تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:57 م]ـ

لا شك أن لازم من يقول بفناء النار لمنافاة خلودها ودوام عذاب أهلها - لازمه هو تخليص نفوس ساكنيها من الشر يوما ما

ويلزم من ذلك أن يدخل في عموم هذه النفوس إبليس.

فهذا لا إشكال فيه لوضوحه كلازم للقول

لكن هناك من يقول قولا فإذا قيل له قولك يلزم منه كذا يرجع عن قوله إذا أقر باللزوم مع عدم إقراره باللازم.

والسؤال هو: هل الإمام ابن القيم كان يستحضر هذا اللازم الذي ذكرته أم لا؟

وإذا لم يكن مستحضره آنذاك فهل لو أُلزم به واقتنع بالتلازم سيستمر على قوله أم سيرجع عنه؟

وهل هناك مَن صرح بذلك اللازم وقال به؟

أي: هل هناك من أهل السنة -ممن يرى فناء النار- مَن صرّح بأن إبليس ستطيب نفسه يوما ما بعد تخليصها من الخبث بطول العذاب في النار؟

أليس ذلك قولا يستبعد صدوره صراحة من أحد من أهل السنة بخلاف كونه لازم قول؟

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:09 م]ـ

أخي عيد:

أظن - والله أعلم - من يقول بفناء النار، سيلتزم باللازم الذي ذكرته. فما الفرق بين إبليس وغيره؟ ألم يكن من المجتهدين في العبادة .. الخ؟ سيعود إلى حاله قبل الاستكبار.

لهذا .. فليُركز على بطلان القول بالفناء، دون الدخول في فرعياته.

وفقكم الله ..

(مع اعتراضي على عنوانك التهويلي على ابن القيم - رحمه الله -).

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:20 م]ـ

أخي سليمان

وفقكم الله

ليس في عنواني إلا تنبيه لأهمية الموضوع فقط، ومقام الإمام ابن القيم رحمه الله محفوظ عند كل سلفي كما تعلم

وأما عن التزام مَن يقول بفناء النار بهذا القول فأمر لا بد منه كما أشرتم

ولكن هناك مَن تبنى القول بفناء النار من المعاصرين وعندما ألزمته بهذا اللازم لم يلتزمه مما يدل على أنه تبناه تقليدا بغير بحث

وهذه دعوة لكم ولكل الأعضاء مَن يعلم منكم مَن يتبنى القول بفناء النار من أهل العلم المعاصرين يعرض عليه هذا اللازم لنرى هل سيلتزمه أم لا؟

وأغلب ظني أنه لن يلتزمه والله أعلم.

أما إن التزمه أحدهم كان لزاما عليه أن يأتينا من أقوال السلف ما يدل عليه -وليس بفاعل- أو الرجوع عن القول بفناء النار.

فلعل بذلك يتضح سبب تركيزي على هذا السؤال

ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:47 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لا يلزم من كلام ابن القيم ما ذكرتم لأن القائلين بفناء النار يقولون بفناء أهلها معها و ليس خروجهم منها

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:53 م]ـ

السلام لا يلزم من كلام ابن القيم ما ذكرتم لأن القائلين بفناء النار يقولون بفناء أهلها معها و ليس خروجهم منهابل هو لازم

لأن فناء اهلها مع بقاء شرهم يتنافى مع حكمة تعذيبهم

فلا بد قبل فنائهم من زوال شرهم

وهذا ما عبّر عنه ابن القيم بقوله:

أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمةركز فيما تحته خط

ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:58 م]ـ

و كيف يبقى شرهم بعد فنائهم بارك الله فيك

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 01:16 م]ـ

أحسن الله إليك

ليس السؤال عن بقاء شرهم بعد فنائهم فهذا لا يعقل

وإنما السؤال عن زوال شرهم قبل فنائهم فهذا هو المقصود

وإلا فلو كانوا سيفنون مع بقاء شر في نفوسهم يفنى معهم فما معنى عذابهم من البداية ولماذا لم يُفنوا مع شرهم بغير عذاب؟

فإن قيل: إنما عُذبوا مقابلة لما اقترفوا من الشر فإذا زال هذا الشر تم إفناؤهم عاد السؤال كما هو فتأمل.

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 - 02 - 08, 07:50 ص]ـ

(((أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة، وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة)))

هذه المقولة استدل فيها ابن القيم من جهة النظر للقائلين بفناء النار، ولا يلزم من ذكر الاحتجاج لقول من الأقوال التزام القول به كما هو معلوم

وهي مركبة من جملتين كالمقدمتين أحدهما صحيحة والأخرى خاطئة والحكم سلبي صحيح لسلبية حكم إحدى المقدمتين

فمقدمة: (وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم ..... إلخ)

(إنما) أداة حصر

وهذه مقدمة صحيحة إذ لا توجد نفوس مخلوقة للشر المحض، والعذاب السرمد فقط

ولو اكتفى بهذا لكانت الجملة صحيحة ولكن لا دليل فيها للقائلين بفناء النار

فأدخل معها الجملة الأولى وهي خاطئة

فالنفوس الشريرة التي شرها متأصل فيها لا يزول أبداً كنجاسة العين لا تزول ولو غسلتها ببحار الأرض، كما قال تعالى: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه)

وكما قال تعالى: (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم)

فالريب متأصل في قلوبهم لا يزول مهما بذل لهم من النصح

وخلق هذه النفوس ليس شراً محضاً، ولا يخالف مقتضى الحكمة والرحمة.

ومن القواعد المهمة: أن القول المخالف للصواب لا بد أن تكون له لوازم باطلة، ومحاولة تصحيحه هي محاولة لتصحيح الباطل، فالأحسن في مثل هذا المقام أن يعتذر لمن خالف الحق في هذه المسألة، ويبين موضع الخطأ ويرد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير