و قد أطال في ذكر طرقه أبو يعلى في: (إبطال التأويلات 1/ 133 و ما بعدها).
و خرجه الطبراني في السنة (كما نقله السيوطي اللآلئ 1/ 29).
و أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 677).
و البيهقي في الأسماء و الصفات (رقم 938).
و هو عند هؤلاء مذكورٌ بتمامه.
و غيرهم قد يذكر الحديث مختصراً، فيقتصر منه على أوله: (رأيت ربي عز و جل). لكن كما قال ابن تيمية في نقض التأسيس: "الحديث معروف بطوله".
و ممن أخرجه مختصراً:
الإمام أحمد (2/ 285)، وابن أبي عاصم في السنة (440). و أشار إلى اختصاره، و أخرجه مختصراً الدارقطني في الرؤية (296 ـ 299)، واللالكائي (987)، وأبو القاسم الأصبهاني في الحجة (1/ 205).
-=-=-=-=-0=-=-=-0=
و حيث لم يذكر في خبر ابن عباس أن تلك الرؤيا كانت مناماً، فقظ ظن بعض أهل العلم أن هذه الرؤيا كانت رؤيا عيانٍ ليلة المعراج. و من العلماء من استشكل معنى الحديث، فاستنكره و توقف في قبوله، كما وقع ذلك للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في الميزان.
لكن الحديث ثابت من جهة النقل. و قد صححه جماعة من كبار أهل الحديث كالإمام أحمد بن حنبل، و الحافظ الكبير أبو زرعة الرازي، و أبو القاسم الطبراني، و غيرهم. و قد نقل ذلك كله عنهم أبو يعلى في إبطال التأويلات.
و ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ممن صحَّح هذا الحديث و أثبته، لكنه نبه في أكثر من موضع من مصنفاته على أن الرؤيا المذكورة فيه هي نفسها التي ذكرت في حديث أم الطفيل، و في حديث معاذ، فهي ـ إذاً ـ رؤيا منامٍ لا يقظة. و ذكر أن من ظن أن هذه الرؤيا كانت عياناً ليلة المعراج، فهو مخطئ خطأً ظاهراً.
بل ذكر ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن كل حديث فيه: (رأيت ربي)، فإن المقصود به رؤيا منامٍ. و أكد أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يرَ ربه رؤية عيانٍ في هذه الدنيا.
فمما قاله ـ رحمه الله ـ:
"قد روي أحاديث فيها ذكر الرؤية، و أنه رآه (في صورة كذا)، و (أنه وضع يده بين كتفيه، حتى وجد برد أنامله) .... و هذا الحديث و نحوه كله رؤيا منامٍ، و كانت بالمدينة بعد المعراج. و أما أحاديث المعراج فليس في شيء منها ذكر رؤيته البتة أصلاً.
فالواجب اتباع الآثار الثابتة في ذلك، و ما كان عليه السلف و الأئمة، وهو إثبات مطلق الرؤية، أو رؤية مقيدة بالفؤاد. أما رؤيته بالعين ليلة المعراج، أو غيرها.
ثم قال ـ رحمه الله ـ: "تدبرنا عامة ماصنفه المسلمون في هذه المسألة، و ما نقلوا فيها قريباً من مئة مصنفٍ، فلم نجد أحداً روى بإسنادٍ ثابتٍ ـ لا عن صاحبٍ، و لا إمامٍ ـ أنه رآه بعين رأسه. و الله أعلم". (جامع المسائل ـ المجموعة الأولى: 107 ـ 108).
و قال:
"وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال: (رأيت ربي في صورة كذا وكذا)، يروي من طريق ابن عباس، ومن طريق أم الطفيل، وغيرهما. وفيه أنه (وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري).
هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج، فإن هذا الحديث كان بالمدينة. وفي الحديث أن النبي نام عن صلاة الصبح، ثم خرج إليهم، وقال: (رأيت كذا وكذا). وهو من رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها، والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم وبنص القرآن والسنة المتواترة، كما قال الله ـ تعالى ـ: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة، كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منامٍ". مجموع الفتاوى (3/ 387)
===
وقال:
"أما رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ربه بعين رأسه في الدنيا، فهذا لم يثبت عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لا عن أحدٍ من الصحابة، و لا عن أحدٍ من الأئمة المشهورين، لا أحمد بن حنبل، و لا غيره". جامع المسائل ـ المجموعة الأولى (ص106).
و قال: "من قال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رآه بعينه في الدنيا، فهو ـ أيضاً ـ غالطٌ، قائلٌ قولاً لم يقله أحدٌ من الصحابة، و لا الأئمة. و المنقول في رؤية العين في الدنيا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كله كذبٌ موضوع باتفاق أهل العلم. و كذلك عن أحمد، فإنه لم يقل قط: إنه رآه بعينه".جامع المسائل (ص107)
===
و قال:
¥