تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[السدوسي]ــــــــ[18 - 04 - 04, 12:42 ص]ـ

أرى أن لاينشغل الإخوة بمثل هذه المسائل التي ينتصر فيها للنفس غالبا ... ويكفي أن يقال في مثل ذلك مايراه طالب العلم.

والذي أراه أن مثل هذا الفعل منكر لما يؤدي إليه من منكرات.

ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[18 - 04 - 04, 01:04 ص]ـ

أخي الكريم (عمر أبو عبد الله) -وفقه الله-

نعتذر عن التأخُّر في الرد على سؤالِك؛ فلم أنتبه إليه، فمعذرة.

والجواب على سؤالك: لا؛ لا يدخل في التحريم: تعليم صفة الحج للطلاب بشرحها لهم؛ فهذا الأصل فيه الجواز؛ لأنه وسيلة مُباحَة لها نظائِر؛ بل إن أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) كلها من هذا القَبيل؛ فهو يُعَلَّم ويشرح لأصحابه (رضي الله عنهم) الصلاة والحج والزكاة ونحوها من العبادات. أما المَحظور هو أن يقترن التعليم بما يحتاج إلى توقيف من الشرع، كما فعل إخواننا الماليزيون.

والله أعْلَم.


الأخ الكريم (السدوسي) -وفقه الله-
جزاك الله خيرًا على النصيحة.
وأقول: أما مَن انتصر لنفسه فلا يلومَنَّ إلا لنفسه! ولكن هذه نازِلَة نَزَلت بالمُسلمين قد تؤدي -بل ستؤدي- إلى الشرك برب العالَمين، وفَتح باب البِدَع على مصراعَيه؛ أفلا ينشَغِل الإخوة بها. واللهِ؛ إنَّ العَين لتدْمَع، وإن القلب ليحزَن على مِثل هذا النوازِل.
لو قُلتَ: لا تنشغلوا بها ودعوها لهيئة كبار العُلماء لكان أولَى وأحْرَى!
وإن زمانًا يُفتي فيه مثلي في مِثل هذه المسائِل لزمان .... لا أسُبُّ الدَّهْرَ. ولولا أن لي إمامًا لما قُلتُ ذلك.
والحمد لله رب العالمين.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 04 - 04, 03:20 م]ـ
أخي الفاضل محمد بن يوسف أحسن الله إليك
هذه بعض الخواطر أسوقها من باب المذاكرة لهذه المسألة:

1 - أنا ذكرت المثالين لأبين أن باب التعليم يتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره، ولأقول بأن قولكم (التدرب على العبادة عبادة) فيه نظر.

2 - مناقشتكم للمثال الأول زادتني تبصرا بمقدار مشابهته للقضية المطروحة للنقاش.
وذلك أنكم عللتم عدم وقوع المرأة في الكفر - على قول الحنفية - بمانعين اثنين، وهما: النية والكلام الأجنبي.
فما الذي جعل صورة النقاش مختلفة؟
إذ من المعلوم أن هؤلاء الماليزيين لا ينوون بفعلهم التعبد والطواف الحقيقي، وإنما مقصودهم التعلم.
كما أن الكلام الأجنبي - ولا يخفى عليكم المشابهة بين الطواف والصلاة في هذه الجزئية - وارد منهم، بل القول بأنهم منهمكون في الأذكار خلال هذا التدريب بحيث لا يتكلمون بكلام أجنبي هو البعيد حقا.
بل لا شك أنهم يفارقون صورة العبادة في أمور:
منها أنهم قد لا يكملون أشواط الطواف
ومنها أنهم قد لا يكونون على طهارة
ومنها أن من يدربهم يكلمهم بصوت عال
ومنها - وهذا هو الأهم - أنهم لا يستحضرون نية التعبد أصلا.
وهذه الفروق أكثر من الفروق الواردة بين صورتي التعبد والتعليم في المثال الذي طرحته لكم.

3 - نخلص إذن أن تكييف الصورتين ما يلي:
شخص يقوم بعمل موافق لصورة العبادة الظاهرية، على هيئة - لولا عدم حصول نية التعبد - لكان منه كفرا أو محرما.
في مسألة الطواف:
العمل هو الطواف
الهيئة هي الطواف على غير الكعبة (مجسم)
في مسألة الصلاة:
العمل هو الصلاة
الهيئة هي الصلاة مع الحيض.

والحق أنني لا أرى بين الصورتين فرقا!!

4 - هل كل طواف على غير الكعبة شرك مطلقا أم لا بد من قصد التعظيم؟
مثال:
رياضي يعدو في حلبة السباق الدائرية. أليست صورته صورة الطواف على الملعب؟
رجل يلاعب ابنه فيدوران معا حول شجرة مثلا. أليست هذه صورة الطواف على الشجرة؟

ما الذي يجعل هذين غير واقعين في الشرك أصلا؟
إنه انتفاء قصد التعظيم لما يطاف عليه.
بخلاف من يطوف على قبر أو سدرة أو شجرة لأنها عنده معظمة، فهذا واقع في الشرك لا محالة.

إذا تقرر هذا، فهل الماليزيون المتدربون يعظمون المجسم الذي يطوفون حوله؟ وهل يعتقدون أن له خصوصية معينة؟
الجواب: لا.

5 - الذي أعتقده أن القراءة بصوت جماعي لغرض التعليم ليس بدعة، لكن إن كنتم تعتقدون العكس فإنني أسحب المثال لأنه عند ذلك لا يرد على قاعدتكم المزبورة آنفا، وتفاديا للخروج عن الموضوع الأصلي.
لكني أستعيض عنه بمثال قريب منه:
معلم القرآن الذي يقرأ أمام تلميذه قوله تعالى (يسألونك عن الأنفال) مثلا بهذه الطريقة:
يسألونك يسْ يسْ ألونك عن عن الأن الأن فال الأنفال
هل هذا جائز؟
فلو تلا قارئ – بغير نية التعليم – بهذه الطريقة، كيف يكون الحكم؟
لا أظنك إلا قائلا بتغاير الحكمين، ولا أرى سببا لذلك إلا وجود نية التعلم في الصورة الأولى، ونية التعبد في الثانية.
فليقارن هذا بمسألة الطواف للتعليم.

6 - كلامنا هنا في تقرير أصل المسألة، وهل هي شرك أم حرام أم جائزة. فلا ينبغي أن يرد علينا أن الأولى تركها، تجنبا للفتنة العقدية، وسدا للذريعة. إذ هذا هو اختصاص المفتي الذي يقارن المصالح والمفاسد، ويخرج بحكم صالح للتطبيق.
أما نحن فنتذاكر مسألة علمية محضة!
وأنا شخصيا لا علم لي بواقع ماليزيا، كما أنني لست من العلماء المرجوع إليهم في الفتوى.
فانتفى في حقي ركنا الفتوى في المسألة المطروحة.
لكن نحن في ملتقى علمي نتذاكر فيه العلم. ولو حجرنا على أنفسنا المذاكرة إلا فيما نتقنه لما تكلم منا في هذا الملتقى إلا القليل.

وتذكروا معي أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

والله أعلم
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير