تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسافة قصر الصلاة]

ـ[أبو أسيد النجدي]ــــــــ[19 - 09 - 05, 11:51 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين , حمداً يملأ أرجاء السموات والأرضين , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين , وإله المرسلين , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين, وقدوة للعاملين, ومحجة للسالكين , وحجة على العباد أجمعين , بعثه للإيمان مناديا , وإلى دار السلام داعيا , وعلى آله الأبرار الطاهرين , وعلى أصحابه الأشداء على الكافرين , و بعد:

إن الشريعة التي شرّعها الله للناس لم تكن ناقصة ولا متناقضة , بل هي كاملة مكمّلة للشرائع الماضية , قد بيّن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حاجات أمته أحسن التبيين , وفصّله بأحسن التفصيل , وما فُرط في الكتاب من شئ.

وإن من أهم الشرائع التي شرعت للناس هي الصلاة , فهي ركن من الأركان وعمود الدين , وقد أمر الله بأدائها حال الصحة والمرض وحال السفر والحضر , إلا أنه خفف عليهم المشقات , ويسر لهم الدين , فكان من التيسير قصر الصلاة للمسافر , ونحن هنا سنحاول بحث هذه المسألة بشيء من التفصيل وبشيء من الإيجاز , فاللهم إنا نستوهب منك توفيقاً يقود إلى الرشد , وقلباً يتقلب مع الحق , ولساناً يتحلى بالأمانة والصدق , ونطقاً مؤيداً بالحجة الباهرة , وعزيمة قاهرة لهوى النفس.

.

.

.

.

.

.

(سأكتفي بعرض مسألة مسافة القصر).

مسافة القصر:

وهذه المسألة قد تعددت فيها الآراء و اضطربت فيها الأقوال وكثرت فيها مذاهب الرجال , حتى أن الإمام ابن المنذر قد ذكر قرابة العشرين قولاً في هذه المسألة , فمن تلك الأقوال:

قولهم إن القصر لا يجوز إلا في مسيرة ثلاثة أيام , وقال بهذا القول:

1 - عثمان بن عفان. إن صحت الرواية عنه.

2 - حذيفة بن اليمان. إن صحت الرواية عنه.

3 - ابن مسعود

4 - سويد بن غَفَلة

5 - سعيد بن جبير.

6 - الشعبي

7 - النخعي

8 - الحسن بن صالح

9 - سفيان الثوري

10 - أبو حنيفة.

11 - الشيخ: أبو بكر الجزائري في تفسيره.

ذكر الثلاثة ابن عبد البر في الاستذكار 2/ 235 والستة النووي في المجموع 5 - 424 , استدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة ثلاثة أيام فصاعداً إلا ومعها أبوها أو ابنها أو زوجها أو أخوها أو ذو محرم منها) رواه مسلم برقم 2390.

قالوا: فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيرة الثلاثة أيام سفراً , ومن هم من حدد المسيرة وهي 24 فرسخاً أي: 72 ميلاً , أي: ما يقارب 130 كيلاً.

ملاحظة: مسيرة اليوم ثمانية فراسخ, والبريد: نصف يوم , فكل يوم بريدين , أي: أربع فراسخ , والفرسخ ثلاثة أميال , والبريد إثنا عشر ميلاً , , فمسيرة اليوم أربعة وعشرون ميلاً , والميل ما يقرب من 1.8 كيلوا , كما قيل:

إن البريد من الفراسخ أربع ... والفرسخ ثلاث أميال فلتسمعوا.ومسيرة اليوم والليلة أربعة بُرد , أي: ستة عشر فرسخا , أي ما يقارب ثمانية وأربعون ميلاً , أي: ما يقارب 86.4 كيلومتر.

اليوم = 2 بريد ....................... اليوم والليلة = 4 بريد

البريد = 4 فراسخ .................... البريد = 4 فراسخ.

الفرسخ = 3 أميال ....................... الفرسخ = 3 أميال.

إذاً:

اليوم = 2 بريد = 8 فراسخ = 24 ميلا = 43.2 كيلو.

اليوم والليلة = 4 برد = 16 فرسخ = 48 ميلاً = 86.6 كيلو.

فائدة: قال ابن رجب في شرحه للبخاري: الأميال تحديد نص عليه أحمد.

واستدلوا أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم (يمسح المسافر ثلاثة أيام بلياليهن) رواه مسلم.

قالوا: وهذا يقتضي أن كل مسافر له ذلك , ولأن الثلاثة متفق عليها وليس في أقل من ذلك توقيف ولا اتفاق.

قال ابن عبد البر في الإستذكار 2/ 235: (روى سفيان بن عيينة عن أيوب عن أبي قلابة قال حدثني من سمع كتاب عثمان إلى عبد الله بن عباس يقول بلغني أن قوما يخرجون في جشرهم إما في تجارة وإما في جباية فيقصرون الصلاة وأنه لا تقصر الصلاة إلا في سفر بعيد أو حضرة عدو)

و نقل عن ابن مسعود وحذيفة (أنهما كانا يقولان لأهل الكوفة لا يغرنكم جشركم ولا سوادكم لا تقصروا الصلاة إلى السواد قال وبينهم وبين السواد ثلاثون فرسخا).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير