تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في المدينة إلى الطابق الأعلى من البناية التي كنت زرت فيها أحد إخواننا لمراقبة غروب الشمس وأنا صائم، فما أذن إلا بعد غروبها بـ (13 دقيقة)! وأما في جدة فقد صعدت بناية هناك يسكن في شقة منها صهر لي، فما كادت الشمس أن تغرب إلا وسمعت الأذان. فحمدت الله على ذلك) ا. هـ من السلسلة الصحيحة (6/ حديث 2780).

* وفي الصحيحة (5 / حديث 2031) عن طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا يَهِيدَنَّكُمْ السَّاطِعُ الْمُصْعِدُ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمْ الْأَحْمَرُ " رواه أبو داود والترمذي وحسنه هو والألباني، قال رحمه الله: (اعلم أنه لا منافاة بين وصفه صلى الله عليه وسلم لضوء الفجر الصادق بـ "الأحمر" و وصفه تعالى إياه بقوله: (الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ) (البقرة:187) لأن المراد - و الله أعلم - بياض مشوب بحمرة أو تارة يكون أبيض و تارة يكون أحمر، يختلف ذلك باختلاف الفصول و المطالع. و قد رأيتُ ذلك بنفسي مرارا من داري في (جبل هملان) جنوب شرق (عمان)، و مكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين، أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين و الثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضا! وكثيرا ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، و هم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة، وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة أيضا قبل وقتها في شهر رمضان، كما سمعته من إذاعة دمشق وأنا أتسحر رمضان الماضي (1406) وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام و تعريض لصلاة الفجر للبطلان، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي و إعراضهم عن التوقيت الشرعي: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (البقرة:187) " فكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمْ الْأَحْمَرُ "، و هذه ذكرى، و (الذكرى تنفع المؤمنين).اهـ

* وفي " الصحيحة " (5 / حديث 2081) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: " كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على نشز فإذا قال قد غابت الشمس أفطر ". أخرجه الحاكم (1/ 434) وقال: " صحيح على شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي. قال الألباني رحمه الله: (إنما هو صحيح فقط. وفي الحديث اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار بعد أن يتأكد صلى الله عليه وسلم من غروب الشمس، فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا، فيخبره بغروب الشمس ليفطر صلى الله عليه وسلم، و ما ذلك منه إلا تحقيقا لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ". متفق عليه. و إن من المؤسف حقا أننا نرى الناس اليوم، قد خالفوا السنة، فإن الكثيرين منهم يرون غروب الشمس بأعينهم، و مع ذلك لا يفطرون حتى يسمعوا أذان البلد، جاهلين: (أولا): أنه لا يؤذن فيه على رؤية الغروب، و إنما على التوقيت الفلكي. و (ثانيا): أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال و الوديان، فرأينا ناسا لا يفطرون وقد رأوا الغروب! وآخرين يفطرون والشمس بادية لم تغرب لأنهم سمعوا الأذان! والله المستعان!) اهـ

* وفي الصحيحة (7 / حديث 3440) عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن خيارَ عِباد اللهِ الذين يراعُونَ الشّمسَ والقمرَ والنُّجومَ والأظلّة لذكرِ الله عزّ وجل " رواه الحاكم والبزار والبيهقي، وقال ابن شاهين: (حديث غريب صحيح حسن)، وصحح إسناده الحاكم والذهبي، وحسنه لغيره الألباني. وقال: (ليس يخفى على أهل العلم أن الأذان شعيرة من شعائر الإسلام، وأنه قد جاء في فضله أحاديث كثيرة ... التذكير بما أصاب هذه الشعيرة الإسلامية من الاستهانة بها، وإهمالها، وعدم الاهتمام بها، وتعطيلها في بعض المساجد التي يجب رفع الأذان فيها من مؤذنيها، اكتفاءً بأذان إذاعة الدولة التي يذاع بواسطة الكهرباء من مكبرات الصوت المركبة على المآذن في بعض البلاد الإسلامية، وبناءً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير