تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وشكراً جزيلاً للشيخ الفاضل / أبي عمر الدوسري على الموضوع الذي أحسب أنه سيكون شجى في حلق الأشعري " السقاف " - قطع الله دابره - ..

والحمد لله رب العالمين ..

ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[29 - 11 - 06, 07:10 م]ـ

أحكام المباهلة، وبعض أقوال وقصص العلماء حولها

ولفائدة القراء الأفاضل فهذه أحكام المباهلة، مع ذكر بعض أقوال وقصص ومواقف العلماء حولها:

[فأولاً: لقد بَيَّن أهل العلم حكم (المباهلة)، وقد بين بعضهم في رسالةٍ كَتَبها شروطَها المستنبطة من الكتاب والسنة والآثار وكلام الأئمة الأطهار؛ وحاصِل كلامه فيها أنها لا تجوز إلا في أمر مهم شرعا وقع فيه اشتباه وعناد لا يتيسر دفعه إلا بـ (المباهلة) فيشترط كونها بعد إقامة الحجة والسعي في إزالة الشبهة وتقديم النصح والإنذار وعدم نفْع ذلك ومساس الضرورة إليها (1).

ثانياً: (المباهلة) سُنَّة ماضية أنزل الله بها قرآنا لقطع عناد ومكابرة نصارى " نجران "، قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (2).

ولقد أُرْعَب (النصارى) فلم يُبَاهِلُوا، فَصَار ذلك هَزِيِمَةً مُنكَرَة لأعداءِ اللهِ.

وقال تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً) (3)، قال «ابن كثير» - رحمه الله -: (وَهَذِهِ مُبَاهَلَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ عَلَى هُدًى فِيمَا هُمْ فِيهِ كَمَا ذَكَرَ تَعَالَى مُبَاهَلَة الْيَهُود فِي قَوْله: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (4)، أَيْ اُدْعُوا بِالْمَوْتِ عَلَى الْمُبْطِل مِنَّا أَوْ مِنْكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ عَلَى الْحَقِّ فَإِنَّهُ لاَ يَضُرّكُمْ الدُّعَاء، فَنَكَلُوا عَنْ ذَلِكَ) انتهى (5).

وعلى مُقْتَضَى هذا الأصل الذي يقتضي أن الممتنع عن (المباهلة) يُعتبر مُبْطِلاً مَهْزُوماً غير عَالِمٍ أنه على الْحَقِّ!، قال شيخ الإسلام «ابن تيمية» - رحمه الله -: (وَالنَّصَارَى لَمَّا لَمْ يَعْلَمُوا أنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ نَكَلُوا عَنْ الْمُبَاهَلَةِ!) انتهى (6).

ثالثاً: (المباهلة) يُدعى إليها في الأمُورِ الكبيرة والصَّغِيرة لبيانِ الحقِّ من الباطل فِيمَا أشْكَلَ.

وهذه أمثلة لَهَا وأقوال لأهل العلم حَولها غير ما سَبَق:

? عَنْ «مَسْرُوقِ بْنِ الأجْدَعِ» - رحمه الله - قَالَ: قَالَ «عَبدُ اللهِ بنِ مَسْعُود» - رضي الله عنه - (مَنْ شَاءَ لاَعَنْتُهُ " أيْ بَاهَلْتُهُ ": لَأُنْزِلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى (7) بَعْدَ: (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) (8) (9).

? وَعَنْ «عَطَاءِ ابنِ أبي رَبَاح» - رحمه الله -أنَّ «عَبدَ اللهِ بن عبَّاسٍ» - رضي الله عنهما - أنه كَانَ يَقُولُ: (مَنْ شَاءَ لاَعَنْتُهُ عِنْدَ الْحَجَرِ الأسْوَدِ أنَّ اللهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي القُرْآنِ جَدًّا وَلاَ جَدَّةً إنْ هُمْ إلاَّ الآبَاءُ، ثُمَّ تَلاَ: (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) (10) (11).

? وعن «ابنِ عبَّاسٍ» - رضي الله عنهما - أنه قَالَ: (لَوَدِدْتُ أنِّي وَالَّذِينَ يُخَالِفُونِي فِي الْجَدِّ تَلاَعَنَّا: " أيُّنَا أسْوَأُ قَوْلاً ") (12).

? وقال «ابنُ عبَّاسٍ» - رضي الله عنهما - أيضاً -: (مَنْ شَاءَ بَاهَلْتُهُ أنَّ الظِّهَارَ لَيْسَ مِنْ الأمَةِ، إِنَّمَا قَالَ اللهُ: (مِنْ نِسَائِهِمْ) (13) (14).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير