[عبارة استوقفتني للشوكاني في مسألة المعية]
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[21 - 02 - 07, 07:20 ص]ـ
سقط في يدي قبل أيام مجلد فيه مجموع رسائل للعلامة الشوكاني، فقرأت فيه رسالة موسومة بـ: التحف في مذاهب السلف، إلا أنني وجدت في كلماتها الأخيرة عبارة استوقفتني، ولم أكن أحب أن أجد لمثلها الإمامَ الشوكاني رحمه الله، وها هي نصها:
(فكذا نقول في مثل قوله سبحانه {وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير} وقوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} وفي نحو: {إن الله مع الصابرين إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} إلى يشابه ذلك ويماثله ويقاربه ويضارعه، فنقول في مثل هذه الآيات: هكذا جاء القرءان إن الله سبحانه مع هولاء ولا نتكلف تأويل ذلك كما يتكلف غيرنا بأن المراد بهذا الكون وهذه المعية هو كون العلم ومعيته، فإن هذا شعبة من شعب التأويل تخالف مذاهب السلف وتباين ما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم وإذا انتهيت إلى السلامة في مدارك فلا تجاوزه)
لاحظوا المواضع الملونة من كلامه، ألا يكون ما أسنده إلى السلف هو ضد ما كان عليه السلف من معتقد في هذه المسألة؟.
سيما وأن الإمام ابن عبد البر ذكر الإجماع على كون المعية معية علمه، وأن علمه في كل مكان، كما نقل العلامة ابن العثيمين في القواعد المثلى ص: 96 عن ابن كثير في تفسير آية المعية في سورة المجادلة قوله: ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه المعية معية علمه. قال: ولا شك في إرادة ذلك.
وقول سفيان الثوري في المسألة أشهر من نار على علم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[21 - 02 - 07, 09:58 ص]ـ
أما ابن عثيمين رحمة الله سئل هل المراد علمه قال لا
وضرب مثال واعتقد اصل المثال لشيخ الاسلام بن تيميه عن القمر انه في السماء وهو معنا ولا اشكال فيه
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 01:08 م]ـ
الإمام الشوكاني رحمه الله جانب الصواب في هذه المسألة حين ظن ان القول بأن " المعية هي معية العلم " تأويل مخالف للسلف , و الأمر ليس كذلك , فليس في كلامهم تأويل , فالمعية لا تستلزم معية الذات كما هو معروف بل تُعرف بسياقها , و ربما لم يقف على أقوال السلف في مسألة المعية حال كتابته لهذه الرسالة
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:20 م]ـ
لا شك أن هذه المسألة من المسائل التي أشكلت على كثير من المعاصرين حتى أنه وقع لشيخنا محمد العثيمين فتنة بسببها.
لذلك لا بد من ملاحظة الأمور التالية عند الحديث عن المعية:
- أن صفة المعية غير صفة العلم
- أن من قال أن الله معنا في كل مكان بذاته فقد ضل ضلالا بعيدا
- أن العلم من لوازم صفة المعية وليس العلم فقط بل النصرة والإحاطة وصفات أخرى
لأن دلالة الألفاظ إما من جهة المطابقة أو التضمن أو الإلزام والعلم لا يدل على المعية دلالة مطابقة
قال ابن القيم كما في مختصر الصواعق ص 392:
" المثال التاسع مما ادعى فيه المجاز قوله تعالى {وهو معكم أينما كنتم} …، ونحو ذلك.
قالت المجازية: هذا كله مجاز يمتنع حمله على الحقيقة، إذ حقيقته المخالطة والمجاورة وهي منتفية قطعاً فإذاً معناها معية العلم والقدرة والإحاطة ومعية النصر والتأييد والمعونة، وكذلك القرب."
قال شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز في تعليقه على الواسطية ص45 " المعية صفة من صفات الله وهي قسمان: معية خاصة لا يعلم كيفيتها إلا الله كسائر صفاته وتتضمن الإحاطة والنصرة والتوفيق والحماية من المهالك. ومعية عامة تتضمن علم الرب بأحوال عباده واطلاعه عل جميع أحوالهم وتصرفاتهم الظاهرة والباطنة ولا يلزم منها الاختلاط والامتزاج لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه فعلوه على خلقه لا ينافي معيته لعباده، بخلاف المخلوق فإن وجوده في مكان وجهة يلزم منه عدم اطلاعه على المكان الآخر والجهة الأخرى والرب ليس كمثله شيء لكمال علمه وقدرته "
فتأمل قوله تتضمن ... يظهر لك الفرق بين قول أهل السنة في هذه المسألة وقول المجازية.
وختاما أرجو أن أكون قد وضحت هذه المسألة التي يحدث فيها اللبس ووقع بسبب الخلط فيها فتن عظيمة لا يعلمها إلا من تجرع مررارتها.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 02 - 07, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الشوكاني _ رحمه الله _ هنا ناقض كلامه في التفسير في آية الحديد و آية المجادلة ولعله _رحمه الله _ لم يطلع على أقوال السلف في تفسير هذه الآيات في رسالته التحف.
وينظر ما ذكره الألباني _ رحمه الله _ تعليقا على كلام الشوكاني في مختصر العلو للذهبي (ص 268) وينظر: منهج الإمام الشوكاني في العقيدة د. عبد الله نومسوك (ص 461 - 466)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[23 - 02 - 07, 02:39 ص]ـ
الراجح والله أعلم أن رسالته هذه متأخرة عن تفسيره
لأن فتح القدير فيه تأويل كثير لبعض صفات الرب عز وجل ..
وفي هذه الرسالة .. جنح إلى المبالغة في الإثبات .. على طريقة الطلمنكي حينما قال: لله جنب!
ولاشك أن المعية وإن كان تؤول بالعلم والنصرة .. فيقال معكم بعلمه ... وهكذا
إلا أنه يصح أن يقال إن معية الله للعبد لا كمعية أحد سواه
والله أعلم
¥