[تذكير أولى الألباب بتحريم إسبال الثياب]
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 01:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
أما بعد: فمع مرور السنين، وتقدم الزمان، وانشغال كثير من المسلمين بالحياة الدنيا، ومع ترك الدين تعلماً وتعليماً عمّ الجهل بالدين أوساط المسلمين , واندرست بعض معالم الشريعة وتساهل الناس في هذا الزمان باللباس، ولم يكترث به كثير من الرجال و لا النساء، حتى تعدوا حدود الله، وعصوا رسوله (صلى الله عليه وسلم).
ومعلوم أنه من الواجب على كل مسلم محبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وطاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه وتصديق خبره .. وبذلك يحقق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. ويستحق الثواب ويسلم من العقاب، وعلامة ذلك ودليله التزامه بتعاليم الإسلام أمراً ونهياً وتطبيقاً، قولاً واعتقاداً وعملاً، وأن يقول أمام كل أمر ونهي (سمعنا وأطعنا) كما قال المؤمنون قبلنا، ومن ذلك تقصير الملابس فوق الكعبين في حق الرجل طاعة لله ورسوله .. ورجاء الثواب والخوف من العقاب.
اعلم أخى الحبيب أنه لا يحق لأي إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعرض عن أي أمر أُمر به أو نهيٍ نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يتبين له ويثبت لديه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذمّ وحذّر أُناساً لا يُبادرون إلى العمل بالحديث إذا بلغهم، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإن ما حرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله) صحيح أبي داود. وإن مما ابتُلي به الناس فى هذا الزمان الإسبال في اللباس حتى أصبح ظاهرة منتشرة والله المستعان.!
والإسبال فى اللغة: الإرخاء , أسبل إزاره: أي أرخاه، يقال: أسبلَ فلان ثيابه، إذا طوّلها وأرسلها إلى الأرض.
وفي الاصطلاح: المسبل إزاره: المرخي له الجار طرفه، وهو أيضاً: إرخاء اللباس وإرساله بحيث يتجاوز الحد المقرر في النصوص الشرعية ولا يتقيد بالخيلاء.
وهذا الإسبال محرم على الرجال و اليك الأدلة على ذلك:
أولا أحاديث في ذم الإسبال
1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ" لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا " أخرجه البخارى (5788) ومسلم (2087). قال ابن عبد البر رحمه الله في ((الاستذكار)) (26/ 187) " والخيلاء والاختيال وهو التكبّر والتَّبَخْتُر والزهو وكل ذلك أَشَرٌ وبَطَر ".
2. عن بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة "فقالت أم سلمة فكيف تصنع النساء بذيولهن قال "يرخين شبرا " قالت إذا تنكشف أقدأمهن قال " فيرخينه ذراعاً و لا يزدن " صحيح: أخرجه أحمد والترمذى و أبو داود والنسائى. انظر صحيح الجامع (6187) , صحيح أبى داود (3467) , غاية المرام (90)
3. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ " أخرجه البخارى (5787)
4. عن بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال" الإسبال فى الإزار و القميص و العمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة " حسن: أخرجه أبو داود و النسائى. انظر صحيح الجامع (227) وصحيح أبى داود (2087)
5. َ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القيامة وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أبو ذَرٍّ خَأبوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ " أخرجه مسلم (106)
¥