يقول الطبري: (عند تأويل قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} ما نصه (أي علا عليهن وارتفع .. والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: {ثم استوى إلى السماء} الذي هو بمعنى العلو والارتفاع هربا من عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهوم كذلك أن يكون إنما علا و ارتفع بعد أن كان تحتها إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر, ثم لم ينج مما هرب منه ,فيقال له زعمت أن تأويل قوله (استوى):أقبل, أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير, قيل له:فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال) انتهى كلام ابن جرير.
فهل يقال أخي أن الإمام الطبري يؤول الصفات مثل الجهمية أم أن كلامه الأخير على سبيل الإلزام!
هذا بما يختص بجزئية الحروف المقطعة
2 - قول الإمام ابن قدامة أن آيات الصفات من المتشابه، ليس دليلا قطعيا أيضا على تفويضه، لأنني ذكرت قبل ذلك أن المصطلحات السائدة الآن لم تكن معلومة عن السلف الأوائل، فيُطلق أحدهم لفظ متشابه أو (لا يعقل) ويريد به حقيقته وكيفيته، فهو في حقيقته متشابه وإن كنا نفهم معنى اللفظ لكن إذا أضيف إلى الله أصبح متشابها في حقيقته.
فالخلاف لفظي
وأذكر أن شيخ الاسلام ابن تيمية أوضح هذه النقطة وقد كان يحل أيضا إشكال عن أحد السلف وقد ذكر أن آيات الصفات من المتشابه.
فالحاصل أنك لو قلت إنها من المتشابه، إحتمل كلامك حقا وباطلا، فإن كان القائل ممن عُرف بالاثبات، عرفنا مقصوده وحملنا كلامه على أجمل المحملين، وإن كان أشعري أو جهمي، عرفنا أنه ما أردت إلا الباطل.
---
أما أدلة إثبات المعنى عنده فهي كثيرة منها قوله في اللمعة (الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات .. وأما من أشكل منها فوجب إتيانه لفظا)، هذا دليل على أن قوله (الإقرار والإمرار ... ) كان إثباتا للمعنى و الأصل عنده هو إثبات المعني إلا ما أشكل منه (بغض النظر عن مدى صحة العبارة من كل وجه!)
ثانيا
أنه نقل القرآن والإجماع ابن عبد البر (مستشهدا به ومقرا له) الذي قال فيه: (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في سنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك ولا يحدون فيه صفةً محصورةً. وأما أهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل منها شيئًا على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عند من أقر بها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما ينطق به كتابُ الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة)
... نعم نستطيع أن نقول أن ابن قدامة رحمه الله قد غلط في صياغة عباراته في بعض المواضع، فأوهمت غير عقيدته، لكن أن يكون مُفوضا مطلقا فهذا مالم يقل به أحد من القدماء والمحققين، وشيخ الاسلام ابن تيمية قد أجاب السائل بكلام ابن قدامة ...
-أما ما لونته بالأحمر مثل قوله (التسليم والتفويض) وأشباه ذلك،على كونه يندرج تحت المفاهيم والصطلاحات التي لا مشاحة فيها، فأستطيع ان آتي لك بأضعاف هذا الكلام عن الذهبي وابن كثير والشوكاني والصنعاني،بل ومن السلف أيضا ممن عرفت عقيدتهم بالضرورة
قال الإمام إسحاق بن راهوية رحمه الله تعالى في ما رواه عنه أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه ((السنة)):
((و لا يعقل نبي مرسل و لا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك و تعالى، (فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد) أهـ
وإسحاق بن راهوية يقصد نفي الإدراك التام للصفة كما لا يخفى، وبهذا فقس على غيره من الأئمة.
والله أعلم
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[04 - 04 - 09, 09:16 م]ـ
يبدو أن هناك عطلا لأن المشاركة الأخيرة لم تتسبب في رفع الموضوع!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:09 ص]ـ
فإنه حتى ولو بلغ من الصراحة في التفويض ما بلغ، لا يعني شيئا أمام تصريحه بفهم المعنى (عمليا)، فإن معرفة المعنى زيادة علم .. ، وزيادة العلم مقدمة على النفي كما لا يخفى.
هذا إهدار لأحد الأدلة في الباب وقطع لباب النظر ... وليس يهتدي للحق -غالباً- من فعله ... وما فائدة جمع الباب إن كنت ستُهدر بعض مفرداته ...
لا أظن نظرك مما يمكن التحاور فيه بعد هذا ..
ولك اجتهادك وتؤجر عليه بإذن الله ..
بوركتَ ..
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:42 ص]ـ
لقد حُلّ الإشكال الذي كان عندي أخي محمد بعد أن قرأتُ كلام الإخوة في هذا الرابط، ولله الحمد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1054
أعلم أني جئت متأخرا جدا
لكن شخنا هيثم حمدان
لدي الإشكال نفسه الذي تحدثت عليه سلفا و لما ذهبت الى الرابط الذي حل الاشكال عندك وجدته لا يعمل؟ فلو جددت الرابط او نقلت لنا ما فيه نكون لك من الشاكرين
¥