تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[للنقاش (الفرق بين العبادة والطاعة والقربة).]

ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[15 - 02 - 07, 06:31 م]ـ

فائدة (الفرق بين العبادة والطاعة والقربة):

فسر البعض العبادة بالطاعة ([1]):

قال أبو الوليد الباجي: (العبادة: هي الطاعة والتذلل لله بإتباع ما شرع.

قولنا:"هي الطاعة" يحتمل معنيين:

أحدها: امتثال الأمر. وهو مقتضاه في اللغة. إلا أنه في اللغة واقع على كل امتثال لأمر الآمر في طاعة أو معصية، لكننا قد احترزنا من المعصية بقولنا "والتذلل لله تعالى" لأن طاعة الباري تعالى لا يصح أن تكون معصية.

والثاني: أن الطاعة إذا أطلقت في الشرع فإنها تقتضي القربة، وطاعة الباري تعالى دون طاعة

غيره) ([2]).

وفرق البعض بين العبادة والطاعة والقربة:

قال زكريا الأنصاري: (العبادة ما تعبد به بشرط النية ومعرفة المعبود ويقال تعظيم الله تعالى بأمره. القربة ما تقرب به بشرط معرفة المتقرب إليه.القربان ما تقرب به من ذبح أو غيره. الطاعة امتثال الأمر والنهي وهي توجد بدون العبادة والقربة في النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى إذ معرفته إنما تحصل بتمام النظر والقربة توجد بدون العبادة في القرب التي لا تحتاج إلى نية كالعتق والوقف) ([3]).

ففرق بينهم بأن جعل العبادة يشترط لها النية ومعرفة المعبود، وجعل الطاعة لا يشترط لها النية ولا المعرفة ومثّل لذلك - تبعاً لأبي إسحاق الشيرازي ([4]) – بالنظر المؤدي إلى معرفة الله – عز وجل – وارتضى ذلك ابن عابدين وعللّه بقوله: (وإنما لم يكن النظر قربة لعدم المعرفة بالمتقرب إليه ; لأن المعرفة تحصل بعده ولا عبادة لعدم التوقف على النية) ([5])، وجعل القربة يشترط لها المعرفة دون النية، ومثّل لها بالعتق والوقف.

إلا أن ابن النجار الحنبلي خالف في ذلك فجعل القربة لا بد لها من القصد دون الطاعة فقال: ((وكل قربة) وهي ما قصد به التقرب إلى الله تعالى على وفق أمره أو نهيه (طاعة، ولا عكس) أي وليس كل طاعة قربة، لاشتراط القصد في القربة دون الطاعة، فتكون القربة أخص من الطاعة. والله أعلم) ([6]).

[1]- أنظر لسان العرب مادة: (ع ب د)

[2]- الحدود للباجي (ص/57 - 58).

[3]-الحدود الأنيقة (1/ 77). وأنظر حاشية العطار على شرح المحلى على جمع الجوامع (1/ 139).

[4]- أنظر المنثور للزركشي (3/ 367) فقد نقل ذلك عن الشيرازي في كتاب الحدود له.

[5]- حاشية ابن عابدين (1/ 106). ولاحظ أن الإقرار والاعتراف بالخالق فطري ضروري في نفوس الناس و إن كان بعض الناس قد يحصل له ما يفسد فطرته حتى يحتاج إلى نظر تحصل له به المعرفة و هذا قول جمهور الناس و عليه حذاق النظار أن المعرفة تارة تحصل بالضرورة و تارة بالنظر كما اعترف بذلك غير واحد من أئمة المتكلمين، وذهب قوم من المتكلمين إلى إيجاب النظر وجعله أول الواجبات ولبيان غلط هؤلاء ومذاهب الناس في النظر أنظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (16/ 328) وما بعدها.

[6]- شرح الكوكب المنير (ص/120)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير