تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السؤال الخامس عشر: بلغنا عنكم تضعيف حديث مبيت علي في فراش النبي عند الهجرة؟

الجواب: حديث مبيت علي على فراش النبي عند هجرته لا يصح، فقد أخرجه عبدالرزاق في مصنفه وعنه أحمد في المسند وابن جرير الطبري والطبراني في معجمه الكبير وغيرهم من حديث عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس عن ابن عباس، وفيه نسج العنكبوت بيتاً على الغار. وفيه عثمان الجزري قال فيه أحمد: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه. وقال ابن ابي حاتم عن أبيه: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان، ومال إلى تحسينه الحافظ ابن كثير وابن حجر!.ا. هـ.

والخلاصة: أن الحديث ضعيف بهذا السند. ووهم من جعل عثمان الجزري هو عثمان بن عمرو بن ساج. وفي كلا الحالتين الرجل ضعيف سواء كان عثمان بن عمرو أو عثمان الجزري فقط من غير ذكر لأبيه وجده.

- الطريق الثانية:

أخرج أبو بكر المروزي في " مسند أبي بكر " (72) عن بشار الخفاف، عن جعفر بن سليمان، حدثنا أبو عمران الجوني، حدثنا المعلى بن زياد، عن الحسن، قال: انطلق النبي صلى الله وأبو بكر إلى الغار فدخلا فيه، فجاء العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت، قالوا لم يدخله أحد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي، وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: فداك أبي وأمي، هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تحزن إن الله معنا ".

وهذه الرواية معلولة:

1 - في سندها بشار بن موسى الشيباني الخفاف.

قال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى بن معين والنسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف كثير الغلط كثير الحديث.

2 - أنها مرسلة عن الحسن.

قال الذهبي في " الموقظة " (ص 17): " من أوهى المراسيل عندهم: مراسيل الحسن.

وأوهى من ذلك: مراسيل الزهري، وقتادة، وحُميد الطويل، من صغار التابعين.

وغالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات؛ فإن غالب روايات هؤلاء عن تابعي كبير، عن صحابي، فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين.ا. هـ.

وذهب ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 239) إلى تحسين هذه الرواية لأنها تشهد للرواية الأولى فقال: " وهذا مرسل عن الحسن، وهو حسن بماله من الشاهد ".

والحديث أورد العلامة الألباني في " الضعيفة " (1129).

- الطريق الثالثة:

عن أبي مصعب المكي قال: أدركت أنس بن مالك، وزيد بن أرقم، والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله عز و جل شجرة، فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم تستره، و إن الله عز و جل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله عليه وسلم، و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان (و في نسخة: ترفان) حتى و قعا بين العنكبوت و بين الشجرة، فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل معهم عصيهم و قسيهم و هراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر مائتي ذراع قال الدليل سراقة بن مالك المدلج: انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين وضع رجله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الفتيان: إنك لم تخطر منذ الليلة أثره حتى إذا أصبحنا قال: انظروا في الغار! فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على خمسين ذراعا نظر أولهم فإذا الحمامات، فرجع، قالوا: ما ردك أن تنظر في الغار؟ قال: رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد، فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله عز و جل قد درأ عنهما بهما، فسمت عليهما فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 229)، والبزار كما في " كشف الأستار " (1741).

وقد حكم العلامة الألباني في " الضعيفة " (1128) على هذه الرواية بالنكارة، وسأكتفي بكلامه في تخريج الحديث فقال:

وقال الهاشمي: " تفرد به أنس ومن ذكر معه، لا نعرفه إلا من حديث مسلم بن إبراهيم عن عون بن عمرو القيسي عن أبي مصعب ".

وقال العقيلي: " لا يتابع عليه عون وأبو مصعب رجل مجهول ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير