ـ[الرايه]ــــــــ[29 - 01 - 08, 12:39 ص]ـ
سلسلة شروح الطريق (2)
شرح عقيدة الكلوذاني
لفضيلة الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
خرج أحاديثه وعلق عليه وأعده للنشر
د. طارق بن محمد الخويطر
كنوز إشبيليا -
غلاف - في 164 صفحة
جاء في مقدمة المُعد أنه صحب الشيخ الجبرين سفرا وحضرا وكان يقرأ عليه بعض المتون ويقوم بتسجيلها ثم فرّغها وراجعها الشيخ قبل طبعها.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:27 ص]ـ
الحمد لله وحده.
أبو الخطاب الكلوذاني رحمه الله، يمكن تصنيفه ضمن قائمة ما سمَّاه شيخ الإسلام ابن تيمية بـ "متكلمة الحنبلية". وهو يعني بذلك خطا فكريًّا معيَّنا عند طائفة من القائلين بمذهب السلف، ظهر منذ القاضي الباقلاني وانتهى بفتنة ابن القشيري.
وهذا الخط يمثله:
_ التميميون، وعلى رأسهم الشيخ أبو الحسن التميمي. ثم ابنه، وابن ابنه.
_ القاضي أبو يعلى ابن الفراء.
_ أبو الخطاب الكلوذاني.
_ ابن عقيل.
_ أبو الحسن بن الزاغوني.
والمطَّلع على عقيدة رزق الله التميمي (المطبوعة ملحقة بطبقات الحنابلة/بتحقيق الفقي)، يتجلّى له بوضوح تأثره بمنهج الأشاعرة. وأبو الحسن التميمي، كان معاصرا للباقلاني، وكانت بينهما علاقة مودة وصحبة ...
غير أن هذا الخط يمثله أحسن تمثيل: القاضي أبو يعلى بن الفراء، في كتابه "المعتمد في أصول الدين".
وكنت قد درست هذه المسألة من قبل، وتبيَّن لي أن هذا الخط جاء موازيا للحركة التجديدية الفقهية التي قام بها القاضي أبو يعلى في إطار المذهب الحنبلي. إذ كانت الحال في عصره كالتالي: الغالب على الشافعية تأثرهم بالمذهب الأشعري؛ والغالب على الحنفية تأثرهم بالمذهب الماتريدي. بينما كان الحنابلة على منهج السلف، ولكن لم تكن لهم مدرسة كلامية تنافح عنه وتقرر مسائله وخصوصياته. وشيخ الإسلام يشير في بعض كتبه إلى أن بعض الحنابلة كانوا يلجؤون إلى كتب الأشاعرة للرد على المعتزلة وغيرهم من الفرق. ومن هنا، صنّف القاضي أبو يعلى كتاب "المعتمد". وقد حذا فيه حذو الأشاعرة على مستوى المنهج التصنيفي، كما تأثر بهم في كثير من المسائل العقدية، كالكسب وغيره. ولكن لا يمكن بوجه من الوجوه اعتبار الكتاب أشعريا صرفا. فقد كان محاولة لتأسيس "كلام حنبلي" لم يكتَب لها البقاء. ولهذا، نجد للقاضي وأتباعه في الأصول قولين في عدد لا بأس به من مسائل الاعتقاد.
وشيخ الإسلام يقرر هذا في مواضع عدة من مؤلفاته، لا يتسع المقام لنقلها. كما يقرر أنهم تأثروا بالشافعية في الفروع، وبالأشاعرة في الأصول. ويقرر أيضا أنهم من متكلمي الحنبلية، وأن هؤلاء عالة على الأشعرية في مسائل الكلام، كما أن الأشعرية علة على أهل الحديث في مسائل السنة. (أو نحو هذا الكلام ... ).
فأبو الخطاب الكلوذاني ينتمي إلى هذا الخط الفكري، بالرغم من أنَّ القطيعة المعرفية بين الحنابلة والأشاعرة حصلت في حياة القاضي أبي يعلى، حين صنَّف هذا الأخير كتابه "إبطال التأويلات" ردًّا على ابن فورك. إذ هناك بين الأشاعرة وأتباع منهج السلف قطيعتان: قطيعة معرفية، وهي التي أشرنا إليها؛ وقطيعة تاريخية، وقعت جرَّاء ما سمِّي بـ "فتنة ابن القشيري".
لكن يبدو أن الكلوذاني ظل متأثرا بالنهج الأشعري، حتى أن ابن عساكر يصرِّح أن نُسِب إليه (أي: المذهب الأشعري).
وفي إطار ما سبق قوله، يمكن وضع منظومة أبي الخطاب الكلوذاني في العقيدة.
ولمزيد فائدة، يشار إلى أن لأبي الحسن بن الزاغوني منظومة عارض فيها قصيدة الكلوذاني، ذكر الذهبي بيتين منها، وهما:
إني سأذكر عقد ديني صادقا
نهج ابن حنبل الإمام الأوحد
ثم قال:
عالٍ على العرش الرفيع بذاته
سبحانه عن قول غاوٍ ملحد
وبعدها قال الذهبي: "قد ذكرنا أن لفظة "بذاته" لا حاجة إليها، وهي تشغب على النفوس، وتركها أوْلَى. والله أعلم".
فيبدو، والله أعلم، أن ابن الزاغوني كتب منظومته هذه استدراكا على الكلوذاني في مسائل الإثبات. لكنني لم أقف من نص هذه المنظومة إلا على هذين البيتين الذين ذكرهما الذهبي.
وفي آخر ترجمة "ابن الزاغوني"، يقول الذهبي: "ورأيت لأبي الحسن بخطه مقالة في الحرف والصوت، عليه فيها مآخذ. والله يغفر له، فيا ليته سكت".
وهذا يعكس مدى الاضطراب الذي وقع فيه هذا الخط الحنبلي، ابتداءً بالقاضي أبي يعلى، وانتهاء بابن الزاغوني. وأبو الخطاب الكلوذاني من جملة هؤلاء. والله أعلم.
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - 01 - 08, 10:35 م]ـ
عقيدة الإمام أبو الخطاب الكلوذاني
عرض وَ دراسة
هيلة بنت إبراهيم المهيدب
رسالة ماجستير
جامعة الملك سعود
1425هـ