وانظر " تحفة الأشراف " (7/ 284)، و " العارضة " (11/ 246).
قلتُ وفي الحديث:
الحسين بن يزيد الكوفي هو الحسين بن يزيد بن يحيى: " لين الحديث " كما قال الحافظ في " تقريب التهذيب " (1/ 118 / 1361)، وقال أبو حاتم الرازي: " لين الحديث "، وقال ابن حبان: " ثقة ".
وعبد السلام بن حرب هو ابن سلم: " ثقة حافظ له مناكير " كما قال الحافظ في " تقريب التهذيب " (2/ 112 / 4067)، وقال ابن معين: " صدوق "، وقال الترمذي: " ثقة حافظ "، وقال يعقوب بنم شيبة: " ثقة في حديثه لين "، وقال أبو حاتم الرازي: " ثقة صدوق "، وقال النسائي: " ليس به بأس "، وقال الدارقطني: " ثقة حجة ".
وغطيف بن أعين الشيباني الجزري، ويقال بالضاد المعجمة: " ضعيف " كما قال الحافظ في " تقريب التهذيب " (3/ 2 / 5364)، وقال الترمذي: " ليس بمعروف بالحديث "، وقال الدارقطني: " ضعيف "، ووثقه ابن حبان، وانظر " الضعفاء والمتروكين " (430)، و" اللسان " (4/ 240).
فالحديث إسناده ضعيف؛ لكن للحديث شاهد عن حذيفة موقوفاً: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ) (التوبة: من الآية31) قال حذيفة: [لم يعبدوهم من دون الله، ولكنهم أحلوا لهم وحرموا عليهم فاتبعوهم].
أخرجه ابن عبد البر في " الجامع " (1861)، وبنحوه سفيان الثوري في " تفسيره " (صـ 124 / ح 333)، وعنه عبد الرزاق في " المصنف " (2/ 272)، والطبري في " تفسيره " (10/ 815)، وابن أبي حاتم في " تقسيره " (6/ 1784 / ح 10058)، وابن عبد البر في " التمهيد " (1864)، والخطيب في " الفقيه والمتفقه " (2/ 67)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (10/ 116)، وفي " المدخل " (258، 259)، وابن عبد البر في " الجامع (1864) من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري عن حذيفة.
وتابع الأعمش: العوام بن حوشب أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " (5/ 245 / ح 1012)، وابن جرير في " تفسيره " (14/ 211 / ح 16636 / ط. العلامة أحمد شاكر)، وعطاء بن السائب أخرجه ابن جرير في " تفسيره " (14 213 / ح 16643)، والبيهقي في " الشعب " (7/ 45 / ح 9394 / ط. الكتب العلمية) من طريق سفيان بن عطاء به.
ورجاله ثقات لكنه منقطع أبو البَخْتَري سعيد بن قيروز الطائي لم يسمع من حذيفة. قال ابن سعد في " الطبقات " (6/ 292 – 293):
" وكان أبو البَخْتَري كثير الحديث؛ يرسل حديثه، ويروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمع من كبير أحد فما كان من حديثه سماعاً فهو حسن، وما كان عن فهو ضعيف " اهـ.
قلتُ: وأرسل عن حذيفة كما في " تهذيب الكمال " (11/ 32 – 35)، وعزاه في " الدرر " (3/ 231) أيضاً للفريابي، وابن المنذر وأبي الشيخ.
فيرتقي الحديث إلى الحسن بطرقه المتعددة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الإيمان " (صـ 58)، وعزاه ابن تيميه في الموضع السابق، وابن القيم في " إعلام الموقعين " (3/ 450 – 451)، وابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " (2/ 318) للإمام أحمد من حديث عدي، ولم أظفر به في " مسنده " (4/ 256 – 377) مسند عدي، ولا في " أطراف المسند " (4/ 326 – 332) ثم وجدتُ الشيخ العلامة أبو الأشبال أحمد شاكر يقول في تعليقه على " الإحكام في أصول الأحكام ": " وهذا الحديث لم يروه أحمد في مسنده على سعته " اهـ.
فائدة في " توثيق ابن حبان ":
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني في " التنكيل " (1/ 437 – 438):
" والتحقيق أن توثيقه على درجات:
الأولى: أن يُصرح به كأن يقول " كان متقناً " أو " مستقيم الحديث " أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيثُ يعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، والثانية قريب منها، والثالثة مقبولة، والرابعة صالحة، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل. اهـ
قال العلامة الألباني في " تعليقه على التنكيل " (1/ 438):
هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه في علم الجرح والتعديل، وهو ما لم أراه لغيره فجزاه الله خيراً.
غير أنه قد ثبتَ لدي بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة فهو في الغالب مجهول لا يعرف، ويشهد بذلك صنيع الحفاظ كالذهبي، والعسقلاني وغيرهما من المحققين؛ فإنهم نادراً ما يعتمدون على توثيق ابن حبان وحده ممن كان في هذه الدرجة بل والتي قبلها أحياناً.
ولقد أجريتُ لطلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يوم كنتُ أستاذاً فيها سنة (1382هـ) تجربة عملية في هذا الشأن في بعض دروس (الأسانيد) فقلتُ لهم: لنفتح على أي راو في كتاب " خلاصة تهذيب الكمال " تفرد بتوثيقه ابن حبان ثم لنفتح عليه في " الميزان " للذهبي، و" التقريب " للعسقلاني فستجدهما يقولان فيه " مجهول " أو " لا يُعرف "، وقد يقول العسقلاني فيه " مقبول " يعني لين الحديث ففتحنا على بضعة من الرواة تفرد بتوثيقهم ابن حبان فوجدناهم عندهما كما قلتُ: إما مجهول؛ أو لا يعرف؛ أو مقبول. اهـ
وانظر أيضاً للأهمية " الموقظة في علم مصطلح الحديث " للذهبي صـ 81 – 84.
¥