تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[07 - 02 - 07, 03:13 ص]ـ

أخي سميح، القضية سهلة بإذن الله متى ما أرجعناها إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

هل يمكن أن تتصور وجود (روح) يحيا بها جسدك؟!

الجواب: نعم.

هل عرفتَها مشخّصةً، أو أدركت شيئاً من أشخاص عينها.

الجواب: لا.

فإذا كانت هذه الروح التي تتردد بين جنبيك (و هي قريبة إليك) لا تعرف كيفتها و لا تستطيع تخيلها مشخّصة (و أنت تجزم بوجودها قطعا)، تفهم أن الله جل و علا أولى بأن تؤمن به و بأسمائه و صفاته (و الإيمان لابد فيه من المعرفة لا الجهل!)

إذاً فكيفيات صفاته من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، و معانيها نفهمها و نؤمن بها.

و إلا لزمنا ألا نؤمن به لأننا لم نره! فكما آمنا به (مع جهلنا بالكيفية) نؤمن بصفاته (مع جهلنا بالكيفية).

===========

مثال آخر:

الجنة التي وعد الله تعالى المؤمنين:

نفهم معناها بأنها بساتين و بها أنهار من خمر و لبن و عسل، فالأسماء متشابهة (لبن الدنيا x لبن الجنة) و الكيفيات مختلفة، لكي يميز الله من يؤمن بالغيب عن غيره.

فقد ورد الدليل الشرعي بـ (أن الكيفية للجنة لم تخطر قلب بشر).

فنؤمن بها و أوصافها مع جهلنا التام بالكيفية.

فالجنة و الروح مخلوقتان، و نحن نؤمن بهما من غير اشتباه أو استشكال!

فأحرى و أولى أن نؤمن بالخالق و أسمائه و صفاته من غير تذمر!

و إذا ثبت بالوقوع الضروري عجز أهل العقول عن إدراك كيفيات هذه المخلوقات مع قطعهم بوجودها، فالله تعالى أولى بأن نثبت وجوده وأسماءه و صفاته، و أن نكون مؤمنين بمعانيها (مع إقرارنا بالجهل بالكيفية).

و الواجب شرعاً -كما قال العلماء- هو في قطع الطمع عن طلب إدارك الكيفية.

فكلما تطلبت النفس ذلك لحيرتها، صرفناها عن ذلك، لأن المخلوق لا يمكن أن يدرك الخالق، و الناقص لا يحيط بالكامل.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 08:56 ص]ـ

أما إذا عرفنا اليد بآثارها الظاهرة من القبض والبسط والبطش .. كما قال الأخ الموحد، فهل ذلك تعريف لحقيقتها أو للوازم تأثيراتها الخارجة عن حقيقتها؟ وبالتالي ليست اليد إلا واسطة، والمؤثر الحقيقي يمكن أن يكون القدرة؟؟

عكس ما قلتَ ما قال ابن بدران في (المدخل):

((ومثل هذا يقال في تأويل اليد بالقدرة والاستواء بالاستيلاء، فإن القدرة صفة مشتركة بين الخالق والمخلوق، فإذا قلت بها لزمك أن تقول: قدرة تليق بذاته تعالى، فاطرح هذا وقل: يد تليق بذاته تعالى، وأيضا فالقدرة عرض تحتاج إلى أن تقوم بالجوهر، ويلزم في ذلك ما لزم في صفة الكلام من الحدوث لله تعالى .... ))

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:07 ص]ـ

أخي الكريم

لا يظهر لي أنك متثبت، ولعل ذلك من قصور نظري، ###.

لأن الأشاعرة فرقوا بين (القدرة) و (اليد) كما هو معروف، فإذا كان عندك الجميع من بابة واحدة فيبدو أن النزاع لفظي، وإن كان بينهما فرق فبينه لأن كلامك لا يظهر فيه فرق بينهما.

وأما أن معرفة اليد غير ممكنة إلا باللوازم، فهذا الكلام يظهر لي منه بنظري القاصر أن الخلاف فيه لفظي؛ فإن كلامنا ليس عن كمال المعرفة، وإنما كلامنا عن معرفة الكمال.

فالأعرابي الجلف الذي لم ير غير خيمته التي يعيش فيها منذ ولد إلى أن يموت، لا يمكنه أن يتصور بوجه من الوجوه قصر أعظم ملك من ملوك الدنيا، ومع ذلك فلو قلنا له (إن الملك يعيش في قصر، وهذا القصر هو بيت الملك، كما أن هذه الخيمة هي بيتك)، لما كان في الكلام تناقض أو تضارب، أو دعوى بجهل معنى كلمة (بيت)

والله عز وجل عاب على من يعبدون الأصنام بقوله: {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها}

وعاب على اليهود عبادة العجل بقوله: {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا}

وقال سبحانه {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه}

فمن المحال قطعا على رب العالمين أن يتمدح ويعيب على اليهود ويضرب لنا الأمثال بما لا يمكننا فهمه ولو بوجه من الوجوه.

ونحن لا يمكننا أن نحيط به سبحانه علما كما قال: {ولا يحيطون به علما} خلافا لبعض الغلاة الذين يقولون إن الله عز وجل لا يعلم عن نفسه إلا ما نعلم!!

وإذا كان عدم الخوض في الصفة عندك أسلم، فإن التسليم لكلام رب العالمين أحرى أن يكون أسلم؛ لأننا متفقون على أن عقولنا قاصرة عن إدراكه سبحانه، وهو خاطبنا بصفاته وتمدح بها وأوجب علينا التقرب إليه بذكر هذه الصفات، وهو يعلم قصور عقولنا، فلو كان في مدحه سبحانه بهذه الصفات محظور ما ترك تنبيهنا عليه.

ومن المحال المقطوع به أن تكون هذه الصفات توهم التشبيه أو يكون ظاهرها كفرا، ثم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بيان ذلك، ثم يتبعه الصحابة رضوان الله عليهم في غفلة لا تتصور في عقل عاقل سالم من الشبهات، ويكون التحذير من هذه الظواهر واجبا والإيمان بظواهرها كفرا، ولا يعلم ذلك أحد إلا بعد القرون الفاضلة وانقراض خيار الأمة، وأن يكون التحذير من ذلك ونفي الظواهر أعظم فرائض الدين وأكبر قواعد الإسلام.

إن الذي يتصور إمكان حدوث ذلك لا يستحق أن يوصف بالعقل فضلا عن العلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير