تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بأوصاف خاطئة، قال تعالى: ?كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ، أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ? [الذاريات: 53]، وقد جاء هذا الخُلُق الذميم على لسان رجلٍ من الخوارج في قوله للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «اعْدِلْ» (10 - أخرجه البخاري في «أبواب الخمس» باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين: (2969)، ومسلم في «الزكاة» باب ذكر الخوارج وصفاتهم: (2449)، وابن ماجه في «المقدمة» باب في ذكر الخوارج: (172)، وابن حبان في «صحيحه»: (4819)، وأحمد: (14405)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_10')))، وقال آخر منهم لعثمان رضي الله عنه - عندما دخل عليه ليقتله -: «نعثل» (11 - أخرجه ابن الجعد في «مسنده»: (2239)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى»: (3/ 58)، من حديث كنانة مولى صفية قال: «رأيت قاتل عثمان في الدار رجلا أسود من أهل مصر يقال له: جبلة باسط يديه أو قال رافع يديه يقول: أنا قاتل نعثل» (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_11'))). قال: الشاطبي: «ورُوِي أنَّ زعيمًا من زعماء أهلِ البدعِ كان يريد تفضيلَ الكلام على الفِقه، فكان يقول: إنَّ عِلم الشافعيِّ وأبي حنيفةَ جُملته لا يخرج من سراويل امرأة» فعلّق عليه قائلاً: «هذا كلامُ هؤلاء الزائغين، قاتلهم الله» (12 - «الاعتصام» للشاطبي: (2/ 239) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_12'))). والطعن في ورثة الأنبياء بريد المروق من الدِّين، ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [النور: 63]، ومتى وُجدت أُمّةٌ ترمي علماءَها وصفوتَهَا بالجهل والتنقّص فاعلم أنهم على بابِ فتنةٍ وهَلَكةٍ، وأيّ سعادة تدخل على أعداء الإسلام بمثل هذا الأذى والبهتان.

هذا، وأهل السُّنَّة والجماعة لا ينازعون الحاكمَ الأمرَ ولا يَنْزِعون عنه يدًا إلاّ مع ظهور كُفْرٍ بَوَاحٍ توفّرت شروطُهُ وانتفَتْ موانعُه، بل يدعون له بالصلاح والهداية، ويطيعونه في العُسر واليُسْرِ، والمنشطِ والمَكْرهِ وفي المعروف دون المعصية، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ، [قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ]: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ الأَمِيرَ وَإِنْ ضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ» (13 - أخرجه مسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4785)، والحاكم في «المستدرك»: (8673)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (17084)، من حديث حذيفة رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_13')))، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» (14 - أخرجه البخاري في «الأحكام» باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية: (6725)، ومسلم في «الإمارة» بَابُ وجوب طاعةِ الْأُمراءِ فِي غَير معصِيةٍ، وتحريمِهَا فِي الْمعصِيةِ: (4763)، وأبو داود في «الجهاد» باب في الطاعة: (2626)، والترمذي في «الجهاد» باب ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق: (1707)، والنسائي في «البيعة» باب جزاء من أمر بمعصية فأطاع: (4206)، وابن ماجه في «الجهاد» باب لا طاعة في معصية الله (2864)، وأحمد: (6242)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_14'))).

ومن لوازم طاعتهم: متابعتهم في الصوم والفطر، والتضحية، فيصومُ بصيامهم في رمضان، ويفطر بفطرهم في شوال، ويضحي بتضحيتهم في عيد الأضحى.

ومن لوازم طاعتهم أيضًا: عدم إهانتهم، وتركُ سبّهم ولعنهم، والامتناعُ عن التشهير بعيوبهم لئلاَّ يُفتحَ بابُ التأليب عليهم وما يجرّ ذلك من الفساد يعود على الناس بالشرّ المستطير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير