إذًا لماذا يا أستاذ ما دام أن هذه هي حالك تتهجم وتتنقص من خصومك وتصفهم بالصحفيين وأنهم (قرؤا شوية كتب) و (يعرفوها الزاي هم ما تعلموش) و (تعلّمْ معنى البدعة وبعدين تعال) وغيرها من عبارات الإزدراء والتجهيل التي ملأت بها الحلقة ناهيك عن السب والشتم
ثم مع هذا نجد الأستاذ يظهر انزعاجه ممن انتقده على الأخطاء الصريحة التي وقعت منه ويستخف بهم!
فهل هذا من الإنصاف في شيء؟ بل هل يعقل هذا؟
هلّا احترمهم حتى يطلب منهم التغاضي عنه؟
قال الإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى:
" فتدبروا هذا الحديث فإنه يدل على أنه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم وإنما يؤتون من قبل إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم فيؤتى الناس من قبلهم
قال: وقد صرف عمر رضى الله عنه هذا المعنى تصريفا فقال: ما خان أمين قط ولكان ائتمن غير أمين فخان
قال: ونحن نقول ما ابتدع عالم قط ولكنه استفتى من ليس بعالم فضل وأضل وكذلك فعل ربيعة قال مالك رحمه الله تعالى بكى ربيعة يوما بكاء شديدا فقيل له أمصيبة نزلت بك قال لا ولكن أستفتى من لا علم عنده وظهر في الإسلام أمر عظيم "
رابعا: حرص الأستاذ على انتقاء واستخلاص ما ينصر به قوله وإخفاء وحذْف و تجنّب ما ينقضه.
تارة يفعل هذا في نفس العبارة التي ينقلها يبقي منها ما يظن أنه يقرر مذهبه ويحذف ما ينقض مراده وإن كان هذا قليلا لانكشافه.
وتارة في نفس الكتاب فيستخلص ما يروق له ويترك ما يبطل مراده.
وتارة في نفس أقوال الإمام الذي يحتج به، فينقل عنه قولا ويترك عنه أقوالا تخالف ما يقرره الأستاذ
ونحن الآن في سنة 1430 هـ الموافق 2009 م وفي وقت الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ومحركات البحث الالكتروني وفي وقت العالم أصبح فيه قرية صغيرة، فلا مجال لأن نتبلى على بعض ولا للخداع وسنذكر بينتنا في كل ما سنذكره.
وليت الأستاذ استحضر ما ذكرناه من سهولة المتابعة وإلا لما وقع فيما وقع فيه ولا ورط نفسه هذه الورطة التي أغلب الظن أنها بسبب ذلك المجهول الذي أحال عليه، ولو كان الأستاذ يقظا لما وقع في الشباك ولكن لقلة خبرته بالناس وقع فيما وقع فيه، هذا إن أحسنا به الظن
وسأبدأ بالأمثلة التي طرحها الأستاذ نفسه ومثّل بها لما ليس بدعة عنده وأبيّن ما ارتكبه من تجاوزات تقدح في أمانته وأبين موقف أهل العلم منها
ثم أثني بالأئمة الذين حاول أن يستكثر بهم ناقلا عنهم قولا، ومُعْرضا عن أقوالهم الأخرى التي لا تنقض مذهبه فقط بل وتبطل ترجيحاته في نفس الأمثلة التي اختارها
المثال الأول: قراءة القرآن على القبور:
نقل عن أحمد القول بجواز قراءة القرآن على القبور ناقلا رواية الخلال التي في إسنادها كلام وسيأتي الكلام عنها وقرأها من طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى
وصاح بها يتهلل وجهه (فتوى الإمام أحمد) (إمام أهل السنة)
هذا وهذا فقط الذي نقله الأستاذ، وصور للمشاهد أن هذا هو مذهب أحمد لا غير
بل أضاف إلى هذا أن ألصق إلى أحمد بالباطل استدلالا مناقضا لمذهب أحمد كما سيأتي
بينما أخفى الأستاذ عن المشاهدين الروايات الأكثر والأصح بلا خلاف عن أحمد، والتي تنقل تبديعه للقراءة ونهيه عنها، وهي معتبرة في مذهب أحمد، حتى أن بعض كبار الحنابلة يرجحها على رواية الجواز فهل هذا البتر من الدين بالله عليكم؟ هل هذا من الصدق؟ أين الأمانة؟
وإليك هذه الروايات:
ـ ما رواه الدوري في تاريخه (5414) سألت أحمد بن حنبل ما يقرأ عند القبر؟ فقال: " ما أحفظ فيه شيئًا "
ـ وقول أبي داود في مسائله (158): ((سمعت أحمد سُئل عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا)).
وفي مسائل عبد الله:
" قال سألت ابي عن الرجل يحمل معه المصحف الى القبر يقرأ عليه؟ قال هذه بدعة
قلت لأبي وان كان يحفظ القرآن يقرأ؟
قال لا، يجيء ويسلم ويدعو وينصرف، الزيارة بعد حين رخص النبي صلى الله عليه وسلم فيها يقولون ذاك " ا. هـ
وفي مسائل ابن هانئ (946) عن أحمد قال:
" القراءة على القبر بدعة ".
نقلا من فتح الغفور في حكم قراءة القرآن على القبور لأن مسائل ابن هانئ ليس عندي
ـ ونقل في فتح الغفور روايات أخرى عن أحمد من طريق المروذي ومهنا وحنبل وأبي طالب وابن بدينا وإسحاق بن إبراهيم وغيرهم عن أحمد عدم جواز القراءة عند القبر، وبعضهم يروي عنه بِدْعيتها. كذا عن فتح الغفور
¥