2: مخالفته في بعض المسائل لمعتقد أهل السنة، وهي قليلة، منها ما يسمى بإرجاء الفقهاء، وقوله: إن الله قديم، وقوله في نزول القرآن بلا كيفية، وأن المكلفين لا يطيقون إلا ما كلفوا به.
3: التكفير بعبارات إجمالية كبيرة تحتاج إلى تفصيل وتأصيل.
4: تفريق بعض المباحث فيها، وضعف ترتيبها، فالإيمان بالقدر على سبيل المثال فرقه في ثلاثة مواضع.
وسأذكر لك بعض عباراته التي انتقدت مع بعض التعليقات عليها لسماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله، وبعضها علقت عليه باقتضاب
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح.
قال الطحاوي: (قَديمٌ بلا ابتدَاء)
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: (قوله (قَديمٌ بلا ابتدَاء):
هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى، كما نبه عليه الشارح رحمه الله وغيره، وإنما ذكره كثير من علاء الكلام، ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء، وأسماء الله توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة، ولا يجوز إثبات شيء منها بالرأي، كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح ولفظ القديم لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره وإن كان مسبوقا بالعدم، كما في قوله ?حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ? [يس:39] وإنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف وهو قوله (قَديمٌ بلا ابتدَاء) ولكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى؛ لعدم ثبوته من جهة النقل، ويغني عنه اسمه سبحانه الأول، كما قال عز وجل ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ? [الحديد:3] الآية. والله ولي التوفيق).
قال الطحاوي: (وأَنَّ القرآنَ كَلامُ الله، منْهُ بَدَأ بلاَ كَيْفِيَّة قَوْلاً)
قلت: فقوله: (بلا كيفية) باطل، فله كيفية لكنا لا نعلمها.
كما قال أئمة أهل السنة: (والكيف غير معلوم) ولم يقولوا: غير موجود، ومن قال منهم: (غير معقول) أي: لا نعقله ولا نتصوره بعقولنا.
فالمنفي علمنا بالكيفية، لا الكيفية نفسها.
قال الطحاوي: (وتَعالَى عَنِ الحدُودِ والغَاياتِ، والأرْكانِ والأعْضَاءِ والأدَواتِ، لا تَحويهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كسَائِرِ المُبْتَدَعَاتِ)
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: (هذا الكلام فيه إجمال قد يستغله أهل التأويل والإلحاد في أسماء الله وصفاته، وليس لهم بذلك حجة؛ لأن مراده –رحمه الله- تنزيه البارئ سبحانه عن مشابهة المخلوقات؛ لكنه أتى بعبارة مجملة تحتاج إلى تفصيل، حتى يزول الاشتباه، فمراده بالحدود يعني التي يعلمها البشر، فهو سبحانه لا يعلم حدوده إلا هو سبحانه؛ لأن الخلق لا يحيطون به علما كما قال عز وجل في سورة طه ? يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا? [طه:110] ومن قال من السلف فإثبات الحد في الاستواء أو غيره فمراده حد يعلمه الله سبحانه ولا يعلمه العباد.
وأما (والغَاياتِ، والأرْكانِ والأعْضَاءِ) فمراده –رحمه الله- تنزيهه عن مشابهة المخلوقات في حكمته وصفاته الذاتية من الوجه واليد والقدم ونحو ذلك، فهو سبحانه موصوف بذلك؛ لكن ذلك ليست صفاته مثل صفات الخلق، ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه، وأهل البدع يطيقون مثل هذه الألفاظ؛ لينفوا بها الصفات بغير الألفاظ التي تكلم الله بها وأثبتها لنفسه حتى لا يفتضحوا وحتى لا يشنع عليهم أهل الحق، والمؤلف الطحاوي –رحمه الله- لم يقصد هذا المقصد؛ لكونه من أهل السنة المثبتين لصفات الله.
وكلامه في هذه العقيدة يفسر بعضه بعضا، ويصدق بعضه بعضا ويفسر مشتبهه بمحكمه.
وهكذا قوله (لا تَحويهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كسَائِرِ المُبْتَدَعَاتِ) مراده: الجهات الست المخلوقة، وليس مراده نفي علو الله واستوائه على عرشه؛ لأن ذلك ليس داخلا في الجهات الست، بل هو فوق العالم ومحيط به، وقد فطر الله عبادة على الإيمان بعلوه سبحانه، وأنه في جهة العلو، وأجمع أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأتباعهم بإحسان على ذلك، والأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة المتواترة كلها تدل على أنه في العلو سبحانه؛ فتنبه لهذا الأمر العظيم أيها القارئ الكريم، واعلم أنه الحق، وما سواه باطل. والله ولي التوفيق.
قال الطحاوي: (ونُسمِّي أَهْلَ قِبْلَتِنَا مُسْلِمينَ مؤمِنينَ، مَا دَامُوا بِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم مُعْتَرِفينَ، ولهُ بِكُلِّ ما قالَ وأَخْبَرَ مُصَدِّقِين).
قال الطحاوي: (ولا يَخْرُجُ العبْدُ مِنَ الإيمَانِ إلا بجُحُودِ ما أَدْخَلَهُ فيه).
قال الطحاوي: (والإيمانُ: هو الإقْرارُ باللِّسانِ، والتصديقُ بالجَنَانِ).
قال الطحاوي: (وَالإيمانُ وَاحِدٌ، وأهْلُهُ في أَصْلِهِ سَواءٌ، والتَّفَاضُلُ بَيْنَهُم بالخَشْيَةِ والتُّقَى، ومُخَالَفَةِ الهَوَى، ومُلازَمَةِ الأُولى).
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: (هذا فيه نظر؛ بل هو باطل، فليس أهل الإيمان فيه سواء؛ بل هم متفاوتون تفاوتا عظيما، فليس إيمان الرسل كإيمان غيرهم، كما أنه ليس إيمان الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة رضي الله عنهم مثل إيمان غيرهم، وهذا التفاوت بحسب ما في القلب من العلم بالله وأسمائه وصفاته وما شرعه لعباده، وهو قول أهل السنة والجماعة؛ خلافا للمرجئة ومن قال بقولهم. والله المستعان).
قال الطحاوي: (ولمْ يُكَلِّفْهُم اللهُ تعالى إِلاَّ مَا يُطِيقُون، وَلا يُطيقُونَ إِلاَّ مَا كَلَّفَهُمْ)
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: (هذا غير صحيح؛ بل المكلفون يطيقون أكثر مما كلفهم به سبحانه، ولكنه عز وجل لطف بعباده ويسَّر عليهم، ولم يجعل عليهم في دينهم حرجا، فضلا منه وإحسانا. والله ولي والتوفيق.
ومما انتقد فيه إطلاقه حكم التكفير بأوصاف مجملة تحتاج إلى تبيين وتقييد.
ومنها قوله: (والأمْنُ والإياسُ يَنْقُلاَنِ عَنْ مِلَّةِ الإسْلاَمِ)
وقوله: (وَمَنِ اسْتَغْنَى عَنِ اللهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَقَدْ كَفَرَ وَصَارَ مِنْ أَهْلِ الحَيْنِ).
وأما بالنسبة لكتاب التوحيد فحفظه سهل إذا اقتصرت على أسماء الأبواب والآيات والأحاديث، وبعض الآثار القصيرة
ولا ترهق نفسك في البداية بحفظ المسائل والنقول الطويلة
¥