تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لمذا اختلفت معاملة السلف المتقدمين عن المتأخرين لأهل البدع سلمان العودة]

ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 09:48 م]ـ

العنوان مسألة التبديع

المجيب سلمان العودة

المشرف العام

التصنيف الآداب والسلوك والتربية/أدب الخلاف

التاريخ 14/ 7/1422

السؤال

كان بشر المريسي من كبار فقهاء أهل الرأي، وكان غيره كابن الثلجي أيضاً من فقهائهم، فلم يمنع هذا السلف من تضليلهم وتكفير بعضهم، وكذلك الكرابيسي كان من أوعية العلم، ومع ذلك بدّعه الإمام أحمد عندما قال ما قال، والأمثلة كثيرة، الذهبي في (ميزان الاعتدال) حطّ على ابن كرّام بشدة، وجاء ابن حجر بعده لينقل عن أحدهم تكفير الكرّامية، مع أنّهم أهدى سبيلاً في الأسماء والصفات من الأشاعرة، ولا يقل تعفيس الأشاعرة في الإيمان عن تخبيط الكرامية، فهل الكرامية كلأ مباح والأشاعرة من محميات السلاطين؟ الذهبي أثنى على الملك محمود الغزنوي، وقال عنه: ولكنه على مذهب ابن كرام المبتدع، ولم يقل عن صلاح الدين: ولكنه على منهج متأخري الأشاعرة المبتدعة.الذهبي رمى ابن عقيل بالابتداع، وحطّ بشدة على أستاذه المعتزلي ابن الوليد، ولكنه لم يضلّل ابن حزم مع أنّه يثبت الأسماء وينفي الصفات كلها، ولكنّه بعد سرده لعقيدة الغزالي (الجهمية القحّة)، قال:" هذا المعتقد أغلبه صحيح "، مع أن الذهبي أعلم مني بمدى البلاوي التي اشتملها اعتقاد حجة الأشاعرة والصوفية هذا، ومن ثم قال عن الغزالي: وأين مثله؟ نعم، أين مثله في البعد عن الإسلام؟ كتب الجرح والتعديل عند السلف مليئة بالحطّ على أبي حنيفة، بل والتحذير ممن يتقلّد مذهبه، بينما تُعدم هذه الأمور في الكتب الخلفية، مع أن المذهب الحنفي والأحناف لم يزيدوا إلا بعداً عن السنة حتى وصلوا الآن إلى حالة الكوثري والتهانوي.سؤالي الآن: لماذا لم يعامل أحد من السلف - فيما أعلم - المبتدعة - على أنّهم مجتهدين مخطئين، بينما نجد معاملة عامة أهل السنة للمبتدعة ليست هذه المعاملة، بل يذكر شيخ الإسلام أبو حنيفة من ضمن من يمكن الشهادة له بالجنة في أحد المذهبين! السلف يقولون عنه: ما ولد على الإسلام أشأم منه، ونحن نشهد له بالجنة! هل يجب علي ألا أثق بكتب الجرح والتعديل المتأخرة، وأن أتّبع قواعد السلف في الجرح والتعديل؟ وأنا أعلم - كما أظنك تعلم - أن الديّن لا يحرَّف بأمثال الرازي والآمدي ونحوه من المتكلمين، وإنما يحرّفه أمثال النووي وابن حجر الذين يتعاملان مع القواعد التي يضعها المتكلمون على أنّها مسلّمات، وبالتالي يتم التلبيس على المسلمين وتُطمس آثار السنة. وعندي سؤال آخر: ما حكم من يجيز الاستغاثة بغير الله من العلماء كالكوثري مثلاً هل نكفّره، أم نضلله فحسب؟ وأنا لا أكفِّر أحداً من العلماء وليس عندي شهية لتكفير المخالف، بل من الوجهة النظرية الدعوة أسهل مع عدم تضليل مثل هؤلاء، ولكني أريد أن أفهم حتى لا أقبل شيئاً إلا بعد اطمئنان قلبي له، وأحبّ الحق ولو كان مُرّاً، وأنا من محبي شيخ الإسلام، والذهبي، وابن القيّم، وابن كثير، وسائر أئمة التجديد الأثري، ولكني أريد الفرق بين أصول التضليل والتبديع عند السلف، وأصوله عند السلفية، ولماذا هذا التفريق؟

الجواب

قرأت إفاضتكم حول مسألة التبديع، وتلميحكم إلى الانتقائية في منهج الذهبي، والتفاوت بين منهج السلف، ومنهج ابن تيمية الذي وسمته بمنهج السلفية،وسؤالكم حول الكوثري، وقد طاب لي ما ذكرتموه في ذيول سؤالكم من أنك لا تكفِّر أحداً من العلماء، وليست لديك شهية التكفير للمخالف، وأنك ترى الاشتغال بالدعوة بدلاً من الحكم على الآخرين. وأنك من محبي أئمة التجديد الأثري كابن تيمية، وابن القيم، والذهبي ... فالحمد لله، فتكون المسألة مجرد عارض علمي يحتاج إلى دفع وتمحيص، ولدي بعض التعليقات العمومية التي ربما لا تشفي طالب علم مثلك، وإنما كتبتها من باب المدارسة، وآمل أن توافيني بردك.أولاً: لا بد من تحديد: متى يطلق على الأمر أنه من منهج السلف؟ هل وجود حالة واحدة، أو حالات يعني أن هذا هو منهج السلف؟ أم لا بد من ظهور الأمر واشتهاره واستفاضته بينهم وإطباقهم عليه؟ وهل إذا نُقِل عن واحد من السلف قولٌ، أو فعل، أو موقف، أو اجتهاد يحسن أن يُنسب إلى السلف جميعاً، ويحسب عليهم؟ أم تكتفي به مع عدم وجود المعارض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير