ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - 05 - 03, 01:51 م]ـ
الصيغة الثانية / قَوْلُ: " اللهمَّ اكتُبْ لي بها عندك أجراً، وضَعْ عني بها وِزْرا، واجعلها لي عندك ذُخْراً، وتقبَّلْها مني كما تقَبَّلتَها من عبدِك داود ".
جاءت هذه الصيغة من حديث ابن عباسٍ وَ أبي سعيدٍ الخُدري وَ أبي موسى الأشعري وَ بكر بن عبد الله المزني مرسلاً.
فأما حديث ابن عباس صلى الله عليه وسلم فقد أخرجه الترمذي في سننه (579 وَ 3424) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (3/ 313)
وَابن ماجه (1053) وَابن خزيمة في صحيحه (562 وَ 563) وَمن طريقه ابن حبان (2768).
وَالطبراني في الكبير (11/ 129 / 11262) والخليلي في الإرشاد
(1/ 353 - ) والعقيلي في الضعفاء (1/ 243) وَالحاكم في المستدرك (1/ 219 - ) والبيهقي في الكبرى (2/ 320) وَ الدلائل
(7/ 20) وَ الدعوات (390 وَ 391) وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (84) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال
(6/ 314) وعنه ابن كثير في تفسير سورة ص (7/ 60 - ).
كلهم من طريق:
محمد بن يزيد بن خُنَيس عن حسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن جريج عن عبيد الله بن أبي يزيد "جدّ حسن بن محمد" عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رأيتُني الليلةَ وأنا نائمٌ كأني أُصلي خلفَ شجرةٍ فسجدتُ فسَجَدَت الشجرةُ لسجودي فسمعتُها وهي تقول: اللهمَّ اكتبْ لي بها عندك أجراً وضَعْ عني بها وزراً واجعلها لي عندك ذخراً وتقبَّلها مني كما تقبلتَها من عبدك داود. قال الحسن: قال لي ابن جريج: قال لي جدُّك: قال ابن عباس فقرأَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سجدةً ثم سجد، قال: فقال ابن عباس: فسمعته وهو يقول مثلَ ما أخبره الرجلُ عن قولِ الشجرة.
هذا لفظُ الترمذي، وزاد الحاكم وَ البيهقي في الكبرى وَ الدعوات قصةً في آخره.
ومدارُ الحديث على محمد بن يزيد بن خُنيس، وقد روى عنه أبو حاتم الرازي ووثقه (الجرح والتعديل 8/ 127)
كما وثقه العجلي (الثقات صـ416) وابن حبان، وقال: (كان من خيار الناس ربما أخطأ، يجب أن يعتبر حديثه إذا بيَّن السماعَ في خبره، ولم يرو عنه إلا ثقة).
وقال الذهبي: (هو وسط) الميزان (4/ 68) وقال ابن حجر:
(مقبول).
وأما شيخه في الإسناد، وهو "حسن بن محمد" فلم يرو عنه غيرُ ابن خُنيس، وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه الخليلي، وصحح حديثَه هذا ابنُ خزيمة والحاكم وابنُ السكن
(التلخيص الحبير 2/ 10).
وقال الخليلي: (هذا غريبٌ صحيح من حديث ابن جريج، قصد ابن حنبل إلى محمد بن يزيد وسأله عنه، ويتفرد به الحسن بن محمد المكي عن ابن جريج، وهو ثقةٌ).
وقد استغرب الترمذي حديثَ الحسن بن محمد، فقال: (هذا حديث غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه)
وقال العقيلي: (لايُتَابَعُ على حديثه، ولا يُعرَف إلا به، وليس بمشهورٍ بالنقل) وساق حديثه هذا، ثم قال:
(لهذا الحديث طرقٌ فيها لين).
وقال الذهبي في المغني: (غيرُ معروف) وقال في الكاشف: (غيرُ حجة)، وقال الحافظ في التقريب: (مقبول).
وممن قوَّى هذا الحديث النووي، حيث قال: (إسناده حسن) المجموع (4/ 73).
وقال الحافظ في النتائج (2/ 113): (هذا حديث حسن)، وفي
(2/ 115) أوردَ كلام العقيلي في حسن ابن محمد، ولم يتعقبَّه.
والذي يبدو أن هذا الحديثَ لايصح، فإن حسنَ بن محمد فيه جهالة، وقد تفرَّد به عن ابن جريج، وتفرُّد مثله عن ابن جريج غيرُ مقبول.
وأما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقد رواه أبو يعلى في مسنده (1069) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 147) ولم يَسُقْ لفظَه، والطبراني في الأوسط (4768) ومن طريقه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 115) من طريق:
يمان بن نصر عن عبد الله بن سعد المزني عن محمد بن المنكدر عن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
رأيتُ فيما يرى النائمُ، كأني تحتَ شجرةٍ، وكأنَّ الشجرةَ تقرأُ (ص) فلما أتَتْ على السجدةِ سجَدَتْ فقالت في سجودها: اللهم اغفر لي بها، اللهم حُطَّ عني بها وزراً وأَحْدِثْ لي بها شكراً وتقبَّلها مني كما تقبلتَ من عبدك داود سَجْدتَه.
¥