[تفصيل حكم الاستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم]
ـ[المقدادي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 11:50 م]ـ
تفصيل حكم الاستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/التوسل وأنواعه
التاريخ 10/ 10/1427هـ
السؤال
نرجو توضيح مشروعية التوسل والاستغاثة بالمصطفى وما ترونه في الأدلة التالية على جواز التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم-.
1 - فمن ذلك حديث الشفاعة المتواتر أن الناس يتوسلون بالنبي –صلى الله عليه وسلم- عند اشتداد الأمر عليهم يوم القيامة ويستغيثون به، ولو كان التوسل والاستغاثة من الكفر والشرك لم يشفع النبي –صلى الله عليه وسلم- للناس يؤمئذ ولا يأذن الله له بالشفاعة. فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وأن التوسل والاستغاثة كفر في الدنيا ليس كفرا في الآخرة فإن الكفر كفر سواء كان في الدنيا أو في الآخرة. قبل موته صلى الله عليه وسلم وبعد موته لا فرق.
2 - حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني فقال: "إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير". قال: فادعه. فأمره أن يتوضأ ويحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى اللهم شغعه فيّ. فعاد وقد أبصر). رواه الترمذي والنسائي والطبراني والحاكم وأقره الذهبي والبيهقي بالأسانيد الصحيحة.
3 - حديث علي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفن فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنهما قال: "اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي" رواه الطبراني والحاكم مختصرًا وابن حبان وغيرهم وفي إسناده روح بن صلاح قال الحاكم ثقة وضعفه بعضهم والحديث صحيح.
4 - حديث استسقاء عمر رضى الله عنه عام الرمادة بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم. وإنا نتوسل إليك بعم نبينا قال فيسقون.
وفي الحديث إثبات التوسل به صلى الله عليه وسلم وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين من آل البيت ومن غيرهم.
وأما أدلة الاستغاثة:
1 - حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في حديث الشفاعة: (إن الشمس تدنو يوم القيامة .... فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيشفع ليقضي بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم).
وهذا صريح في الاستغاثة وهي عامة في جميع الأحوال، مع لفت النظر أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره يبلغه سلام من يسلم عليه وكلام من يستغيث به لأن الأعمال تعرض عليه كما صح فيدعو الله لأصحاب الحاجات.
2 - حديث الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه قال: خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث. وفيه: -فقلت- أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، قال -أي رسول الله- "وما وافد عاد؟ " وهو أعلم بالحديث ولكنه يستطعمه ... الحديث.
وقد استغاث الرجل بالله وبرسوله ولم يكفره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد خالف الألباني ذلك فكفر كل مستغيث به صلى الله عليه وسلم.
3 - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأعمى الصحيح عندما علم الرجل أن يقول: (يا محمد إني أتوجه بك إلى الله). في كل زمان ومكان.
4 - قصة هاجر وابنها في مكة قبل أن تبنى الكعبة بعد أن تركهما إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنها لما سمعت صوتا عند الطفل قالت: (إن كنت ذا غوث فأغث) فاستغاثت فإذا بجبريل عليه السلام فغمز الأرض بعقبه فخرجت زمزم.
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أنها كفرت كما يزعم الألباني ولم ينبه أن تلك الاستغاثة منها كفر ألبتة. وهى تعلم أن صاحب الصوت لن يكون رب العالمين المنزه عن الزمان والمكان. نرجو الإفادة جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
¥