تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خطأ شائع في فهم حديث ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ..... ))]

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 05:50 م]ـ

َقَالَ الْعِرْبَاضُ بن سارية رضي الله عنه صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ

قال أحد الفضلاء: أن قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((عضوا عليها)) دليل على أنها سنة واحدة وهي سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و ما وافقها من سنة الخلفاء.

وهذا خطأ محض والحديث يدل على أنهما سنتان وأما عود الضمير عليهما بلفظ المفرد فهذا من سنن العرب وطرائقهم في الكلام.

يقول ابن فارس: ((

باب نسبة الفعل إلى أَحد اثنين وهو لهما

قال الله جلّ ثناؤه: "وإذا رأوا تجارةً أو لهْواً انْفَضُّوا إليها" وإنما انفضوا إليهما. وقال الله

جلّ ثناؤه: "والله ورسولُه أحقُّ أن يُرضوه". وقال: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها". ثم

قال الشاعر:

إنَّ شَرْخَ الشباب والشَّعرَ الأس ودَ ما لم يُعاصَ كان جنونا

وقال آخر:

نحنُ بما عندَنا وأنت بما عن دكَ راضٍ والرأيُ مختلِفُ))

قلت:ومما يزاد على ما ذكره ابن فارس من الأمثلة ما روي عن ابْنَ عُمَرَ قَالَ قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ

ودمتم للمحب/أبو فهر.

ـ[أبو غازي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 06:13 م]ـ

قال ابن حزم رحمه الله تعالى:" فمن أباح أن يكون للخلفاء الراشدين سنة لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد أباح أن يحرموا شيئاً كان حلالاً على عهده صلى الله عليه وسلم إلى أن مات, أو أن يحلوا شيئاً حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو أن يوجبوا فريضة لم يوجبها رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو أن يُسقطوا فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسقطها إلى أن مات, وكل هذه الوجوه من جوّز منها شيئاً فهو كافر مشرك بإجماع الأمة كلها بلا خلاف. وأما أن يكون أمر باتباعهم في اقتدائهم بسنته صلى الله عليه وسلم فهكذا نقول, ليس يحتمل هذا الحديث وجهاً غير هذا أصلاً"

(الإحكام في أصول الأحكام 6/ 76 - 78).

ـ[أبو غازي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 06:18 م]ـ

قال الصنعاني رحمه الله:" فإنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه وسلم من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها, فإن الحديث عام لكل خليفة راشد لا يخص الشيخين. ومعلوم من قواعد الشريعة أنه ليس لخليفة راشد أن يُشَرِّع طريقة غير ما كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم ... ". (سبل السلام 1/ 493).

قال الألباني:" ... فليس للخلفاء سنة تتبع إلا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم" (السلسلة الضعيفة 1/ 51 - 53).

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 06:23 م]ـ

النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أثبت سنتين، وليس بعد قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأي لأحد؟

أخوك/أبو فهر

ـ[وليد دويدار]ــــــــ[22 - 09 - 05, 07:10 م]ـ

إن فهما لنصوص القرءان والسنة يخالف فهم السلف

مخالفة صريحة

والله أعلم

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 07:32 م]ـ

يا إخوان بارك الله فيكم

النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أثبت وجوب اتباع سنته وسنتهم، فلو كان المراد من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((سنة الخلفاء)) ما وافق سنته لكان الكلام لغوا محضا لا فائدة فيه أصلا، وكيف يصدر مثل هذا من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو من هو فصاحة وبيانا؟

بعد ذلك نسألكم: ما مفهومكم للموافقة؟

أتعنون أن سنة الخلفاء تكون سنة متبعة إن قالوا أو فعلوا مثل فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟

إن كان هذا ما تعنون فهذا هو العي بعينه فكيف ترتضون نسبت للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟

وإن كنتم تعنون بالموافقة أن سنة الخلفاء تكون سنة متبعة إن قالوا أو فعلوا ما لا يخالف قول وفعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟

إن كان هذا ما تعنون فأنا معكم فلن يقال لي أبدا:قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأقول: قال أبو بكر وعمر.

ويبقى الخلاف بعد ذلك في تحقيق مناط المخالفة والموافقة.

ودمتم لمحبكم/أبو فهر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير