تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سبحانه لا اعوجاج فيها ولا انحراف، واستندت دعوتهم إلى الله تعالى وتبليغ الرسالة –في تقرير مشروعيتها- إلى وجوب موافقتها للنصوص الشرعية العامّة أو الخاصّة أو لقواعد شرعية كلية، وعلى منهجهم هذا يتمّ الإصلاح النفسي للفرد لكونه اللبِنَةَ الأولى للأمّة وذلك بالاستدلال على ما فُطرت عليه النفوسُ من الإيمان بالمشاهد المحسوس، وتطهير عقيدته من كلّ ما يدنّسها للمحافظة عليها سالمة على الفطرة التي فَطَرَ اللهُ الناسَ عليها، وتصحيح عبادته ومعاملاته بالتوجيه والإرشاد والدعوة بالتي هي أحسن، مع تقرير الحجج الصحيحة وإبطال الشُّبَه الفاسدة بما يشفي ويكفي. فكانوا مثل ما أمر به تعالى: ?وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ? [آل عمران: 79]، كيف لا؟! وهذا المنهج قائم على الصحيح المنقول الثابت بالكتاب والسُّنَّة والآثار السلفية الواردة عن الصحابة والتابعين من أئمّة الهدى ومصابيح الدُّجَى، والذين سلكوا طريقهم قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» (2 - أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين ... : (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2')))، وقال عليه الصلاة والسلام: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» (3 - أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق .. : (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')))، فسبيل المؤمنين هو الالتزام بالكتاب والسُّنَّة من غير تقديم عليهما، والعمل بهما والدعوة إليهما، قال تعالى: ?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا? [النساء: 115]، فهؤلاء هم أُمَّة الإجابة الذين عناهم النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله: «وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» (4 - أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة: (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/ 284): «أسانيدها جياد»، والحديث حسنه الألباني في «صحيح الجامع»: (5343) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4')))، فالفرقةُ الناجيةُ والطائفة المنصورة كما جاء في الحديثين إنما هي المتمسّكة بالشريعة اعتقادًا وقولاً وعملاً، ومن بلغ منهم درجة الفتيا في الدِّين فإنه يفتي في الحيض والنفاس وقتل النملة وإعفاء اللحية وتقصير الثوب والجلباب والجهاد وسائر العبادات والمعاملات، إذ كلّها من مسائل الدِّين والإيمان من الحلال والحرام ومسائل الاعتقاد وغيرها، والحمد لله ليس فيها لبّ وقشور فكلّ ما جاء به الإسلام فهو لباب، فهم لا يهدرون من الشرع شيئًا ولا يهونون من السُّنَّة مهما كانت، كما هي دعاوى الذين فرَّقوا دينهم ولم يعتصموا بحبل الله ولم يمتثلوا أمر الله تعالى في قوله: ?وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ? [الروم: 31 - 32]، وقوله تعالى: ?وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ? [آل عمران: 105]، وقوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير