ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 09 - 05, 08:20 م]ـ
المخلوق يعرف اللازم للأصل الوضعي، من معرفته باللسان العربي، الذي خوطب به، ووصف بأنه مبين.
ويعرف أيضاً من لازم المعنى الحقيقي المضاف للبارئ سبحانه ما جاء النص به كالأصابع لليد وكالقبض والبسط والطي والكتابة وغيره مما ثبت لها بالنصوص المستفيضة.
أما القياس فإن كان على سبيل الأولى فهو يصح فإن كل كمال الله أولى به وتقرير شيخ الإسلام ابن تيمية لهذا كثير يعرفه كل من درس كتبه. وقد اختلف الأصوليون هل يسمى هذا قياس أو لا.
أما القول بأن قياس الغائب على الشاهد إنما هي قاعدة معتزلية، فليس بصحيح على إطلاقه بل فيها حق وفيها باطل، سواء في نسبتها للمعتزلة، أو في صوابها من عدمه.
ـ[د. سليمان بن محمد]ــــــــ[15 - 09 - 05, 08:33 م]ـ
الأخ حارث
ينبغي الابتعاد عن إطلاق أحكام قطعية دون الإتيان بأدلة تؤيدها.
ما معنى قياس الغائب على الشاهد؟
فمثلاً عندما يحدثني أحدهم عن وجود حيوان في إفريقيا اسمه
توكا بوكا (مثلاً)، فلا يمكن أن أتخيل كيفية شكله، مالم يصفه لي أو يعطيني شبهاً له.
لكن لو تكلم عن فيل إفريقي، فسوف أكون في ذهني صورة عن هذا الفيل مهما كان هذا الفيل مختلفاً عن الفيل الذي أعرفه.
وكذلك لو حدثني عن الرجل الإفريقي.
أما لو حدثني عن الله، فلا يمكن أن أعرف الصفة أو لوازمها إلا بنص.
لماذا؟
لأن الله لا شبه له.
تقول لي الآن: ولكن هناك لوازم لغوية.
فأقول لك: ولكن هذه اللوازم اللغوية إنما وضعت للمخلوق وليس للخالق.
فالعلم بالرائحة أو الإحساس بها يستلزم صفة الشم.
لكن هذا في المخلوق.
اليس كذلك؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 09 - 05, 10:02 م]ـ
أين هي الأحكام القطعية التي لا أدلة توؤيدها!
ثم اعلم أخي الكريم بأن الأخ محمد فوزي طرح سؤالاً وأجبته بما درسته على الأشياخ وسبق لي نقاش نحوه مرات.
وعوضاً عن نقدك -أحسن الله إليك- الجواب، أجب بما عندك على سؤاله فذلك أنفع له.
وأما إن أشكل عليك شيء فيما قلته فأنصحك خي الكريم بقراءة شرح التدمرية للشيخ العلامة عبدالرحمن البراك فما ذكر هنا مقرر هناك بشيء من البسط.
أما قياس الشاهد على الغائب فلم أذكره! بل أنت الذي قلته! ولما كان قولك مجملاً أشرت إلى تفصيل جوابه. وأما قياس الأولى فقد قال شيخ الإسلام الفتاوى 1/ 48: "والقرآن إذا استعمل فى الآيات الإلهيات استعمل قياس الأولى لا القياس الذى يدل على المشترك فإنه ما وجب تنزيه مخلوق عنه من النقائص والعيوب التى لا كمال فيها فالبارى تعالى أولى بتنزيهه عن ذلك وما ثبت للمخلوق من الكمال الذى لا نقص فيه كالحياة والعلم والقدرة فالخالق أولى بذلك منه فالمخلوقات كلها آيات للخالق والفرق بين الآية وبين القياس أن الآية تدل على عين المطلوب الذى هى آية وعلامة عليه فكل مخلوق فهو دليل وآية على الخالق نفسه كما قد بسطناه فى مواضع". وهذا المعنى كثير في كتب أهل العلم ولوشئت أن أنقل لك فيه المزيد فعلت.
ثم أراك هنا أجملت مرة أخرى فنفيت أحد طرق معرفة الكيفية الثالثة التي يذكورنها، لا معرفة معنى الصفة ولازمها بمثال مضروب ليس هو موضوعنا إذ لم يجي بلسان عربي.
وإنما الموضوع عن معان عرفها العرب في لغتهم وليس توكا بوكا!
وقولك لو حدثك عن الله فلا يمكن أن تعرف الصفة إلاّ بالنص.
فيقال لك ماذا تعني بأعرف الصفة؟
هل تعني كيفيتها؟
أم تعني معناها؟ ولازم المعنى؟ وهو موضوع سؤال الأخ.
فإن كنت تعني الكيفية فهذه ليست موضوع السؤال وهي مع ذلك لايمكن أن تعرف لا بقياس، ولا برؤية، ولا بنص لعدم وروده. [وبالمناسبة هذه هي طرق معرفة الكيفية الثلاثة التي يقررها أهل العلم].
أما إن كنت تعني معناها ولا زمه فهذه على ما ذُكر سابقاً وأعيد للتأمله رجاء:
"الإشكال يقع عند من يجعل لازم للمخلوق لازم للخالق، وهذا لايقتضيه وضع اللغة ولا يساعد عليه، فإن قلت الضحك في أصل الوضع اللغوي هو دليل الانكشاف والبروز، لم يلزم ما ذكر من معنى مقيد بالإنسان في حق الباري سبحانه، بل ربما لم يلزم في بعض الخلق أيضاً فالضاحك من السحاب عند العرب العارض، فإذا برق قالوا ضحك ولايلزم منه ما لزم الإنسان، وأضرب هذا في اللغة كثيرة، وإذا كان هذا بين المخلوقات، فالله عزوجل أعلى وأجل.
¥