ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:10 م]ـ
طفرة النظام يقول: النملة انتقلت من مكان إلى مكان من غير أن تتحرك! والكسب الأشعري يقول: العبد لا فعل له، العبد مجبور لا فعل له ومع ذلك يوجد له كسب عند خلق الله الأفعال، كيف يوجد ولا فعل له؟ هذا من الأشياء غير المعقولة.
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله في شرحه لـ كتاب المختار في أصول السنة لـ ابن البنا:
المؤلف رحمه الله نقل عن شيخه الإمام أبي يعلى وهو القاضي أبو يعلى في كتابه "إبطال التأويلات" وهو شيخ المؤلف.
والقاضي أبي يعلى من علماء الحنابلة هو حنبلي، وله كلام جيد في موافقة أهل السنة وله كلام يوافق الأشاعرة، وهذا الذي أقره يوافق مذهب الأشاعرة أقره ابن البنا قال: ولشيخنا الإمام أبي يعلى جواب آخر يعني: في قوله: وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ( http://www.taimiah.net/Display.asp?f=mso00121.htm#) والأصوات هل الأصوات تضاف إلى العبد وهي فعله؟
ابن البنا قرر غير هذا قال: المراد باختلاف ألسنتكم أي أصواتكم فهي مختلفة قال: ولشيخنا الإمام أبي يعلى جواب آخر قال: لو حملناه على الأصوات لم يضر حين قال ألسنتكم يعني أصواتكم؛ لأننا نحمل الاختلاف على المعنى الذي يوجد منا مع القراءة وهو المعنى الذي يقع به التمييز بين قراءة القرآن، بين قراءة القراء بعضهم من بعض من صفاء الحنجرة ودقة الصوت وغلظه وهذا معنى زائد على المفهوم من الحروف والأصوات وليس يمتنع وجود ذلك عند قراءتنا وإن كان لا يقوم بنفسه؛ كالكسب يوجد عند خلق الله تعالى لأفعالنا، وإن كان الكسب لا يقوم بنفسه، هذا مذهب الأشاعرة.
قرر مذهب الأشاعرة هذا كسب الأشاعرة الذي لا يعقل. يقول العلماء: من المحالات الثلاث كسب الأشعري. الأشاعرة جبرية يقولون: العبد لا فعل له، الأفعال هي أفعال الله، و مع ذلك يكون له كسب! كيف يقولون: لا فعل له وله كسب؟! فالكسب غير معقول. قالوا كسب يوجد بين قدرتين، بين قدرة الخالق .. الكسب يوجد عند خلق الله تعالى الفعل وإن كان الكسب لا يقوم بنفسه.
يقول: العبد لا فعل له، الله هو الفاعل، والعبد ما يفعل لكن له كسب كيف يكون له كسب وهو لا يفعل؟ غير معقول هذا. قالوا: يوجد كسب عند خلق الله تعالى، وإن كان الكسب لا يقوم بنفسه.
فالقاضي أبو يعلى هذا من أغلاطه وابن البنا تبعه رحمه الله، فظن أن هذا هو الحق، هذا كسب الأشاعرة الذي لا يعقل فهو يقول: هذا الجواب الذي نقله عن القاضي أبي يعلى. .يتماشى مع مذهب الأشاعرة.
يقول: لو حملناه على الأصوات لم يضر لأننا نحمل الاختلاف على المعنى لأن الأشاعرة تقول: الكلام معنى قائم بالنفس والمعاني هي التي تختلف. يقولون: المعاني أنواع: أمر ونهي وخبر واستفهام، هذه المعاني.
أما الكلام فهو واحد. ولهذا يقول: إن المعنى الذي يقع به التمييز بين قراءة القراء بعضهم من بعض، وهو معنى زائد على المفهوم من الحروف والأصوات، ولا يمتنع ذلك كالكسب. الكسب هذا عند الأشاعرة يوجد عند خلق الله وإن كان الكسب لا يقوم بنفسه.
يقول: العبد لا فعل له والفاعل هو الله لكن لك يوجد الكسب عند خلق الله فعل العبد. كيف يوجد الكسب؟! هذا يكون كسب الأشعري غير معقول. ثلاثة من المحالات: طفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، وكسب الأشعري.
طفرة النظام يقول: النملة انتقلت من مكان إلى مكان من غير أن تتحرك! والكسب الأشعري يقول: العبد لا فعل له، العبد مجبور لا فعل له ومع ذلك يوجد له كسب عند خلق الله الأفعال، كيف يوجد ولا فعل له؟ هذا من الأشياء غير المعقولة.
قال: ولا يمتنع وجود ذلك وإن كان لا يتميز من القديم. القديم كلام الله كما أن المتلو لا يتميز من التلاوة، المتلو كلام الله والتلاوة فعل العبد. يقول: ما يتميز المتلو من التلاوة وإن كان المتلو قديما -وهو كلام الله- والتلاوة عندهم محدثة، وكذلك يحصل سماع القديم عند وجود التلاوة؛ سماع القديم كلام الله عند وجود التلاوة من القارئ، وإن كان لا يتميز ذلك.
هذا قول الأشاعرة، ثم ذكر الراوي الإمام أحمد أنه قال: أكره قراءة الألحان ولا يعجبني قراءة الألحان.
قال ابن قدامة في المغني بعد إن ذكر كراهة الإمام أحمد القراءة بالألحان وأنها بدعة. قال: وكلام أحمد في هذا محمول على الإفراط في ذلك بحيث يجعل الحركات حروفا ويمد في غير موضعه مثل: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ( http://www.taimiah.net/Display.asp?f=mso00121.htm#) يمد الميم حتى تصير واوا، هذه يكرهه الإمام أحمد وأما تحسين القراءة والترجيع فغير مكروه.
قال: ومعلوم أنه لا أنه لا يكره نفس القراءة وإنما كره ما يحصل من القارئ من الأصوات التي هي الألحان، وكذلك قراءة حمزة معروف حمزة من القراء، كان الإمام أحمد يقول قراءة حمزة. . الكبير لأبي عمر. ومعلوم أنه لا يكره القرآن، وإنما كره ما يحصل من الإمالات. وقال في رواية أبي الحارث أكره من الإدغام والإرجاع مثل: خاب وطاب ثم قال شيخنا يعني القاضي أبو يعلى وجماعة من أصحابنا تأبى هذه الطريقة، الطريقة السابقة وتقول: جميع الأصوات مع اختلافها قديمة.
هذا أيضا مذهب الأشاعرة يقول: الأصوات بعضها قديمة. يقولون: الآن حينما تقرأ كلام الله صوتك هذا قديم، لم يميزوا بين كلام الله المتلو وبين صوت العبد يقولون: الأصوات قديمة جميع الأصوات مع اختلافها قديمة ونجيب عن السؤال بأنه لا يمتنع أن تختلف الأصوات واللغات و يكون قديما كما أن المعنى القائم بذاته قديم يعني القائم بذات الرب هو أمر ونهي وخبر واستفهام.
هذا تقرير لمذهب الأشاعرة، الأشاعرة تقول: معنى ما هو حرف ولا صوت ولكنه معنى قديم بنفس الرب، وهو أنواع أمر ونهي وخبر واستفهام والمعاني مختلفة ولم يمنع ذلك من كونه قديما. هذا تقرير لمذهب الأشاعرة ومن العجيب أن ينقل عن البخاري ثم نقضه في هذا الفصل، وسينقل عن الأبواب الآتية في البخاري ويردها.
الصواب أن المتلو هو كلام الله والتلاوة هي فعل العبد صوته والتلاوة هو فعله، فالمتلو هو كلام الباري والتلاوة فعل العبد نعم.
¥