علي وابنه جعفر وعن غيره منهم ممن حدث الناس عنه) الفصل في الملل والنحل (4/ 175). وقال أبو المظفر الاسفرايني: (ولم يكن قط للروافض، والخوارج، والقدرية، تصنيف معروف يرجع إليه في تعرف شيء من الشريعة، ولا كان لهم إمام يقتدى به في فروع الديانة) التبصير في الدين ص (192).
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من قد تخصص في الرد على شبهاتهم، وأحاط بعلمائهم وكتبهم، كابن تيمية ت (728هـ) في كتابه (منهاج السنة)، بل إنه حينما قال ابن المطهر: فإن لهم أحاديثهم التي رواها رجالهم الثقات، قال شيخ الإسلام: "من أين لكم أن الذين نقلوا هذه الأحاديث في الزمان القديم ثقات، وأنتم لم تدركوها، ولم تعلموا أحوالهم ولا لكم كتب مصنفة تعتمدون عليها في أخبارهم التي يميز بها بين الثقة وغيره، ولا لكم أسانيد تعرفون رجالها " منهاج السنة (4/ 110)
- لا يوجد ذكر للكليني، ولا لكتابه الكافي عند بعض من قد تخصص في أسماء الفنون العلمية والمذاهب الفقهية أو العقدية، كابن خليفة ت (1067هـ) في كتابه (كشف الظنون)، أو صديق حسن خان ت (1307هـ) في كتابه (أبجد العلوم).
قال الشيخ ناصر القفاري في كتابه (أصول مذهب الشيعة) (1/ 366): (والملحوظ أن أئمة الإسلام الذين لهم عناية بأمر الروافض كالأشعري وابن حزم، وابن تيمية، لم يرد عنهم - في حدود تتبعي - ذكر لأسماء هذه المدونات وبالأخص أخطر كتاب لهم وهو في أصول الكافي، رغم أن صاحبه قد توفي سنة 329ه. فهل مرد ذلك إلى أن تلك المدونات سرية التداول بينهم، أو لاحتقار علماء الإسلام لهم، فلم يلتفتوا إلى كتب الحديث عندهم؟ أو أن هذه الكتب صنفت في إبان الدولة الصفوية ونسبت لشيوخهم الأوائل؟).
بل حتى من ذكر من العلماء اسم (الكليني) ضمن تراجم كتابه، فإنه لم يتعرض قط لذكر طامته الكبرى التي تعتبر مصدرا من مصادر تقرير عقائد الشيعة الإثني عشرية وهي كتاب الكافي!!!!.
وإليك قائمة بأسمائهم ومواضع ذكرهم أو ترجمتهم له:
- عبد الغني الأزدي المصري ت (407هـ) في (المؤتلف و المختلف).
- بن ماكولا ت (475هـ) في (الإكمال).
- ابن عساكر ت (571هـ) في (تاريخ مدينة دمشق).
- أبو السعادات ابن الأثير الجزري ت (606هـ) في (جامع الأصول).
- عز الدين ابن الأثير الجزري ت (630هـ) في (الكامل في التاريخ).
- الذهبي ت (748هـ) في (سير أعلام النبلاء) و (المشتبه).
- الصفدي ت (764هـ) في (الوافي بالوفيات).
- ابن حجر العسقلاني ت (852هـ) في (تبصير المنتبه) و (لسان الميزان).
ومع ذلك كله فإن جميع هؤلاء وغيرهم من المتأخرين لم يشكل علي بفضل الله ذكرهم له ضمن كتبهم، إذ الجواب عنه سهل ويسير لمن عرف مصادرهم في الترجمة لمثل هؤلاء - ومقامنا هنا ليس في ذكر أقوالهم والجواب عنها -، وإنما الإشكال عندي في إدراجه ضمن كتاب متعلق بجمع الأحاديث النبوية، مع الحكم من مصنفه بأنه من المجددين، مما يعني تزكيته لهذا الرجل، وخصوصا أنه قرنه بغيره من علماء السنة الذين يشار لهم بالبنان، ويكفي لمدحهم وتزكيتهم وصفهم بالمجددين؟؟؟
حيث قال ابن الأثير رحمه الله في كتابه (جامع الأصول) (11/ 323) عند شرحه وتعليقه على حديث أبي هريرة مرفوعا " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ": ( ..... لكن الذي ينبغي أن يكون المبعوث على رأس المائة؛ رجلا مشهورا معروفا، مشارا إليه في كل فن من هذه الفنون، فإذا حمل تأويل الحديث على هذا الوجه كان أولى، وأبعد من التهمة، وأشبه بالحكمة، فإن اختلاف الأئمة رحمة، وتقرير أقوال المجتهدين متعين، فإذا ذهبنا إلى تخصيص القول على أحد المذاهب، وأولنا الحديث عليه، بقيت المذاهب الأخرى خارجة عن احتمال الحديث لها، وكان ذلك طعنا فيها.
فالأحسن والأجدر أن يكون ذلك إشارة إلى حدوث جماعة من الأكابر المشهورين على رأس كل مائة سنة، يجددون للناس دينهم، ويحفظون مذاهبهم التي قلدوا فيها مجتهديهم وأئمتهم.
¥