وعن ابن مسعود، إنه كان يقول كل عشية خميس في درسه الأسبوعي: «إنما هو القول والعمل، فأصدق القول قول الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وإن كل محدثة بدعة (4)، وكل بدعة ضلالة»
وعن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود:
«الاقتصاد في السنة، خير من الاجتهاد في البدعة (1)، وكل بدعة ضلالة»
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:"اتَّبِعُوا، وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".
عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد (3) قال: اختلفت إلى عبد الله بن مسعود سنة فما رأيته مصليا صلاة الضحى، ولا صائما يوما من غير رمضان، قال: فبينا نحن عنده ذات ليلة أتى، فقيل له: هذا رسول الوليد، فقال عبد الله: أطفئوا المصباح، فدخل فقال له: إن الامير يقول لك أترك هؤلا الكلمات التي تقول، قال: وما هن؟ قال: هذه الكلمات، قال: فلم يزل يرددهن، قال قولك: كل محدثة بدعة، قال: إني لن أتركهن، قال: فإنه يقول لك: فاخرج، قال: فإني خارج، قال فخرج إلى المدينةا. هـ
فانظر إلى محاربة المفهوم الصحيح للبدعة منذ عهد الصحابة
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "أيها الناس! إنكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة؛ فعليكم بالأمرِ الأول
عن يزيد بن عميرة، عن معاذ بن جبل قال:
" إياكم وما ابتدع؛ فإن كل ما ابتدع ضلالة»
عن نافع، عن ابن عمر، قال: «كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة»
عن عثمان بن حاضر الأزدي، قال: سألت ابن عباس، فقال: «عليك بالاستقامة، واتباع الأثر، وإياك والتبدع»
وعن ابن عباس، قال: إن أبغض الأمور إلى الله البدع
وقال حذيفة رضي الله عنه: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تعبدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا بطريق من كان قبلكم
وعن معن قال: قال عبد الملك: «كل محدثة بدعة»
وقال ابن وضاح قال أشهب:
" وقد كان مالك يكره كل بدعة، وإن كانت في خير " ا. هـ
وقال ابن الماجشون:
سمعت مالكاً يقول: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة، لأن اللّه يقول: {اليوم أكملتُ لكم دينكم} فما لم يكن يومئذٍ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً.
وقال الإمام أحمد بن حنبل:
" أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة "
وقال ابن وضاح
باب «كل محدثة بدعة»
ثم ساق جملة من الروايات السابقة
" وقد ثبت في الأصول العلمية أن كل قاعدة كلية أو دليل شرعي كلي؛ إذا تكررت في مواضع كثيرة وأوقات متفرقة وأحوال مختلفة، ولم يقترن بها تقييد ولا تخصيص فذلك دليل على بقائها على مقتضى لفظها العام المطلق.
وأحاديث ذم البدع والتحذير منها من هذا القبيل.
فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يردد من فوق المنبر على ملأ من المسلمين في أوقات كثيرة وأحوال مختلفة أن (كل بدعةٍ ضلالة) ولم يأت في آية ولا حديث تقييد ولا تخصيص ولا ما يفهم منه خلاف ظاهر الكلية من العموم فيها [بل جاء في التطبيق النبوي وما في حكمه تأكيد الكلية]، فدل ذلك دلالة واضحة على أنها على عمومها وإطلاقها.
وقد أجمع السلف الصالح على ذمها وتقبيحها والهروب عنها وعمن اتسم بشيء منها، ولم يقع منهم في ذلك توقف ولا استثناء، فهو - بحسب الاستقراء - إجماع ثابت يدل دلالة واضحة على أن البدع كلها سيئة ليس فيها شيء حسن " ا. هـ
عن كتاب اللمع في الرد على محسني البدع للسحيباني وفقه الله وما بين الأقواس فمن العبد الفقير
فلم ترد البدعة في الكتاب ولا في السنة ولا في آثار الصحابة بمعناها الشرعي (بعيدا عن المعنى اللغوي المجرد) إلا مذمومة، ولم تمدح بدعة شرعية قط.
ولأنه لا انفصامية بين النصوص وواقعها، ولا بين الأدلة وأصحابها وأهلها من العلماء، فلا يمكن البتة أن يكون في ذلك الجذر بركة و لا حُسن ولا مدح فيما يتعلق بالأفعال الدينية، ولن تجد من يقول به من سلف الأمة والمبرزين من علمائها، ومن ظن هذا فقد أبعد أيما بعد وجعل بينه وبين العلم في هذا الباب مفاوز.
¥