تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[22 - 01 - 03, 01:55 م]ـ

الأخت فاطمة الأثرية.

هذا الكلام فيه حق وفيه باطل، وفيه الصحيح وفيه الضعيف، وبيان ذلك فيما يلي:

- أولا:

قوله: فإن الصحابة رضوان الله عليهم يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته، ولا زال المسلمون بعدهم إلى يومنا هذا على ذلك.ا. هـ.

نعم، كان الصحابة رضي الله يتبركون بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته، وهذا الأمر مستمر إذا ثبت أنها بقيت إلى يومنا هذا.

وقد بين الدكتور ناصر الجديع في " التبرك. أنواعه وأحكامه " (ص 256 - 260) إستحالة ثبوت نسبة ما يوجد الآن من هذه الآثار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل فقدان الكثير من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم على مدى القرون والأيام بسبب الضياع، أو الحروب والفتن.

وما تدعيه بعض الدول من وجود شعرات النبي صلى الله عليه وسلم، والعناية بها، ووضعها في صناديق أو قوارير وتُلف بقطع من الحرير، ويحتفل بإخراجها مرة واحدة في العام فيحتاج إلى إثبات ذلك، وهذا أمر مستبعد جدا.

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في " التوسل " (ص 146): ونحن نعلم أن آثاره صلى الله عليه وسلم من ثياب، أو شعر، أو فضلات، قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين.ا. هـ.

- ثانيا:

قوله: وذلك أنه صلى الله عليه وسلم قسّم شعره حين حلق في حجّة الوداع وأظفاره. ا.هـ.

أما الشعر فثابت، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى مِنًى، فَأَتَى الْجَمْرَةَ، فَرَمَاهَا، ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ بِمِنًى، وَنَحَرَ، ثُمَّ قَالَ لِلْحَلَّاقِ خُذْ وَأَشَارَ إِلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ الْأَيْسَرِ ثُمَّ جَعَلَ يُعْطِيهِ النَّاسَ.

وفي رواية: قَالَ فَبَدَأَ بِالشِّقِّ الْأَيْمَنِ فَوَزَّعَهُ الشَّعَرَةَ وَالشَّعَرَتَيْنِ بَيْنَ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ بِالْأَيْسَرِ فَصَنَعَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: هَا هُنَا أَبُو طَلْحَةَ فَدَفَعَهُ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ.

رواه مسلم.

أما الأظفار سنأتي عليه.

- ثالثا:

قوله: فكانوا يتبركون به في حياته وبعد وفاته.ا. هـ.

هذا ثابت أيضا، عَنْ عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسٌ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ لَهُمَا قِبَالَانِ فَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ بَعْدُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُمَا نَعْلَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

رواه البخاري.

وغير ذلك من النصوص، بل كان بعض التابعين يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم.

عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: عِنْدَنَا مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَبْنَاهُ مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ أَوْ مِنْ قِبَلِ أَهْلِ أَنَسٍ فَقَالَ: لَأَنْ تَكُونَ عِنْدِي شَعَرَةٌ مِنْهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.

رواه البخاري.

ولسنا هنا في مقام تتبع جميع الأخبار، وإنما نكتفي بالمثال فقط.

- رابعا:

قوله: وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه كانت له قلنسوة وضع في طيّها شعرًا من ناصية رسول الله أي مقدّم رأسه لما حلق في عمرة الجعرانة، وهي أرض بعد مكة إلى جهة الطائف، فكان يلبسها يتبرك بها في غزواته. روى ذلك الحافظ ابن حجر في المطالب العالية عن خالد بن الوليد أنه قال: ”اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة اعتمرها فحلق شعره، فسبقت إلى الناصية، فاتخذت قلنسوة فجعلتها في مقدمة القلنسوة، فما وجهت في وجهة إلا فتح لي“ ا. هـ. وعزاه الحافظ لأبي يعلى.ا. هـ.

هذا خبرٌ لا يثبت ُ.

رواه الحاكم (3/ 299) وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: " منقطع " أي بين جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع وبين خالد بن الوليد، جعفر لم يدرك خالد بن الوليد رضي الله عنه.

ورواه الطبراني في " الكبير " (4/ 104 رقم 3804)، وقال الهيثمي في " المجمع " (9/ 349): رواه الطبراني بنحوه وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح، وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا؟.ا. هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير