تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[16 - 06 - 03, 08:59 م]ـ

بالنسبة لكلامك يا شيخ عن العلو، فقد يقال إن العلو المقصود في الآيات هو علو الشأن والرتبة، كما نقول العالم فوق الجاهل، والسلطان فوق الأمير، وأعدّ هذا من المحكم وأرى ما قلت إنه من المتشابه، فقد أقول أنا مثلا: أنا أقرّ بفوقيّة الله وعلوّه بما يليق به سبحانه أما العلو والفوقية الحسية فأنزّه الله عنها لكونها تستلزم الجسمية، وأرى آياتي التي أذكرها، هي المحكمات كمثل قوله تعالى: وفوق كل ذي علم عليم، وقوله تعالى: يد الله فوق أيديهم.وقوله وإنا فوقهم قاهرون.

وبالنسبة للصعود في قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب، فالصعود ليس من صفات المعاني كما هو معلوم إنما هو من صفات الأجسام والمقصود به: القبول.

وفي حديث النزول على سبيل المثال، وردت رواية عند النسائي عن أبي هريرة: وفيه (ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له)

وهب أنك ترى شذوذ أو خطأ هذه الرواية، فإن مخالفك قد عمل ما يلزم من تحري الحق والوصول إليه، فهو من باب تفسير الحديث بالحديث وتوضيح إبهامه به، فكيف تكون أدلتك محكمات وفيها كل هذا النقاش والمداورة.

والسبب يا شيخ في سؤالي أنها شبهة أو إشكال علمي وقع عندي، في قضية المحكم البين والمتشابه المبهم، ومع تقديري وحبي لك فإن كثيرا من الكلام الذي تراه محكما، قد تكون لقّنته منذ الصغر، أي لم تكن تعلم يومها المحكم من المتشابه، وأنا كذلك في مخالفتي لك ونظرتي للآيات والأحاديث التي ذكرتها لك، فقد يكون لتربية المرء ومجتمعه وما يملا عليه أثر في نظرته للمحكم والمتشابه، فأنت مثلا لا يمكن أن تنزع عن ما تعلمته من مشايخك وأنا كذلك، وأرى أن ما تسرده عليّ مبهمات ومتشابهات، ينبغي أن ترد إلى المحكمات البيّنات.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 03, 12:40 ص]ـ

هذا ما عندي، والله أعلم

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[17 - 06 - 03, 02:23 ص]ـ

يا شيخ أرجو أن لا تكون غضبت مني، فوالله ما سألت إلا وأنا أبتغي الوصول إلى الحقيقة.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 03, 10:11 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي الفاضل،وأنا لم أغضب إن شاء الله، ولكن أقصد أن هذا الذي عندي حول المحكم والمتشابه

وهو أن المحكم لايكون له إلا معنى واحد صحيح وعليه عامة القرآن، والمتشابه ما يحتمل لفظه عدة معاني منها الصحيح ومنها الباطل، فأهل العلم يحملون المعنى في هذه الآية على المعنى الصحيح الوارد في النصوص الأخرى، وأهل الزيغ يأخذون بالمعنى الباطل ويردون به المعاني الصحيحة في النصوص المحكمة

وأما الأمثلة التي ذكرتها فهي فقط للتوضيح فنريد أولا ضبط معنى محكم ومتشابه، ثم نناقش المسائل الأخرى

ولعلي أنقل لك كلام بعض أهل العلم حول المحكم والمتشابه

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في الرسالة التدمرية (مجموع الفتاوى (3/ 59 - 63)

ومما يوضح هذا أن الله وصف القرآن كله بأنه محكم وبأنه متشابه وفى موضع آخر جعل منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه فينبغى أن يعرف الإحكام والتشابه الذى يعمه والإحكام والتشابه الذى يخص بعضه قال الله تعالى (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت)

فأخبر أنه أحكم آياته كلها

وقال تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى)

فأخبر انه كله متشابه

والحكم هو الفصل بين الشيئين فالحاكم يفصل بين الخصمين والحكم فصل بين المتشابهات علما وعملا اذا ميز بين الحق والباطل والصدق والكذب والنافع والضار وذلك يتضمن فعل النافع وترك الضار فيقال حكمت السفيه وأحكمته اذا أخذت على يديه وحكمت الدابة وأحكمتها اذا جعلت لها حكمة وهو ما أحاط بالحنك من اللجام واحكام الشىء اتقانه فإحكام الكلام إتقانه بتمييز الصدق من الكذب فى أخباره وتمييز الرشد من الغى فى أوامره

والقرآن كله محكم بمعنى الإتقان فقد سماه الله حكيما بقوله (الر تلك آيات الكتاب الحكيم) فالحكيم بمعنى الحاكم كما جعله يقص بقوله (إن هذا القرآن يقص على بنى إسرائيل أكثر الذى هم فيه يختلفون)

وجعله مفتيا فى قوله (قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم فى الكتاب) أى ما يتلى عليكم يفتيكم فيهن

وجعله هاديا ومبشرا فى قوله (إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير