تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" ... أما ابن كثير فقد قلتم على لسان الكوثري أن ابن تيميه أفسد معتقده! فما تريدون من فاسد المعتقد هذا!!؟ اتركوه لنا هذا إمامنا، وابن كثير الذي رد الظاهر في أذهان المشبهين فهو نفسه الذي قال في رسالته في " العقائد ": (فإذا نطق الكتاب العزيز و وردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك: وجب اعتقاد حقيقته، من غير تشبيه بشي من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله من غير إضافة ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، وإزالة لفظه عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك) [من كتاب " علاقة الإثبات والتفويض " لمعطي رضا نعسان: ص: 51].

فأنظر لما قاله هذا الإمام المؤرخ المفسر وأنظر أيضاً للمقريزي الإمام المؤرخ ماذا قال: يقول الإمام المقريزي: ((لما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس، وصف لهم ربهم بما وصف به نفسه، فلم يسأله أحد من العرب بأسرهم، قريوهم وبدويهم، عن معنى شيء من ذلك، كما كانوا يسألونه عن أمر الصلاة، وشرائع الإسلام، إذ لو سأله أحد منهم عن شيء من الصفات لنقل، كما نقلت الأحكام وغيرها.

ومن أمعن النظر في دواوين الحديث والآثار عن السلف، علم أنه لم يرد قط لا من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة على إختلاف طبقاتهم، وكثرة عددهم، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه في القرآن وعلى لسان نبيه بل كلهم فهموا معنى ذلك وسكتوا سكوت فاهم مقتنع ولم يفرقوا بين صفة وأخرى، ولم يعترض أحد منهم إلى تأويل شيء منها بل أجروا الصفات كما وردت بأجمعهم ولم يكن عند أحد منهم ما يستدل به سوى كتاب الله وسنه رسوله الخ الخطط للمقريزي 3/ 309

وقبلهم الإمام الحافظ المؤرخ ابن جرير الطبري كمافي كتاب " التبصير في معالم الدين " [ص: 132 - 142] يقول: (القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرا لا استدلالاً ... وذلك نحو إخباره عزوجل أنه: (سميع بصير) وأن له يدين بقوله: (بل يداه مبسوطتان)، أن له يمينا لقوله: (والسماوات مطويات بيمينه)، وأن له وجها بقوله: (كل شي هالك إلاّ وجهه) وقوله: (ويبقى وجه ربك)، وأن له قدما بقول النبي: (حتى يضع الرب فيها قدمه)، وأنه يضحك بقوله: (لقي الله وهو يضحك إليه)، وأنه يهبط كل ليلة وينزل إلى سماء الدنيا لخبر رسول الله بذلك، وأنه ليس بأعور لقول النبي

إذ ذكر الدجال فقال: (إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور)، وأن المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم كما يرون الشمس ليس دونها غياية، وكما يرون القمر ليلة البدر، لقول النبي، وأن له أصابع لقول النبي: (ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن)،– إلى أن قال – فإن قيل: فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله عز وجل و وحيه وجاء ببعضها رسول الله، قيل: الصواب من هذا القول عندنا: أن نثبت حقائقها على ما نَعرف من جهة الإثبات ونفي الشبيه كما نفى ذلك عن نفسه جل ثناؤه فقال: (ليس كمثله شي وهو السميع البصير) .... ).كلام واحد لكل الصفات!.

شبهة ((بلا تفسير)):

" ... قول بعض السلف: ((بلا تفسير))

احتج الأستاذ بقول أبو عبيدة ((بلا تفسير)) لإثبات التفويض وأحسن من يبين مراد أبو عبيدة هو أبو عبيدة نفسه!!

فقد جاء عنه ما رواه الدارقطني بعلو قال أبو عبيدة: (( ... هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا شك فيه، ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه، وكيف ضحك؟ قلنا: لا يفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره)) الصفات ص41

فظهر ان مراده تفسير الكيفية ((: كيف وضع قدمه، وكيف ضحك؟ قلنا: لا يفسر هذا))

وهذا هو فهم من جاء بعده كالإمام الأزهري تلميذ تلاميذ الشافعي حيث قال بعد أن روى كلام أبو عبيدة:

((أراد أنها تترك على ظاهرها كما جاءت)) تهذيب اللغة 9/ 46.

فهل بعد هذا التوضيح منهم توضيح؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير