تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ في ثنايا ترجمة العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحم الله الجميع -: (وقد كان رحمه [الله] متنبها فطنا لدسائس أهل البدع كتب له مرة الشيخ عثمان بن بشر صاحب تاريخ عنوان المجد. وقال في آخر دعائه: إنه على ما يشاء قدير. وقال في أثناء جوابه: إن هذه الكلمة اشتهرت على الألسن من غير قصد، وهي مثل قول الكثير إذا سأل الله تعالى قال: وهو القادر على ما يشاء. وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شرا وكل ما في القرآن {وهو على كل شيء قدير}، وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلا، لأن القدرة شاملة كاملة. وهي والعلم صفتان شاملتان يتعلقان بالموجودات والمعدومات، وإنما قصد أهل البدع بقولهم: وهو القادر على ما يشاء أي إن القدرة لا تتعلق إلا بما تعلقت المشيئة به.) علماء الدعوة: ص 44، وانظر: مجموعة الرسائل والمسائل النجدية: 1/ 405.

وقال العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -: (141 - س: إنه على ما يشاء قدير؟ جـ: - الأولى أن يطلق ويقال: إن الله على كل شيء قدير، لشمول قدرة الله جل جلاله لما يشاؤه ولما لا يشاؤه. وقد غلط من نفى قدرته على ما لا يشاؤه، ومن الحجة عليهم قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} الآية، ويكثر ذكر هذه العبارة في تفسيره ابن كثير رحمه الله.) الفتاوى: 1/ 207.

وقال العلامة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع – رحمه الله -: (يجئ في كلام بعض الناس: وهو على ما يشاء قدير، وليس ذلك بصواب بل الصواب ما جاء بالكتاب والسنة وهو على كل شيء قدير، لعموم مشيئته وقدرته تعالى خلافا لأهل الاعتزال الذين يقولون إن الله سبحانه لم يرد من العبد وقوع المعاصي بل وقعت من العبد بإرادته لا بإرادة الله، ولهذا يقول أحد ضلالهم:

زعم الجهول ومن يقول بقوله ... أن المعاصي من قضاء الخالق

إن كان حقا ما يقول فلم قضا ... حد الزنا وقطع كف السارق

وقال أبو الخطاب رحمه الله في بيان الحق والصواب:

قالوا: فأفعال العباد فلقت ما ... من خالق غير الإله الأمجد

قالوا: فهل فعل القبيح مراده ... قلت الإرادة كلها للسيد

لو لم يرده وكان كان نقيصة ... سبحانه عن أن يعجزه الردى

وهذه الإرادة التي ذكرها أبو الخطاب في السؤال هي الإرادة الكونية القدرية لا الإرادة الكونية الشرعية.كما سيأتي بيان ذلك موضحا.) حاشية ابن مانع على العقيدة الطحاوية ص 18، ونقله العلامة الألباني – رحمه الله – في تعليقه على الطحاوية وأقره: ص35، ثم تراجع عن ذلك كما في السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول تحت حديث رقم 2601ص 195.

وسئل فضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله –: (عن قول الإنسان: إن الله على ما يشاء قدير عند ختم الدعاء ونحوه؟ فأجاب بقوله: هذا لا ينبغي لوجوه:

الأول: أن الله تعالى إذا ذكر وصف نفسه بالقدرة لم يقيد ذلك بالمشيئة في قوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير} وقوله: {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} وقوله: {ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض} فعمم في القدرة كما عمم في الملك وقوله: {ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير} فعمم في الملك والقدرة , وخص الخلق بالمشيئة لأن الخلق فعل والفعل لا يكون إلا بالمشيئة , أما القدرة فصفة أزلية شاملة لما شاء وما لم يشأه لكن ما شاءه سبحانه وقع وما لم يشأه لم يقع والآيات في ذلك كثيرة.

الثاني: أن تقييد القدرة بالمشيئة خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه فقد قال الله عنهم: (يومَ لا يُخْزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير). ولم يقولوا إنك على ما تشاء قدير، وخير الطريق طريق الأنبياء وأتباعهم فإنهم أهدى علماً وأقوم عملاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير