هناك حرية أولا، حرية مكفولة لطالب العلم، حسب ذوقه وحسب استعداده، الشيخ إذا جاءه الطالب يسأله: ماذا يدرس؟ والشيخ يقوم بالنصح حسب سن الطالب وحسب ما فهم بذكائه الفطري وحسب ما فهم من حاجته إلى سرعة عودته إليه أو عدم حاجته إليه، فينصحه على أساس من ذلك، إذا كان البرنامج المقرر في اللغة العربية، في اللغة العربية علمها يشمل اثني عشر بندا، يشمل مثلا اللغة العربية كلغة وهذه يدرس فيها المتون التي هي ديوان الشعراء الستة، (شرح الأعلم الشنتمري)، القصائد السبع الطوال أو العشر الطوال بشروحها إما للنحاس وإما لابن الأنباري وإما للتبريزي، حتى للزوزني، ومعلقات القصائد السبع الطوال، وإما مقصورة ابن دريد مقصورة غيره، وإما نظم ابن مالك في نظم الإعلام في تدريج الكلام، وإما من نظم مالك بن مرحب السبتي لفصيح ثعلب، هذا كله في اللغة العربية في المحضر ..
محمد كريشان:
عليه أن يحفظها عن ظهر قلب؟
الشيخ محمد سالم:
يحفظها عن ظهر قلب، ويكون له مادة موسوعية في اللغة العربية. في النحو يدرس أولا: مقدمة (ابن آجروم) أو بعض المنظومات التي عقدتها، ثم يتدرج بحسب برنامج ابن مالك وبحسب برنامج ابن هشام، ابن مالك عنده (عمدة الحافظ في شرح عدة اللافظ) نثر، وعنده (الخلاصة) نظم، وعنده الكافية الشافية وهي أصل الخلاصة، وعنده (التسهيل) .. هذا كله في النحو. والمعتنق لابن هشام يبدأ بدراسة القطر (قطر الندى وبل الصدى)، ثم (شذور الذهب لمعرفة كلام العرب)، ثم كتابه الذي سماه (الإعراب عن قواعد الإعراب) ...
محمد كريشان:
أيضا حفظ، كله حفظ؟
الشيخ محمد سالم:
كله حفظ!
محمد كريشان:
ويمتحن حفظا؟
الشيخ محمد سالم:
هو يمتحن نفسه.
محمد كريشان:
كيف يمتحن نفسه؟ يعني ما هي الدرجات مثلا؟ الصف الأول عليه أن يحفظ كذا، الصف الثاني عليه كذا، أم ليس لديكم هذا التصنيف؟
الشيخ محمد سالم:
ليس لدينا هذا التصفيف في التصنيف أو التصنيف في التصفيف، كل واحد يدرس الفن الذي يروق له، والمقرر الذي يروق له إذا لم يستشر، أما إذا استشير الأستاذ فالأستاذ ينصح الطالب بما يلائم.
محمد كريشان:
بإمكانه ألا يستشير ويختار ما يريد ويحفظ ما يريد؟
الشيخ محمد سالم:
بحريته، في علم البلاغة مثلا، عندنا مؤلفات في علم البلاغة محلية، منها لشيخ (سيدي عبد الله الحاج إبراهيم العلوي) وهو نظم، يسمى (نور الأقاح) وعليه شرح سماه (رياض الفتاح)، وعندنا نظم للشيخ (محمد وهبة بن عبيد الديماني) في نفس العلم، وهذا النظم أوسع وأكبر للشيخ (مختار الجاكاني)، وعندنا (عقود الجمان) للسيوطي، وهو ألف بيت عقد بها كتاب (القزويني).
محمد كريشان:
ألف بيت على الطالب أن يحفظها جميعا؟
الشيخ محمد سالم:
طبعا، بالضبط، وهي جميلة وتعده إعدادا كاملا لاستيعاب المادة.
محمد كريشان:
هل لنا أن نسمع بعض بيوتها مثلا؟
الشيخ محمد سالم:
من بعض بيوتها في آخر الكتاب يقول:
وسور القرآن في ابتدائها
وفي خلوصها وفي انتهائها
واردة أكمل وجه وأدل
وكيف لا وهو كلام الله جل
ومن لها أمعن بالتأملِ
بان له كل خفي وجلي
.... [كلام غير مفهوم]
في علم أصول الفقه عندك ورقات إمام الحرمين (الجويني) أو بعض الأراجيز التي عقدتها، في الغالب أنها من عمل الموريتانيين أنفسهم، وشروحه تتوسع وتدرس إما أحد المتنين والمنظومين اللذين هما (لأبي بكر بن عاصم) الفقيه القاضي الغرناطي، وإما لبعض مشايخنا نحن كـ (مراقي الصعود) للشيخ (عبد الله بن إبراهيم العلوي) وإما للشيخ (محمد بن عبيد) وغيرهم.
محمد كريشان:
هل تذكر لنا بعض مما ورد فيها؟
الشيخ محمد سالم:
كتاب السيوطي هو كما قلت لك الذي سماه (الكوكب الساطع) عقد به كتاب (جمع الجوامع) لابن السبكي، والمتن المنظور مهم جدا عندنا، كانت الأمهات يقلن لأولادهن: اللي ما يحفظ ابن السبكي يقعد عند أمه ويظل يبكي. متن ابن السبكي هذا ...
محمد كريشان (ضاحكا):
ونحن من بينهم أكيد.
الشيخ محمد سالم:
متن ابن السبكي في مقدمته يقول:
¥