4 - سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ، الإصدار 2.02 - للإمام الذَّهبي
المُجَلَّدُ السَّادِسَ عَشَرَ >> الطَّبَقَةُ الحَادِيَةُ وَالعِشْرُونَ >> 315 - ابْنُ مَعْرُوْفٍ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ
قَاضِي القُضَاةِ، شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَعْرُوفٍ البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ مِنِ: ابنِ صَاعِدٍ، وَابنِ حَامِدٍ الحَضْرَمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ نُوْحٍ، وَابنِ نَيْرُوزَ الأَنْمَاطِيِّ.
وَكَانَ مِنْ أَجْلاَدِ الرِّجَالِ، وَأَلبَّاءِ القُضَاةِ، ذَا ذَكَاءٍ وَفِطْنَةٍ، وَعزيمَةٍ مَاضِيَةٍ، وَبلاغَةٍ وَهَيْبَةٍ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ مُجرداً فِي الاعتزَالِ بَلِيَّةً.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَالعَتِيْقِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ شيطَا، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ.
وَوَثَّقَهُ بِجهلٍ الخَطِيْبُ، وَبَالَغَ فِي تَعْظيمِهِ، وَقَالَ: كَانَ يَجمعُ وَسَامةً فِي مَنْظَرَهِ، وَظَرْفاً فِي مَلْبَسِهِ، وَطَلاَقَةً فِي مَجْلِسِهِ، وَبَلاغَةً فِي خِطَابِهِ، قَدْ ضَربَ فِي الأَدبِ بِسهْمٍ، وَأَخذَ مِنَ الكَلاَمِ بِحظٍّ، وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ.
مَاتَ: فِي صَفَرٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. (16/ 428)
5 - قال: ويقال: إن هذه المصنفات أكثرها لأبي عبد الله الصوري، أو ابتدأها فتممها الخطيب، وجعلها لنفسه، وقد كان الخطيب حسن القراءة فصيح اللفظ عارفاً بالأدب يقول الشعر، وكان أولاً يتكلم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، فانتقل عنه إلى مذهب الشافعي، ثم صار يتكلم في أصحاب أحمد ويقدح فيهم ما أمكنه، وله دسائس عجيبة في ذمهم.
ثم شرع ابن الجوزي ينتصر لأصحاب أحمد ويذكر مثالب الخطيب ودسائسه،
6 - وهذا مذهبه في الصفات:
حَدَّثَنَا الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْب قَالَ:
أَمَّا الكَلاَمُ فِي الصِّفَات، فَإِنَّ مَا رُوِيَ مِنْهَا فِي السُّنَن الصِّحَاح، مَذْهَبُ السَّلَف إِثبَاتُهَا وَإِجرَاؤُهَا عَلَى ظوَاهرهَا، وَنَفْيُ الكَيْفِيَة وَالتَّشبيه عَنْهَا، وَقَدْ نَفَاهَا قَوْمٌ، فَأَبطلُوا مَا أَثبَتَهُ الله، وَحققهَا قَوْمٌ مِنَ المُثْبِتين، فَخَرَجُوا فِي ذَلِكَ إِلَى ضَرْب مِنَ التَّشبيه وَالتَّكييف، وَالقصدُ إِنَّمَا هُوَ سُلُوْك الطّرِيقَة المتوسطَة بَيْنَ الأَمرِيْن، وَدينُ الله تَعَالَى بَيْنَ الغَالِي فِيْهِ وَالمُقصِّر عَنْهُ.
وَالأَصْلُ فِي هَذَا أَنَّ الكَلاَم فِي الصِّفَات فَرْعُ الكَلاَم فِي الذَّات، وَيُحتذَى فِي ذَلِكَ حَذْوُهُ وَمثَالُه، فَإِذَا كَانَ معلُوْماً أَن إِثْبَاتَ رَبِّ العَالِمِين إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ كَيْفِيَة، فَكَذَلِكَ إِثْبَاتُ صِفَاته إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ تحديدٍ وَتَكييف.
فَإِذَا قُلْنَا: للهِ يَد وَسَمْع وَبصر، فَإِنَّمَا هِيَ صِفَاتٌ أَثبتهَا الله لِنَفْسِهِ، وَلاَ نَقُوْل: إِنَّ مَعْنَى اليَد القدرَة، وَلاَ إِنَّ مَعْنَى السَّمْع وَالبصر: العِلْم، وَلاَ نَقُوْل: إِنَّهَا جَوَارح.
وَلاَ نُشَبِّهُهَا بِالأَيدي وَالأَسْمَاع وَالأَبْصَار الَّتِي هِيَ جَوَارح وَأَدوَاتٌ لِلفعل، وَنَقُوْلُ: إِنَّمَا وَجب إِثبَاتُهَا لأَنَّ التَّوقيف وَردَ بِهَا، وَوجب نَفِيُ التَّشبيه عَنْهَا لِقَوْلِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى:11] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد} [الإِخلاَص:4]. (18/ 285)
وفيه نفي الجارحة ..
ولا اريد بهذا اثبات انه معتزلي وانما انه قد تأثر بمن حوله منهم فقط.
والله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 03, 07:41 م]ـ
=
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[03 - 02 - 03, 04:04 ص]ـ
كذلك ابن الجوزي وهو مائل في الصفات قد تناكد كما قال الذهبي في الرد على الخطيب.
والخطيب خير من ابن الجوزي في الحديث وفي العقيدة.
أما كونه نفى الجارحة فما الذي جعل هذا يقربه من المعتزلة بدلا من الأشاعرة؟
وسبب ثلب الخطيب لأصحاب أحمد ليس للمعتقد بل لما حصل بينه وبينهم من شقاق لما انتقل عن مذهبهم.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 02 - 03, 08:50 ص]ـ
لو كان السؤال: عن التأثر. فأظن أنه تأثر الجميع أو الغالبية
على أقل تقدير، لأن معتقد الأشاعرة الذي نصره ابن فورك وغيره ممن
تأثر بطريقة المعتزلة في التعامل مع النصوص غلبت على المدارس
الفقهية، ولم يسلم منها إلا من حرص على طريقة اهل الحديث في التلقي
(لله درهم) حتى الحنابلة الذين غلب عليهم الطابع الفهقي تأثروا
لأنهم اضطروا للأخذ من كتب الأصول وكتب الفقه وغيرها، واضطروا للأخذ
عمن عرفوا بمعتقد الأشاعرة فحصل التأُثر ...
أما لو أردت بالتأثر معنى الاصطباغ، أي أن يكون أشعريا محضا
فلا أظن أنه في المتقدمين من الشافعية من يكون أشعريا محضا
حتى الغزالي نفسه، فله أقوال تخالف الأشعري، بل له نظرية مستقلة
في الاعتقاد ... وإمام الحرمين الجويني كذلك. وغالب أصحاب
الوجوه يعتبرون مستقلين حتى في باب المعتقد، وتحرير ذلك يحتاج
إلى بحث مستقل، ولكنه مأخذو بالاستقراء العام .. والله أعلم بالصواب.
¥