تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثاني: المعنى الباطل.

و مما يؤيد هذا _ و أنه هو من مراده بهذه اللفظة _ استدلاله بقول الإمام أحمد: (لا كيف و لا معنى) أي: لا تعرضاً للكيفية، و لا ذكراً للمعاني الباطلة التي تنزه عنها الصفات.

الثالث: أن مراده تفويض الصفة التي أشكل عليه معناها، و هذا ظاهر كلامه.

قلت: و هذا هو الحق _ عندي _ و هو الذي يجب حمل كلامه عليه، لأدلة:

الأول: قوله: (و ما أشكل) فلم يرد مطلق التفويض لمعاني الصفات.

الثاني: آية آل عمران (7)، فقد قال في الروضة (1/ 281): (و لأن قولهم (آمنا به) يدل على نوع تفويض و تسليم لشيء لم يقفوا على معناه …).

و لا شك أن مراده تفويض المعنى المشكل.

الثالث: أن الآية فيها أن التشابه في الأدلة أمر نسبي؛ فقد يشكل نص على عالم، و ليس هو كذلك عند غيره.

ثم _ أيضاً _ إن الواجب إرجاع هذه اللفظة المشكلة من كلام الموفق _ رحمه الله _ إلى سائر كلامه في كتبه _ كما في رسالته (اللمعة) من تقريره الصفات على منهاج أهل السنة ()، و اعتقاده المشهود له به من قِبَلِ من ترجم له من أهل السنة.

الرابع: أن مراده بتلك القولة هو تفويض المعنى المراد عند الجهمية، و دليل ذلك استدلاله بقول الإمام أحمد: (لا كيف و لا معنى).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _مبيناً معنى كلمة الإمام أحمد _: (و المنتسبون إلى السنة من الحنابلة و غيرهم الذين جعلوا لفظ التأويل يعم القسمين يتمسكون بما يجدونه فى كلام الأئمة في المتشابه مثل قول أحمد فى رواية حنبل و لا كيف و لا معنى ظنوا أن مراده أنا لا نعرف معناها و كلام أحمد صريح بخلاف هذا في غير موضع و قد بين أنه إنما ينكر تأويلات الجهمية و نحوهم الذين يتأولون القرآن على غير تأويله) [الفتاوي 17/ 363].

ثم قال: (فنفى أحمد قول هؤلاء و قول هؤلاء قول المكيفة الذين يدعون أنهم علموا الكيفية و قول المحرفة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون معناه كذا و كذا) [17/ 364].

و لِيُعْلَمْ أن الأخذ بهذه الكلمة الموهمة و جعلها مذهباً للموفق دون الرجوع إلى مذهبه في سائر كتبه أمر لا يجوز الحكم من خلاله على الموفق، و هو حكم خالٍ من التحقيق.

ثم _ أيضاً _ إن الموفق _ رحمه الله _ لم يُبَيِّن أن هذا هو مذهبه، بل إنه قرَّرَ منهجاً عاماً، و هذا فيه فائدة قلَّ من تنبه لها أحد؛ و هي: أنه سدَّ باب الخوض في الصفات بغير حق، و التكلف في تتبع الكيفيات، و ضرب المعاني الباطلة لصفات الله _ تعالى _.

قال عبدالله العتيبي:

شيخنا العالي ذو المعالي:

شكرا لك ووفقت دوما.

هل هناك من العلماء من تكلم في شيء من عقيدة ابن قدامة؟؟.

قال ذو المعالي:

أخانا المفضال، الراغب في الكمال / عبد الله العتيبي (رزقت علماً نافعاً، و عملاًُ متقبلا)

ابن قدامة _ رحمه الله _ إمام سنة، و معروف اعتقاده السلفي الصجيح، و مشهود له بذلك من أئمة السنة الحنابلة.

و لا يجادل في ذلك إلا من لم يعرف من هو ابن قدامة ...

و لكن جاءت هذه الكلمة التي سطَّرها في كتابه (اللمعة) فأورثت شبهة على البعض، و إلا فهي كما قرَّرت لك ظاهر منها الصحة، و بائن منها الصواب.

و كلامه هذا لو أخذناه من باب المتشابه في كلامه فإننا _ وجوباً _ نردُّه إلى المحكم من كلامه، و هو نوعان:

الأول: ما قرَّه في كتبه من صحة اعتقاده و سلامة ديانته.

و ذلك منثور في مجموعة من كتبه، منها (اللمعة).

الثاني: ما عرف عنه من سلامة الاعتقاد، و شهادة العلماء له.

و الله أعلم

قال عبدالرحمن الفقيه:

فائدة:

مما يضاف على المآخذ على ابن قدامة رحمه الله في اللمعة غير الكلام في التفويض

قوله (ومن صفات الله تعالى، أنه متكلم بكلام قديم)

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للمعة الإعتقاد (قوله متكلم بكلام قديم يعني قديم النوع حادث الآحاد K لايصلح الا هذا المعنى على مذهب أهل السنة والجماعة (((وإن كان ظاهر كلامه إنه قديم النوع والآحاد))) انتهى كلام الشيخ رحمه الله

ومن ذلك قول ابن قدامة رحمه الله (ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بعمل)

وهذا فيه نظر، فالصواب أن الكفر يكون بالقول والفعل والاعتقاد،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير