مع أن الأستاذ قرأ هذا النقل لكن لم يبين ما فيه من دلالة على ذهاب بعض أهل العلم للبدعية التي يشنع على من يقول بها
و سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فقال:
" تركها أولى، و قد كرهها بعض أهل العلم، و الأفضل التسبيح و التهليل بالأنامل، كما كان يفعل ذلك النبي صلى الله عليه و سلم و روي عنه أنه أمر بعقد التسبيح بالأنامل و قال: " إنهن مسؤولات مستنطقات "
والمراد نقل الكراهة عن بعض أهل العلم
وقد جاء في فتاوى الأزهر ما يدعوا لإعادة النظر في السبحة لدى من يقول بجوازها حيث جاء فيها:
" وإحصاء الذكر بالسبحة من اختراع الهند، كما يقول الأستاذ السيد أبو النصر أحمد الحسينى "مجلة ثقافة الهند -سبتمبر1955 " اخترعه الدين البرهمى فيها، ثم تسرب إلى البلاد والأديان الأخرى، وتسمى السبحة فى اللغة السنسكريتية القديمة فى الهند "جب ما لا " أى عقد الذكر.
ثم يقول: وتختلف الفرق البرهمية فى عدد حباتها وفى ترتيبها، فالفرقة الشيوائية سبحتها أربع وثمانون حبة، والفرقة الوشنوية سبحتها مائة وثمان حبات. والخلاف راجع إلى حاصل ضرب 12 "عدد الأبراج السماوية" فى 7 "عدد النجوم الظاهرة بما فيها الشمس والقمر عند الفرقة الأولى" أو فى 9 "عدد النجوم الظاهرة عند الفرقة الثانية بإضافة أحوال القمر الثلاثة" وكل سبع حبات فى مجموعة متميزة.
وعند ظهور البوذية فى الهند بعد البرهمية اختار رهبانها السبحة الوشنوية "108 " من الحبات. وعند تفرق طوائفها فى البلاد قلد رهبان النصرانية هؤلاء فيها، وكل ذلك قبل ظهور الإسلام.
... وبناء على هذه الأخبار لم تكن "السبحة" المعهودة لنا معروفة عند المسلمين حتى أوائل القرن الثانى الهجرى، ويؤيد ذلك ما نقله الزبيدى فى "تاج العروس " عن شيخه أن السبحة ليست من اللغة فى شيء ولا تعرفها العرب، إنما حدثت فى الصدر الأول إعانة على الذكر وتذكيرا وتنشيطا.
يقول الأستاذ الحسينى فى المجلة المذكورة: ويظهر أن استعمالها تسرب بين المسلمين فى النصف الثانى من القرن الثانى الهجرى، فإن أبا نواس ذكرها وهو فى السجن، فى قصيدة خاطب بها الوزير ابن الربيع فى عهد الأمين "193 - 198".
أنت با ابن الربيع ألزمتنى النسك وعودتنيه والخير عادة
فارعوى باطلى وأقصر حبلى وتبدلت عفة وزهادة
المسابيح فى ذراعى والمصحف فى لبتى مكان القلادة
وهو أقدم ذكر للسبحة بالشعر العربى فيما يعلم ... وبقى استعمالها بين المسلمين بين راض،عنها وكاره لها، ... هذا، وقد تفنن الناس اليوم فى صنع السبحة من حيث المادة والحجم والشكل واللون والزخرفة وعدد الحبات، وعنى باقتنائها كبار الناس سواء أكان ذلك للتسبيح أم للهواية أم لغرض آخر ... " ا. هـ
ومع أن الفتوى آلت إلى تجويز المسبحة لكن ما نقلوه والله يوجب إعادة النظر في لك
وختاما أُبيّن للقارئ أنه لاخلاف بين أهل العلم المعتبرين أن الأصل والسنة هو التسبيح باليد دون استعمال مسبحة ونحوها وهذا لم يبينه الأستاذ
وأن المسبحة لا تستحب ولا هي من السنة وإنما غايتها في قول كثير من أهل العلم أنها رخصة فقط وأيضا هذا لم يوضحه
ولا أظن أن عالما معتبرا ينص على أنها تستحب إذ هي محدثة باتفاق فغايتها أنها رخصة
وأيضا أبين للقارئ أمرا يوضح له أن هجوم الأستاذ على أتباع السلف في هذه المسائل لم يكن أمينا وذلك أن أكثر أتباع السلف في هذا العصر يرخصون في المسبحة وفيهم جلة من كبار علمائنا ممن توفي وممن هو على قيد الحياة وفي المقابل كثير منهم يرى بدعيتها وأنا أميل إلى هذا.
فلماذا هذا الهجوم الشامل؟
بل لو كانوا كلهم يقولون ببدعية المسبحة لما ساغ منه هذا الهجوم التسفيهي لهم، لكون ما يقولون به هو قول معتبر قال به صحابة فكيف وجلهم يرخصون في المسبحة؟
هذا يبين لكل عاقل قدر التحامل الشديد والكراهية الدفينة التي تجر إلى الظلم دون شعور
ـ المثال الثالث: المصافحة بعد كل صلاة.
لم يذكر الأستاذ عن أحد من أهل العلم تجويزه المصافحة بعد كل صلاة وهذا يخالف قانون الحلقة الذي رسمه لنفسه
ومع هذا قال عن المسائل التي طرحها مخالفا الواقع بصورة صارخة:
(ما جبناش قول إمام واحد في أي مسألة، جبنا قول أئمة)
وهذه المسألة التي سفّه فيها موقف مخالفه فإليك ما قيل فيها:
¥