيرهم ممن حنكه النبي صلى الله عليه وسلم، و دعا له و لم يكن مميزاً.

كما يدخل فيهم أيضاً، الجن و الملائكة.

أما الجن: فإنهم يدخلون في مفهوم الصحابة على القول الصحيح، و هو الذي رجحه الحافظ بن حجر. انظر: الفتح (7/ 7). و ذلك مثل:- زوبعة، و سمهج أو سمحج، و عمرو بن جابر، و مالك بن مهلهل، و شاصر، و ماصر، و منشي، و حس، و مس، غيرهم. أنظر: روض الأنف (2/ 304) و إرشاد الساري (5/ 306).

و أما الملائكة: فاختلف في دخولهم في مفهوم الصحبة، فقد ذهب جماعة منهم إلى أنه كان مبعوثاً لهم، و مرسلاً إليهم، و قد لقيه بعضهم و هم مؤمنون به، فثبتت لهم الصحبة، و ممن جرى على هذا القول: الإمام السيوطي في كتابه الحبائك في معرفة أخبار الملائك (ص211). و رجحه القاضي شرف الدين البارزي و تقي الدين السبكي و الإمام الحافظ ابن كثير، و أثبت بعض الأصوليين فيه الإجماع كما في المواهب اللدنية (7/ 28).

و يخرج من الصحبة بقولنا من لقي:- من آمن به و لم يره كأصحمة النجاشي و زيد بن وهب و أبي مسلم الخولاني و غيرهم. أنظر: محاضرات في علوم الحديث (ص37 - 40).

و إنما آثرنا التعبير بقولنا من لقي النبي صلى الله عليه وسلم على قولنا من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ليدخل في الصحابة مثل عبد الله بن أم مكتوم، فهو ممن ثبت لقاؤه بالنبي صلى الله عليه وسلم و إن لم يره، لأنه كان ضريراً.

و قولنا يقظة: فصل خرج به من لقي النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، فإنه ليس بصحابي، كما جزم به البلقيني في محاسن الاصطلاح (ص423)، و الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7/ 7)، و السخاوي في فتح المغيث (4/ 81).

و قولنا مؤمناً به: فصل يخرج به من لقيه كافراً به، فإنه لا يعد من الصحابة سواء أكان من المشركين أم من المجوس أم من أهل الكتاب - اليهود و النصارى - و سواء بقي على كفره مثل أبي جهل و أبي لهب و غيرهما من الكفرة والمشركين، أم آمن بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كرسول قيصر. أنظر: فتح المغيث (4/ 82).

كما يدخل بهذا الفصل من لقيه مؤمناً به ثم ارتد، وعاد إلى إيمانه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم و لقيه مرة أخرى. و هذا يدخل في مفهوم الصحبة باللقاء الثاني بلا خلاف بين العلماء، و ذلك مثل: عبد الله بن سعد بن أبي السرح أنظر: الإصابة (4/ 109 - 111).

و يدخل فيه أيضاً: من لقيه مؤمناً به ثم ارتد، و عاد إلى إيمانه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، و لم يلقه مرة أخرى، أو عاد بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، كما قال ذلك ابن حجر في نزهة النظر (ص109)، مثل:- قرّة بن هبيرة - أنظر: الإصابة (5/ 437 - 440) -، والأشعث بن قيس - أنظر: الإصابة (1/ 87 –90) -، و عطارد بن حاجب التميمي - أنظر: الإصابة (4/ 507 - 509) -.

كما يدخل فيه أيضاً: من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد واستمر على ردته حتى الموت، مثل: عبيد الله بن جحش، الذي هاجر إلى الحبشة و هناك تنصر و مات على نصرانيته، و ربيعة بن أمية الجمحي، فإنه ارتد في خلافة عمر حيث فرّ إلى بلاد الروم، فلحق بهم و تنصر، و ابن خطل الذي ارتد و قتل على ردته يوم فتح مكة. أنظر: الإصابة (1/ 7)، و محاضرات في علوم الحديث (ص39)، غير أن هذا سيخرج فيما بعد من مفهوم الصحابة بالقيد الأخير.

و قولنا بعد بعثته: فصل آخر خرج به من لقيه مؤمناً به قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، مثل: زيد بن عمرو بن نفيل، و جرجيس بن عبد القيس المعروف ببحيرا الراهب، فقد عرفه و هو ذاهب إلى الشام و آمن به قبل بعثته. أنظر: الزرقاني على المواهب (7/ 27) و محاضرات في علوم الحديث (ص39)؛ فإن هؤلاء لا يدخلون في مفهوم الصحابة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن مبعوثاً حين أمنوا به و صدقوه.

و على هذا: فما مثّل به البعض هنا بورقة بن نوفل غير صحيح، لأنه قد لقي النبي صلى الله عليه وسلم، و آمن به بعد أن بعث صلى الله عليه وسلم، و جاءه الوحي، و لهذا فقد جزم ابن الصلاح بثبوت صحبته. أنظر: الزرقاني على المواهب (7/ 27).

و قولنا حال حياته: فصل آخر خرج به من لقيه يقظة مؤمناً به بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، أنظر: فتح الباري (7/ 7) و الإصابة (1/ 7 - 8) و فتح المغيث (4/ 80)، مثل: أبي ذؤيب الهذلي الشاعر - أنظر: الإصابة (2/ 364) -، فقد رآه و هو مسجى، قبل أن يدفن صلى الله عليه وسلم.

و قولنا: و مات على الإيمان: هو فصل آخر خرج به من لقيه مؤمناً به، ثم ارتد و استمر على ردته، حتى الموت، و قد تقدمت أمثلته)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير