تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالجواب: أن نقول: أما الآية الأولي، فإن الله يقول: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله))، فالظرف هنا لألوهيته، يعني: أن ألوهيته ثابتة في السماء وفي الأرض، كما تقول: فلان أمير في المدينة ومكة، فهو نفسه في واحدة منهما، وفيهما جميعاً بإمارته وسلطته، فالله تعالى ألوهيته في السماء وفي الأرض، وأما هو عز وجل ففي السماء.

أما الآية الثاني: ((وهو الله في السموات وفي الأرض)) فنقول فيها كما قلنا في التي قبلها: ((وهو الله) أي: وهو الإله الذي ألوهيته في السماوات وفي الأرض، أما هو نفسه، ففي السماء.

فيكون المعني: هو المألوه في السماوات المألوه في الأرض، فألوهيته في السماوات وفي الأرض.

فتخرج هذه الآية كتخريج التي قبلها.

وقيل المعني: ((وهو الله في السموات))، ثم تقف، ثم تقرأ: ((وفي الأرض يعلم سركم وجهركم))، أي أنه نفسه في السماوات، ويعلم سركم وجهركم في الأرض، فليس كونه في السماء مع علوه بمانع من علمه بسركم وجهركم في الأرض.

وهذا المعني فيه شيء من الضعف، لأنه يقتضي تفكيك الآية وعدم ارتباط بعضها ببعض، والصواب الأول: أن نقول: ((وهو الله في السموات وفي الأرض))، يعني أن ألوهيته ثابتة في السماوات وفي الأرض، فتطابق الآية الأخرى.


الإشكال الرابع والعشرون [2/ 68]

أفعال العباد

عندنا إشكال: كيف تكون (أفعال العباد) خلقاً لله وهي فعل الإنسان؟

والجواب:

أن أفعال العباد صدرت بإرادة وقدرة، والذي خلق فيه الإرادة والقدرة هو الله عز وجل.

ولو شاء الله تعالى، لسلبك القدرة فلم تستطع.

ولو أن أحداً قادراً لم يرد فعلاً، لم يقع الفعل منه.

كل إنسان قادر يفعل الفعل، فإنه بإرادته، اللهم إلا من أكره.

فنحن نفعل باختيارنا وقدرتنا، والذي خلق فينا الاختيار والقدرة هو الله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير