تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونسأله التوفيق والفقه في الدين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، e ، وعلى آله وصحبه، ومن تمسك بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإنني أحمد الله – سبحانه وتعالى – وأشكره على ما من به على كثير من شباب أمتنا من وعي فكري وصحة في التوجه، وقوّة في الالتزام بالدين مع حرص على طاعة رب العالمين، يزين ذلك صفاء في العقيدة وتمسك بالسنة، على الرغم من تحديات العصر وتوافر المغريات، ونشاط دعاة السوء. وإنَّ مما يتميز به هذا الشباب الحرص على طلب الفقه في الدين والبحث عما يعضده الدليل، حتى إنه لا يقبل من الأقوال والفتاوى إلا ما صرح صاحبه بدليله من الكتاب والسنة، وما شهد له عمل سلف الأمة، وأقوالهم. وهذا شيء عظيم لا إشكال فيه، إنما الإشكال في منهج بعضهم في التمييز بين الفتاوى، والأقوال المتعارضة التي أحتج لها أصحابها بالأدلة من الكتاب والسنة واستشهدوا عليها بشيء من عمل سلف الأمة وأقوالهم.

لأن التفريق بين الراجح والمرجوح لدى بعضهم مبني على محبة من يستفتونه، أو على قوة بلاغته وليس بعد النظر في صحة حجته، وسبب هذا ضعف العناية بفهم آراء فقهاء الأمة، والبعد عن ضبط التأصيل، كما أن لعدم معرفة الألفاظ اللغوية، والضعف في التفريق بين مدلولاتها أثراً كبيراً في ضعف الجانب الفقهي لدى بعض الشباب.

ثم إن تعجل بعضهم في إصدار الأحكام، ومحبة كل جديد قد زاد من العمل ببعض الأقوال المرجوحة.

ولذا فإنني أنصح أولئك بالأناة والتريُّث وإتهام الرأي، والحرص على بناء عقلياتهم العلمية فيما قصدوه من مسائل، قبل أن يتصدروا مجالس زملائهم بالفتيا. وقبل إتهام مخالفيهم بمخالفة السنة، ورميهم لهم بالتقليد المذهبي، وربما يكون الحق مع مخالفيهم.

كما يجب على الناظر في الأدلة الشرعية احترام آراء إخوانه والعناية بفهم أدلتهم فهماً صحيحاً حتى يمكنه الوصول إلى أرجح الآراء وأدقها.

هذا ومن المسائل التي دار النقاش حولها في الأوساط الشبابية، والمجالس العلمية في الآونة الأخيرة: مسألة قصر الصلاة لمن سافر من وطنه ما لم يرجع إليه وإن أقام السنين الطويلة.

وهي مسألة قديمة، عرفت عن بعض الطوائف الإسلامية إلا أنها الآن لم تبق مدوَّنة في الكتب العلمية بل ظهرت إلى الميدان العملي، وذلك أن كثيراً من الشباب قد عمل بهذا القول، وربما دعا إليه، خصوصاً من المغتربين للدراسة في داخل المملكة، وخارجها، وبالأخص ممن لهم عناية بالسنة وأقوال الصحابة وفتاويهم.

لذا رأيت من الواجب القيام بدراستها دراسة علميَّة، مبنية على التحقيق اللغوي، والدراسة الإسنادية، مع استقصاء الأدلة والتوفيق بينها، ثم تحرير مذهب أشهر من نسب إليه القول بهذا من الصحابة – t - والإجابة على ما طُرح من تساؤلات.

وقد عُنِيتُ بتحليل مقالات أشهر المفتين في هذه المسألة تحليلاً علمياً، يكشف بإذن الله لمن وقف عليه جانب الصواب في هذه المسألة التي تتعلق بركنين عظيمين من أركان الإسلام، حيث قصر بسببها من يجب عليه الإتمام، وأفطر من يجب عليه الصيام والله الهادي إلى الصواب.

هذا وقد بنيت هذا البحث على الخطة التالية:

1 - المقدمة: بينت فيها سبب بحث هذا الموضوع.

2 - التمهيد: قد عنيت فيه بالتعريف بالألفاظ اللغوية التي لفهم مدلولها أثر في معرفة الرأي الراجح من المرجوح.

3 - القسم الأول: درست فيه حكم قصر الصلاة للمغتربين المقيمين على ضوء دلالة الكتاب والسنة، وتحرير مذهب من نسب إلى القول بهذا من الصحابة.

4 - القسم الثاني: ناقشت فيه رأي أشهر المفتين في هذه المسألة.

5 - الفهارس.

لتحميل الرسالة

( http://www.islamlight.net/index.php?option=com_remository&Itemid=29&func=counter&filecatid=313)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير