وقال أيضا في ذكر التفصيل الذي أشار إليه أخي العباسي وفقه الله:
(إن مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان:
أ- المعنى الأعم: وهو ما يقابل الشيعة فيقال: المنتسبون للإسلام قسمان: أهل السنة والشيعة، مثلما عنون شيخ الإسلام كتابه في الرد على الرافضي " منهاج السنة " وفيه بين هذين المعنيين، وصرح أن ما ذهبت إليه الطوائف المبتدعة من أهل السنة بالمعنى الأخص.
وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالأشاعرة، لاسيما والأشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع أهل السنة وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة كما سيأتي.
ب- المعنى الأخص: وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء، وهو الأكثر استعمالاً في كتب الجرح والتعديل، فإذا قالوا عن الرجل أنه صاحب سنة أو كان سنياً أو من أهل السنة ونحوها، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة، وليس صاحب كلام وهوى.
وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة أبداً، بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب، بل التلقي والاستمداد منها، فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة.
والأشاعرة – كما سترى – تلقوا واستمدوا من غير السنة ولم يوافقوها في النتائج فكيف يكونون من أهلها) اهـ
وفيه أيضا:
(روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداذ أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء، وقال:
" أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها) اهـ
وأيضا:
(فالحكم الصحيح في الأشاعرة أنهم من أهل القبلة لاشك في ذلك، أما أنهم من أهل السنة فلا)
بل انظر إلى النص التالي من نفس الكتاب:
(خامساً: قال فضيلة الشيخ الفوزان عن الأشاعرة: " نعم هم من أهل السنة والجماعة في بقية أبواب الإيمان والعقيدة وليسوا منهم في باب الصفات ".
وهذا سبق قلم من فضيلته، ومثل هذه الدعوى هي التي يهش لها الأشاعرة المعاصرون ويروجونها، لأنه إذا كان الفارق هو الصفات فقط قالوا إن الخلاف فيها أصله الاجتهاد والكل متفقون على التنزيه فكأنه لا خلاف إذن، وربما قالوا نحن مستعدون أن نثبت لله يداً وعيناً وسائر الصفات في سبيل توحيد الصف ووحدة الكلمة!!
وليكن معلوماً أن ابتداء أمر الأشاعرة أنهم توسلوا إلى أهل السنة أن يكفوا عن هجرهم وتبديعهم وتضليلهم وقالوا: نحن معكم ندافع عن الدين وننازل الملحدين، فاغتر بهذا بعض علماء أهل السنة وسكتوا عنهم فتمكن الأشاعرة في الأمة ثم في النهاية استطاعوا على أولئك واستأثروا بهذا الاسم دون أهله، وأصبحوا هم يضللون أهل السنة ويضطهدونهم ويلقبونهم بأشنع الألقاب، فحتى لا تتكرر هذه المشكلة وإحقاقاً للحق رأيت من واجبي أن أسهم بتفصيل مذهب الأشاعرة في كل أبواب العقيدة ليتضح أنهم على منهج فكري مستقل في كل الأبواب والأصول، ويختلفون مع أهل السنة والجماعة من أول مصدر التلقي حتى آخر السمعيات ما عدا قضية واحدة فقط) اهـ
والرسالة مشهورة ومعلومة عند طلاب العلم وتكفي اللبيبَ إشارةٌ!
وسؤالي هنا: هل يوافق الدكتور سلمان على هذا الكلام ونحوه؟
فهل من مجيب؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 05:41 م]ـ
ألاخ ابو العباس الذي يبدوا لي من كلام الشيخ سلمان أن قوله اطلاقا يعني بالضبط
وقوله ينتسبون لاهل السنه
يعني انهم عامة مثل اهل السنه الا في بعض الاشياء
فهم يأخذون كتب الحديث التي عند السنه (كالبخاري ومسلم::::الخ)
ويقولون بقولهم في كثير من الامور (((طبعا كلامي هذا اجمالا))
والشيخ وضح الفرق بين اولهم ومتوسطهم واخرهم وقال ان المتأخرون منهم اقرب الى المعتزله
من اهل السنه
والشيخ سلمان كان جوابه عاما وليس مفصل كما في كلام الشيخ سفر الحوالي عافاه الله
هذا والله اعلم
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 06:18 م]ـ
من عرف منهج الشيخ سلمان الأخير _ أعني بعد خروجه من السجن _ عرف المراد من هذه الفتوى .. وإلا فكلامه المذكور مائع لا تستطيع أن تعرف رأيه بصراحة، وقد اعتدنا منه هذه العموميات، ودليلي هذا الخلاف الكائن ممن يقرأ هذه الفتوى التي لا تتجاوز خمسة أسطر ..
ولا أحل لأحد أن يصنفني بهذا الرأي .. إن أريد إلا الإصلاح ..
ولا يحل لمسلم أن يرد الحق بمجرد رأي أو هوى ...
سدد الله الخطى ..
ـ[عبدالله العباسي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 07:03 م]ـ
أخي الحبيب الحضرمي
لابد ان تتنبه لقضية مهمة جدا و ألا وهي ان بعض أهل العلم من السلفيين لا يرون هذا التفصيل مثلا يرون الحافظ ابن حجر و النووي من الأشاعرة المنتسبين للسنة و إلا هذا اشار سماحة الشيخ العلامة عبدالله الجبرين عندما سألته عن النووي و ابن حجر، واظن أخي ان هذا الخلاق إصطلاحي لا أكثر، فمن أهل العلم من يفرق بين الأشاعرة المتقدمين و المتأخرين و أكبر دليل على هذا ذم ابن حجر في الرازي و الآمدي و هم من هم عند الأشاعرة المتأخرين و أقوالهم الآن هي المعتبرة،فمن قال ان ابن حجر و غيره من أهل السنة فهو ألحق المتقدمين بأهل السنة واخرج المتأخرين، ومن لم يفرق بين المتقدمين و المتأخرين حكم بحكم عام ولم يخرج كل الأشاعرة من دائرة السنة.
و من الجدير بالذكر ان العبرة في التفريق بين المتقدمين و المتأخرين من الأشاعرة ليست بالزمان بل الضابط فيها بالمنهج المعمول به لدى هذا العالم. فمنهج الحافظ و النووي و غيره من العلماء اللذن خالفوا منهج السلف في بعض المسائل يختلف إختلافا كليا عن منهج الرازي و الآمدي والصاوي الذي قال ان ظاهر القرآن كفر و العياذ بالله.
أخي ابو الأشبال الأثري
منهج الشيخ سلمان لم يتغير لكن ازداد رزانة وواقعية لا أكثر.
¥