تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من العجيب أن مع وضوح هذه الحقيقة، وإحساس كل إنسان بها في نفسه، فإن ما يسمى علم النفس المعاصر، لا يكاد يتحدث عنها، بل إنه ليتحدث عنها حديث المنكر لها، وقد كانت هذه الحقيقة معروفة في الفكر الإغريقي، ثم تبنتها في القرن العشرين المدرسة النفسية، المسماة الغرضية " horm school" " وقد كان لها رواج خصوصا على يد " مكدوجل" (1871 ـ 1938) الذي قال: إن وراء كل سلوك إنساني نزعة أو غريزة فطرية دافعة، ولكن هذه المدرسة انطمرت، واندثرت في غمرة رواج المدارس التجريبية التي تفسر السلوك الإنساني تفسيرا حيوانيا، بل آليا، ومن أكثرها مناقضة لهذه النظرية المدرسة السلوكية " بافلوف " التي عكست، فجعلت الأفعال الخارجية هي مصدر المشاعر الداخلية، وعلى منوالها تسير المدارس التجريبية الأمريكية المعاصرة، وهذا مما يلقي الشك والريب في هذا العلم، والأيدي من الهدامة من ورائه.

سابعا: ابن الأشعث وفتنة الخروج ص375:

فابن الأشعث هو عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي، أحد ولاة بني أمية أيام الحجاج، استعمله الحجاج فى الوقت الذي كانت مظالمه تملأ البلاد، وكانت الخوارج تثير الناس بذلك وتتذرع به لنشر ضلالها، وكان العلماء والصالحون حيارى بين فتنة الخوارج ومظالم الحجاج، حتى إنه لما قام بعضهم يدعو الخوارج إلى السلم والدخول في الطاعة، أنكر عليهم آخرون على سبيل اليأس قائلين: " إلى من تدعوهم؟ إلى الحجاج؟! " في هذا الجو الحالك، أعلن ابن الأشعث تمرده على الحجاج، ودعا الناس إلى النهوض معه لإقامة العدل، ورفع الظلم، وتحكيم الكتاب والسنة، وفعلا قام معه علماء وصلحاء لله تعالى، لما انتهك من إماتة وقت الصلاة، ولجوره وجبروته، ولم يكن معروفاً عنه بدعة، وإنما هو ثائر سياسي، فرأى فيه هؤلاء العلماء والقراء منفذا بين نارين، واستعجلوا الأمر، ورفضوا ما أشار به الحسن وغيره من الصبر والدفع بالتي هي أحسن، وتجنب سفك الدماء ما أمكن، كما هو مذهب سائر أهل السنة والجماعة في مثل هذا ولكن هذا الاندفاع والتحمس سرعان ما تبدد، وأنتج أسوأ النتائج حين ظهر الحجاج على ابن الأشعث وقضى عليه، وأخذ في ملاحقة العلماء واحداً واحداً، وكان أشهرهم سعيد بن جبير الذي كان مقتله فاجعة، وهنا برز قرن الإرجاء بين صفوف هؤلاء اليائسين المستسلمين للأمر الواقع، كما تجرأ الذين كانوا مرجئة من قبل فأعلنوا مذهبهم، واستغلوا آثار الهزيمة لنشره، كما نشط الخوارج وخلت لهم الساحة أكثر من ذي قبل، وندم بقية القراء القراء الثائرين على ما تركوا من رأي الحسن وأمثاله.

ثامنا: الجهم بن صفوان وأثره على الفرق الإسلامية ص391:

وحسبنا أن نعلم أن هذا الرجل – الجهم - الذي كان من شواذ المبتدعة في مطلع القرن الثاني، قد ترك من الأثر في الفرق الإسلامية الثنتين والسبعين ما لا يعادله أثر أحد غيره.

قال المؤلف في الحاشية: حتى أن الشيعة والخوارج والقدرية كلها قد تأثرت به في قليل أو كثير، ولا سيما في الصفات، أما المنتسبون للسنة وأهمهم الأشعرية والماتريدية فهم على أصوله في كثير من أصول الاعتقاد، ولو لم يكن إلا متابعتهم له في الإيمان كما سنذكر لكفى.

تاسعا: الحارث بن سريج وحركته في الخروج ص398:

والواقع يكذب هذا فإن جهما كان كاتبا لقائد الثورة، وكان إرجاء جهم رأيا خاصا وفكرة شخصية، لا أثر لها في توجيه الثورة التي لم تكن تمثل أية عقيدة دينية، وإنما كانت حركة تمرد وعصيان على الدولة، ضمت في صفوفها من كل الطوائف، بل ضمت أهل الذمة ومشركي الترك، وإنما انضم إليها جهم على ما يظهر لي لأنه هو أيضا خارج على الطاعة، ملاحَق من الدولة بسبب بدعته في الصفات التي أطاحت برأس شيخه الجعد من قبل، ويدل لذلك الوثائق الرسمية للدولة، ومخاطبة والي مرو له عند قتله.

ثم قال المؤلف: وأما ما ذكره الطبري من شعر لنصر بن سيار، يتهم فيه الحارث بن سريج وجيشه بالإرجاء، فلا شك أن كون الجهم كاتبا للحارث يعد سببا كافيا لخصمه السياسي أن يطعن في عقيدته، ويشهر به بين المسلمين، فإذا ضممنا إلى ذلك رقة دين الحارث، واستعانته بالمشركين على المسلمين، كان المبرر أقوى، على أن المنقول من أخبار نصر يدل على فضل وصلاح فيه.

عاشرا: شخصيات متفرقة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير