تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"، فأنى للحديث الصحة؟! بل هو حديث منكر عندي. و مثله حديث ابن إسحاق في "

المسند " و غيره، و في آخره: " إن عرشه لعلى سماواته و أرضه هكذا مثل القبة،

و إنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب ". و ابن إسحاق مدلس، و لم يصرح بالسماع في

شيء من الطرق عنه، و لذلك قال الذهبي في " العلو " (ص 23): " هذا حديث غريب

جدا فرد، و ابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، و له مناكير و عجائب، فالله

أعلم أقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أم لا؟ و أما الله عز وجل فليس كمثله

شيء جل جلاله، و تقدست أسماؤه، و لا إله غيره. (قال:). " الأطيط الواقع

بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل و للعرش، و معاذ

الله أن نعده صفة لله عز وجل. ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت ". هذا حال

الحديث و هو الأول من حديثي القعود على العرش، و أما الآخر فهو: " يقول الله

عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي

و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم، على ما كان فيكم، و لا أبالي ".

السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 366)

867 - " يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني

لم أجعل علمي و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم، على ما كان فيكم، و لا

أبالي ".

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 257):

موضوع بهذا التمام. رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 137 / 2):

حدثنا أحمد بن زهير التستري، قال: حدثنا العلاء بن مسلمة، قال: حدثنا

إبراهيم الطالقاني، قال: حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب عن

ثعلبة بن الحكم مرفوعا. و رواه أبو الحسن الحربي في " جزء من حديثه " (35 /

2): حدثنا الهيثم بن خلف: حدثنا العلاء بن مسلمة أبو مسلمة أبو سالم: حدثنا

إسماعيل بن المفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك به. قلت: و هذا سند

موضوع فإن مداره على العلاء بن مسلمة بن أبي سالم، قال في " الميزان ": " قال

الأزدي: لا تحل الرواية عنه، كان لا يبالي ما روى. و قال ابن طاهر: كان يضع

الحديث، و قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات ". و كذا في " التهذيب "

، فلم يوثقه أحمد و لذا قال الحافظ في " التقريب ": " متروك، و رماه ابن حبان

بالوضع ". و قد اختلف عليه في شيخه، فأحمد بن زهير سماه إبراهيم الطالقاني،

و الهيثم بن خلف سماه إسماعيل بن المفضل، و أيهما كان فإني لم أعرفهما. و مع

ظهور سقوط إسناد هذا الحديث، فقد تتابع كثير من العلماء على توثيق رجاله و

تقوية إسناده، و هو مما يتعجب منه العاقل البصير في دينه، فهذا المنذري يقول

في " الترغيب " (1/ 60): " رواه الطبراني في " الكبير "، و رواته ثقات ".

و مثله و إن كان دونه خطأ قول الهيثمي في " المجمع " (1/ 26): " رواه

الطبراني في " الكبير " و رجاله موثقون ". و ذلك لأن قوله " موثقون " و إن كان

فيه إشارة إلى أن في رجاله من وثق توثيقا غير معتبر مقبول، فهو صريح بأن ثمة

من وثقه، و قد عرفت آنفا أنه متفق على تضعيفه! و أبعد من هذين القولين عن

الصواب قول الحافظ ابن كثير في " تفسيره " (3/ 141): " إسناده جيد ". و

نحوه قول السيوطي في " اللآلي " (1/ 221): " لا بأس به "، ثم حكى قول

الهيثمي المتقدم. فهذا القول من ابن كثير و السيوطي نص في تقوية الحديث، و

ليس كذلك قول المنذري و الهيثمي، أما قول الهيثمي فقد عرفت وجهه، و أما

المنذري فقوله: " رواته ثقات " غاية ما فيه الإخبار عن أن سند الحديث فيه شرط

واحد من شروط صحته، و هو عدالة الرواة و ثقتهم، و هذا وحده لا يستلزم الصحة،

لأنه لابد من اجتماع شروط الصحة كلها المذكورة في تعريف الحديث الصحيح سنده عند

أهل الحديث. و الخلاصة أن الحديث موضوع بهذا السياق، و فيه لفظة منكرة جدا و

هي قعود الله تبارك و تعالى على الكرسي، و لا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح،

و خاصة أحاديث النزول و هي كثيرة جدا بل و هي متواترة كما قطع بذلك الحافظ

الذهبي في " العلو " (ص 53، 59)، و ذكر أنه ألف في ذلك جزءا. و قد روي

الحديث بدون هذه اللفظة من طرق أخرى كلها ضعيفة، و بعضها أشد ضعفا من بعض

، فلابد من ذكرها لئلا يغتر بها أحد لكثرتها فيقول: بعضها يقوي بعضا! كيف و

قد أورد بعضها ابن الجوزي في " الموضوعات "؟!. اهـ.

ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:12 ص]ـ

اسألكم الدعاء بالتوفيق الى صواب

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:45 ص]ـ

قد لخص الشيخ صالح آل الشيخ القول الصواب تلخيص عارف بقواعد الاعتقاد و أصول الاسلام و لهذا ترى كبار النظار ممن خبر أصول الاسلام كشيخ الاسلام تخف عبارته في مثل هذه المواضع و لاأدري ما وجه اعتراض المعترض عليه بفهم السلف فالشيخ حفظه الله قد وجه عباراتهم التوجيه الصحيح و الذي يفسر بذكاء صدور الانكار منهم على الجهمية مع كون النصوص الواردة في ذلك مقطوع ببطلانها و ان سلمنا جدلا أن تخريج الشيخ لعبارات السلف متعارض مع فهمهم - و هو ما يعلم بأبسط نظرة أنه خلاف الواقع- و أنهم أفهم لنصوص الشرع منه لزمه مثل ما ألزم غيره فيقال له أتبث العرش و اذكر لنا أين هو النص الصحيح الذي تريد الزام الناس بفهم السلف له؟ و معلوم أن فهم السلف لا يلزم الا بنص و الا قلبت أصول الشرع و جعلت قول السلف أعلى من النص و هذا مع أن الاجماع نفسه لا يلزم الا ان كان له مستند فكيف و قد ذكر الخلاف في المسألة.؟

و من جهة أخرى و من أين لك بأن فهمك لفهم السلف أحسن من فهم الشيخ صالح له؟ ان كان بدعوى فقبول دعواه أقرب الينا لأنه أعلم و ان كان بدليل فقد عادت العمدة على الدليل الصحيح و هو ما تعدمه

و الله أعلم بالحال و المآل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير