تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ? [الأنعام: 159]، فكلّ ما جاء به الوحي حقّ وكلّه لباب، ولا يصدر من الساخر من السنن ومحييها إلاّ الكذب والبهتان، قال تعالى: ?كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا? [الكهف: 5]، فكيف نأخذ عن العلماء مسائلَ عينيةً خاصّةً، ونأخذ عن الجهلة المسائلَ المصيريةَ العامّةَ؟! إنَّ هذا لشيء عُجاب؟

إنّ أهل السُّنَّة والجماعة السائرين على منهج السلف الصالح غيرُ مختلفين، وآمالهم وآلامهم واحدة نابعة من عقيدتهم التي هي مبدأ دعوتهم، يركِّزون على إخلاص العبادة لله تعالى، والتحذير من الشرك وأسبابه ووسائله المؤدّية إليه بُغية إصلاح عقائد المسلمين وإزالة عوامل الانحرافات الاعتقادية والسلوكية المتفشّية بينهم، تجتمع كلمتهم وتتوحّد صفوفهم تحت راية التوحيد، إذ مبنى التضامن الإسلامي لا يتمُّ إلاّ على عقيدة التوحيد، وهو مبدأ الانطلاق مع التركيز على الإخلاص ومتابعة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، إذ لا وحدة إلاّ بالتوحيد، ولا اجتماع إلاّ باتباع، وعلى ضوئهما يفهمون الواقع ويهتمون بقضايا الأُمَّة المصيرية، وعقيدتهم جازمة في أنّ مصيرَهم المستقبلي بيد الله تعالى، وقد تكفّل به إذا ما حقّقنا التغيير في أنفسنا على وَفق ما أمر اللهُ به ورسولُه ونهى عنه وزجر؛ لأنّ الجزاءَ من جنس العمل، وحَسْبُهُم قوله تعالى: ?إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ? [الرعد: 11]، وقال تعالى: ?إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ? [محمّد: 7]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إذَا تَبَايَعْتُمْ بالْعِينَةِ وَأخَذْتُمْ أذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ الله عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلَى دِينِكُمْ» (5 - أخرجه أبو داود في «الإجارة» باب في النهي عن العينة: (3462)، وأحمد: (4987)، وأبو يعلى الموصلي في «مسنده»: (5659)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (10844)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (13410)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (11) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5')))، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَاللهِ لَيُتِمَنَّ اللهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَ مَوْتَ لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» (6 - أخرجه البخاري في «الإكراه» باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (6544)، وابن حبان في «صحيحه»: (6698)، وأحمد في «مسنده»: (20568)، والطبراني في «الكبير»: (4/ 62)، من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))).

أمّا أمّة الدعوة فثِنْتَانِ وسبعون فِرقة يرجع سبب تفرّقها إلى فساد الاعتقاد نتيجةَ البُعد عن الكتاب والسُّنَّة، وما كان عليه سلف الأُمَّة من اعتقاد صحيح وإخلاص ومتابعة، بخلاف أهل السُّنَّة فهي الفرقة الوحيدة التي استنَّت بسُنَّة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزمت ما كان عليه هو وأصحابُه، وأعني بالمصلحين الذين يصلحون نفسية الأفراد، وإنما هم أولئك الذين التزموا هذا المنهج الرباني في الدعوة إلى الله تعالى بالتخلية والتحلية والتطهير والإصلاح، فإنَّهم «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» (7 - أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/ 1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/ 267) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7'))) كما جاء في السُّنَّة، وكلّ دعوة لا تنطلق من هذا المبدأ فهي دعوة يكتسيها الضلال والإضلال، ومحكوم عليها بالفشل والهوان عاجلاً أو آجلاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير