تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال عمر لعمرو: مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ (لم يذكر الشيخ عائض القرنى الجملة هكذا و إنما قال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟)، قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتنى.

التخريج:

أخرجها ابن عبد الحكم فى " فتوح مصر و أخبارها " صـ 290، وأوردها محمد بن يوسف الكاندهلوى فى " حياة الصحابة " (2/ 88) باب: عدل النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه

قال: وأخرج ابن عبد الحكم عن أنس – رضى الله عنه – ثم ذكر القصة. ثم قال: كذا فى "منتخب كنز العمال " (4/ 420)

وبالرجوع إلى " كنز العمال فى سنن الأقوال و الأفعال " للعلامة علاء الدين المتقى بن حسام الدين الهندى وجِد أن القصة تقع فى " كنز العمال " (12/ 660) ورقم (36010) وعزاه لابن العبد الحكم أيضاً

تحقيق القصة:

هذه القصة منقطعة السند وسندها واهى، ويظهر هذا الإنقطاع فى السند، حيث قال ابن عبد الحكم فى " فتوح مصر " صـ 290:

حُدثَنا عن أبى عبدة عن ثابت البُنانى وحُمَيْد عن أنس ثم ذكر القصة

أولاً:

قول ابن عبد الحكم " حُدثَنا عن أبى عبدة " يظهر منها طريقة تحمله للقصة وصيغة الأداء

والمراد بتحمله: بيان طرق أخذه وتلقيه عن الشيوخ.

ولفظ الأداءفى رواية ابن عبد الحكم للقصة مبنى للمجهول، وبهذا لم يعرف من الشيخ الذى أخذ عنه وتلقى عنه القصة.

وترتب عليه عدم معرفة أبى عبدة الذى روى عنه هذا المجهول وأصبح السند مظلماً بهذه الجهالة.

وزاد الجهالة أنه بالبحث عمن روى عن ثابت فى " تهذيب الكمال " (3/ 244/797) وجِد أن عددهم (104) رواة

لم يكن من بينهم أبو عبدة، وأنه بالبحث عمن روى عن عن حميد فى " تهذيب الكمال " (5/ 236 / 1507) وجِد

أن عددهم (73) راوياً لم يكن بينهم أبو عبدة

وبهذا التخريج يصبح السند منقطعاً ومظلماً

ثانياً: نكارة المتن:

أولاً: قول عمر للمصرى: " ضع على صلعة عمرو"

قال الله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) الإسراء: 15 قال ابن كثير فى تفسيره (5/ 34): " أى لا يحمل أحد ذنب أحد،ولا يجني جان إلا على نفسه "

وقال القرطبى فى تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " 3/ 2676 - دار الغد:

أى لا تحمل حاملة ثقل أخرى، أى لا تؤخذ نفس بذنب غيرها، بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها

ثانياً:

أخرج البخارى فى " صحيحه " (12/ 219 – فتح) (ح 6882) قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبى حسين، حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " أبغض الناس إلى الله ثلاثة: مُلْحِد فى الحرم، ومبتغ فى الإسلام سنة الجاهلية

ومُطْلِب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه "

و " مبتغ فى الإسلام سنة جاهلية " والتى يتبين منها نكارة المتن حيث جاء فيها " ضع على صلعة عمرو " وبعض القصاص يوردها بمعنى " أدرها على صلعة عمرو " وهو اللفظ الذى قاله عائض القرنى

لذلك قال الحافظ فى الفتح (مبتغ فى الإسلام سنة جاهلية):

1 - أي يكون له الحق عند شخص فيطلبه من غيره ممن لا يكون له فيه مشاركة كوالده، أو ولده

أو قريبه

2 - وقيل المراد: من يريد بقاء سيرة الجاهلية أو إشاعتها أو تنفيذها

3 - وسنة الجاهلية جنس يعم جميع ما كان أهل الجاهلية يعتمدونه من أخذ الجار بجاره، والحليف بحليفه ونحو ذلك، ويلتحق بذلك ما كانوا يعتقدونه، والمراد منه ما جاء الإسلام بتركه.

وقد يحاول البعض تأويل قول عمر و التأويل فرع التصحيح و السند مظلم و مؤاخذة الوالد بفعل ولده سنة الجاهلية

ثالثاً:

فى هذه القصة يُنْسب إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال للمصري وهويضرب ابن عمرو بن العاص: " اضرب ابن الألْيَمين ". يعنى الألأمين

وهذا اللفظ أشد من لفظ (لئيم) لأن هناك اللئيم والأَلاَم ولفظ (اللئيم) كما فى لسان العرب (12/ 530) معناه: " الدنيء الأصل الشحيح النفس "

والتعيير بالأصل لا يجوز لأنه من أمور الجاهلية،و الشاهد ما أخرجه البخارى فى " صحيحه "

(ح 30، 2545، 6050) من حديث أبى ذر قال: إنى سابيت رجلاً فعيرته بأمه، فقال النبى صلىالله عليه وسلم: " يا أبا ذر أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيك جاهلية

قال الحافظ فى القتح (1/ 108): ويظهر لى أن ذلك كان قبل أن يعرف أبى ذر بتحريمه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير