تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما أصول الدين فلأن صاحب الشرع لما شدد في جميع الإعتقادات تشديدا عظيما بحيث أن الإنسان لو بذل جهده واستفرغ وسعه في رفع الجهل عنه في صفة من صفات الله أو في شئ يجب اعتقاده من أصول الديانات ولم يرتفع ذلك الجهل، لكان بترك ذلك الإعتقاد (آثما كافرا) يخلد في النيران على المشهور من المذاهب).

فأي نص أصرح من هذا على التفريق؟!

وخذ هذا النقل عن الحافظ ابن رجب رحمه الله، حيث قال كما في جامع العلوم والحكم (ص83):

" وفي الجملة فماترك الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حلالا إلا مبينا ولاحراما إلا مبينا، لكن بعضه كان (أظهر) من بعض، فما (ظهر) بيانه واشتهر وعلم من الدين بالضرورة من ذلك، ولم يبق فيه شك (ولايعذر أحد فيه بجهله في بلد يظهر فيها الإسلام "أ. هـ

وأما مانقلته عن ابن حزم رحمه الله فإنه يدل بالضرورة على عدم اطلاعك على كلام مخالفك في هذه المسألة (في هذا الملتقى على الأقل)، فإن كلامه موافق تمام الموافقة لما نقلته لك عن الأئمة في هذا الباب، ولا أدري ماوجه الإشكال فيه.

فإن من وقع في الكفر الظاهر و (أمكن أن يوجد أحد يدين بهذا لم يبلغه قط خلافه لما وجب تكفيره حتى تقوم الحجة عليه)

وهذا ماذكرته عنهم في أصحاب الحالات الثلاث الذين هم مظنة العجز عن التعلم، فأهل العلم يعذرون أصحاب هذه الحالات الثلاث ولايكفرونهم حتى تقوم عليه الحجة!!

.ولا يعني عذرنا لهم بالجهل وعدم تكفيرهم حتى تقوم عليهم الحجة (أنهم مسلمون).

وقد نقلت سابقا عن أهل العلم مايوضح هذا.

فأين من كلام ابن حزم رحمه الله أنه حكم بإسلام هذا الجاهل؟!

فاتضح بهذا أن كلام ابن حزم رحمه الله موافق لماسبق تحريره.

وقد قررت هنا: الفرق بين المسائل الظاهرة والخفية، ونقلت عمن طلبت النقل عنه وقد كنت وفقك الله تنكر أن يقول بهذا القول أحد، فلما حكيت لك كلام الشيخ اسحاق، وأبا بطين، طلبت كلام غيرهما، ولا أعلم وجه ذلك، فهل هما ليسا من أهل العلم عندك أم أنهما ليسا أهلا لنقل الإجماع أم ماذا؟

وها أنا قد نقلت لك عن غيرهما:

-في التفريق، ولا أظنك تنازع ان شاء الله في ثبوته الآن.

-وفي الإجماع على عدم العذر بالجهل في المسائل الظاهرة في غير الحالات الثلاث، ولا أعلم رأيك في هذا.

فإن كنت قد وافقت على كل ماسبق، فهل توافق على أن أصحاب الحالات الثلاث المعذورين لا نطلق عليهم اسم الإسلام ولا اسم الكفر (الذي تترتب عليهم أحكامه) أم لا؟

أرجو أن يكون كذلك لازلت موفقا، فمثلك ينتفع بالحوار معه.

محبكم

محب العلم

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[09 - 04 - 03, 06:10 م]ـ

أخي الحبيب محب العلم _ عفا الله عني وعنك _

أما القرافي والملا علي القاري رحمهما الله فكما لا ينبغي أن يخفى على مثلك ممن يقصدان بأصول الدين مسائل توحيد الربوبية والصفات وبعض المسائل التي تعدها أنت من الخفية في النبوات وتفاصيل أحوال اليوم الآخر كعادة الأشاعرة والماتوريدية، وقد أفصح الملا عن ذلك بقوله الذي نقلته (قسم يقدح الجهل به في الإيمان كمعرفة الله وصفاته الثبوتية والسلبية والرسالة وأمور الآخرة.) فهل إثبات الصفات السبع المعنوية والصفات السبع السلبية وتعطيل ما عطلوه من الصفات تعده أنت معلوما من الدين بالضرورة يكفر جاهله؟ لا أظن ذلك.

إذن صدق شيخ الإسلام عندما قال:

(وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده، أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها، فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ، فإن الله يغفر له خطأه ـ كائنا ما كان ـ سواء كان في المسائل النظرية، أو العملية. هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وجماهير أئمة الإسلام،وما قسموا المسائل إلى مسائل أصول يكفر بإنكارها، ومسائل فروع لا يكفر بإنكارها.

فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول، وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع، فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة، ولا عن التابعين لهم بإحسان، ولا أئمة الإسلام، وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع، وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء في كتبهم، وهو تفريق متناقض ... إلى آخر كلامه)

فعندي أن كلام القرافي والقاري وما أشبهه داخل في كلام الفقهاء المتلقى عن المعتزلة، ثم منذ متى ونحن نأخذ مذهب السلف عن القرافي والقاري؟ فمهما حكوا من إجماعات في العقيدة فإنما يعنون بها أهل مذهبهم، ولطالما حكوا إجماعات على أن من اعتقد إثبات الصفات بلا تفويض ولا تأويل [أي على ما نراه نحن مذهب السلف] فهو حشوي مجسم ونحن لا نلتفت إلى إجماعاتهم هذه البتة.

أخي الكريم أما النقولات التي أوردتها عن شيخ الإسلام وابن رجب فهي نقولات مجملة تحمل على ما فصلوه بأقوالهم وتطبيقهم العملي فوصف مسائل بأنها جلية ظاهرة أي باعتبار زمنهم وبلدهم وإلا فلو خفيت ولو في بلد إسلام غير بلدهم أو في زمن غير زمنهم فينطبق عليها نصوصهم العامة في عذر كل جاهل.

وأرى أن الحديث وإن كان عن الجاهل إلا أنه حصل فيه تطرق للعالم المتأول في مسائل نحو دعاء غير الله والاستغاثة بالمقبورين _ وبين المسألتين ارتباط بلا شك فإذا عذرنا العالم المتأول فالجاهل الذي قلده أولى بالعذر _، وقد استنكرتم وفقكم الله الحكم بإسلام العالم القبوري فماذا تقول في عذر علماء الدعوة النجدية لإمام القبوررين المنافح عنهم في زمانه ابن حجر الهيتمي وعذرهم له وترحمهم عليه وتدريسهم لكتبه كما تجده فضلا على هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4523&highlight=%C7%E1%E5%ED%CA%E3%ED

وأعتذر مجددا لك ولأخي الحبيب على ما نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي، والكريم قبولٌ للمعذرة، وللحديث صلة إن شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير