تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يجوز الدعاء في الصلاة بغير العربية؟]

ـ[السعداوي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 01:42 م]ـ

هل يجوز الدعاء في الصلاة, كالتعوذ بالله من الأربع بعد التشهد و قبل السلام, بلغة غير اللغة العربية؟

أفيدونا مأجورين

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 12:54 ص]ـ

السلام عليكم:

- قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22/ 477):

فالمراتب ثلاثة:

القراءة والذكر والدعاء باللفظ المنصوص ثم باللفظ العربى فى معنى المنصوص ثم باللفظ العجمى فهذا كرهه أحمد فى الصلاة وفى البطلان به خلاف وهو من باب البدل وأهل الرأى يجوزون مع تشددهم فى المنع من الكلام فى الصلاة حتى كرهوا الدعاء الذى ليس فى القرآن أو ليس فى الخبر وأبطلوا به الصلاة ويجوزون الترجمة بالعجمية فلم يجعل بالعربية عبادة وجوزوا التكبير بكل لفظ يدل على التعظيم

فهم توسعوا فى إبدال القرآن بالعجمية وفى إبدال الذكر بغيره من الأذكار ولم يتوسعوا مثله فى الدعاء وأحمد وغيره من الأئمة العكس، الدعاء عندهم أوسع وهذا هو الصواب لأن النبى قال ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ولم يوقت فى دعاء الجنازة شيئا ولم يوقت لأصحابه دعاء معينا كما وقت لهم الذكر فكيف يقيد ما اطلقه الرسول من الدعاء ويطلق ما قيده من الذكر مع أن الذكر أفضل من الدعاء كما قررناه فى غير هذا الموضع. اهـ

- وقال رحمه الله 22/ 489:

"والدعاء يجوز بالعربية وبغير العربية والله سبحانه يعلم قصد الداعى ومراده وإن لم يقوم لسانه فإنه يعلم ضجيج الأصوات بإختلاف اللغات على تنوع الحاجات"

- وقال في اقتضاء الصراط المستقيم: 203 - 204

ولهذا كان كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر أن يدعي الله أو يذكر بغير العربية

وقد اختلف الفقهاء في أذكار الصلاة هل تقال بغير العربية وهي ثلاث درجات أعلاها القرآن ثم الذكر الواجب غير القرآن كالتحريمة بالإجماع وكالتحليل والتشهد عند من أوجبه ثم الذكر غير الواجب من دعاء أو تسبيح أو تكبير وغير ذلك

فأما القرآن فلا يقرؤه بغير العربية سواء قدر عليها أو لم يقدر عند الجمهور وهو الصواب الذي لا ريب فيه بل قد قال غير واحد إنه يمتنع أن يترجم سورة أو ما يقوم به الإعجاز

واختلف أبو حنيفة وأصحابه في القادر على العربية

وأما الأذكار الواجبة فاختلف في منع ترجمة القرآن هل تترجم للعاجز عن العربية وعن تعلمها وفيه لأصحاب أحمد وجهان

أشبههما بكلام أحمد أنه لا يترجم وهو قول مالك وإسحق

والثاني يترجم وهو قول أبي يوسف ومحمد الشافعي

وأما سائر الأذكار فالمنصوص من الوجهين أنه لا يترجمها ومتى فعل طلت صلاته وهو قول مالك وإسحاق وبعض أصحاب الشافعي

والمنصوص عن الشافعي أنه يكره ذلك بغير العربية ولا يبطل

ومن أصحابنا من قال له ذلك إذا لم يحسن العربية

وحكم النطق بالعجمية في العبادات من الصلاة والقراءة والذكر كالتلبية والتسمية على الذبيحة وفي العقود والفسوخ كالنكاح واللعان وغير ذلك معروف في كتب الفقه. اهـ

- قال ابن عبد البر في التمهيد: (1/ 141)

ومنها هل تجوز التلبية بلغة غير العربية مع معرفتها:

ينبني على الخلاف في نظيره من تسبيحات الصلاة لأنه ذكر مسنون كذا قوله المتولي في التتمة والصحيح في التسبيحات وسائر الأذكار المستحبة كالتشهد الأول والقنوت وتكبيرات الانتقالات والأدعية المأثورة منعه للقادر بخلاف العاجز فإنه يجوز على الأصح، وحينئذ فتمتنع التلبية للقادر على ما قاله في التتمة

- قال الزركشي في المنثور (1/ 282)

ما يمتنع في الأصح للقادر دون العاجز كالأذان وتكبير الاحرام والتشهد يصح بغير العربية إن لم يحسن العربية وان أحسنها فلا لما فيه من معنى التعبد وكذلك الأذكار المندوبة والأدعية المأثورة في الصلاة وكذلك السلام وخطبة الجمعة يشترط عربيتها في الأصح فإن لم يكن فيهم من يحسنها خطب بغيرها ويجب أن يتعلم كل واحد منهم الخطبة العربية كالعاجز عن التكبير بالعربية

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 09 - 05, 01:01 ص]ـ

فائدة لها علاقة بالموضوع وإن كان السؤال عن الدعاء في الصلاة بغير العربية:

- قال الشيخ العثيمين في الشرح الممتع (5/ 78 - 79)

مسألة: لم يذكر الماتن أيضاً هل يشترط أن تكون الخطبتان باللغة العربية أم لا؟

والجواب: إن كان يخطب في عرب، فلا بد أن تكون بالعربية، وإن كان يخطب في غير عرب، فقال بعض العلماء: لا بد أن يخطب أولاً بالعربية، ثم يخطب بلغة القوم الذين عنده.

وقال آخرون: لا يشترط أن يخطب بالعربية، بل يجب أن يخطب بلغة القوم الذين يخطب فيهم، وهذا هو الصحيح؛ لقوله تعالى: {) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) (ابراهيم: من الآية4)}.

ولا يمكن أن ينصرف الناس عن موعظة، وهم لا يعرفون ماذا قال الخطيب؟

والخطبتان ليستا مما يتعبد بألفاظهما حتى نقول: لا بد أن تكونا باللغة العربية، لكن إذا مرَّ بالآية فلا بد أن تكون بالعربية؛ لأن القرآن لا يجوز أن يغير عن اللغة العربية. اهـ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير