ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 04:14 م]ـ
الإشكال الوارد:
أن الترك من معاني النسيان اللغوية، ولكنه ليس من معاني الملل اللغوية.
فالمخالف يقول: هذا الكلام من الشيخ شاكر خروج عن مقتضى الظاهر بغير دليل وهو تحريف
ودمتم للمحب/أبو فهر.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 09 - 05, 12:13 ص]ـ
أخي الحبيب
إني لما ذكرت معنى الملل في الحديث وحكيت أنها ليست من صفات الذات ضربت مثالا أخر على ما يذكره أهل البدع من إلزام أهل السنة في هذا الموضع فثنيت بالقول أن النسيان كذلك لا يدخل على باب الصفات كما لا يدخل الملل ولم أرد أبدا أن الملل له معنى لغوي يلتقي مع النسيان.
وعليه فلا يوجد تحريف
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 12:26 ص]ـ
عدنا من حيث كنا
فالمبتدع يقول إن طريقتك في النسيان جارية على الأصول لأنك إما أن يقال:صرفت النسيان عن ظاهره بدليل (وما كان ربك نسيا)
وإما أن يقال: حملت النسيان على أحد معانيه اللغوية.
فما هو الدليل على إخراج الحديث في الملل عن مقتضى الظاهر.
ملحوظة مهمة: حبيبنا الشيخ شاكر أنا فقط أذاكرك حول معنى الحديث لأصل إلى القول الراجح فيه لأن علماء أهل السنة اختلفوا فيه كما ترى
ودمت للمحب/أبو فهر
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 09 - 05, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب أبو فهر حفظه الله وأمتع به آمين
إن الله تبارك وتعالى خاطب كل أمة بلسانها كما قال الله تعالى في سورة إبراهيم (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم).
والأصل بخطاب الشرع وضع ألفاظ التكليف بما يفهمه أهله لتقوم عليهم الحجة به.
غير أن الشرع يوسع دائرة اللفظ على ما يحتمله المعنى لمخاطبة المكلفين بشيء زائد على المعنى المشهور من اللفظ كقوله في الصلاة ومن ذلك قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي ... ) فهذا اللفظ حوى أوجها من المعاني للكلمة الواحدة كل معنى يختلف بمقصوده وأدائه عن غيره وإن كان الكل يرجع إلى أصل واحد في عموم المعنى.
ولما أراد الشرع إضافة معنى مخصوص لهذا اللفظ وهو داخل في المعاني فقال: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل .. ) وقال (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) فهذا مقصد شرعي خاص وهي الصلاة ذات الركوع والسجود المبتدأة بالتكبير المختتمة بالتسليم.
هذا أولا.
ثانيا: قال الله تعالى: (لاتأخذه سنة ولا نوم) فالسنة أول النوم وهي مفضية إلى الغفلة وهذا شرعا وعقلا لا يكون لله ولا يليق به.
والنسيان أشد قبحا في باب الكمال من الغفلة.
ثالثا: نحن لما اعتبرنا المعنى اللغوي قلنا به من باب المراد الشرعي وقد تقدم بيان ذلك في نصوص النسيان إذ المراد به الترك يقينا لغة وشرعا لتتحقق العقوبة لمن فعله عمدا وقصدا ولا أعلم في ذلك خلافا.
رابعا: إن ألفاظ الأسماء والصفات لها معنى لغوي يفهم الناس به مقصود الخطاب وإثبات معنى يضاف لله تبارك وتاعلى مراد لذاته والمجمع عليه عند أهل الإسلام من الموافقين والمخالفين أن الصفات المثبة لله صفات كمال.
ويلزم من ذلك أن ما يفضي لفظه إلى معنى فاسد لا يليق بالذات العلية لا ينسب لله وهذا منها.
خامسا: إن الأسماء والصفات ثابتة بالكتاب والسنة وفهم الصحابة لهما فما أثبت منهما أي من الأسماء والصفات أثبتناه وما لم يثبت ويوصف الله به تجاوزناه.
وموضع الشاهد في الملل هو ما سيق الحديث بسببه وهو العمل والأجر عليه وليس المراد إثبات صفة (لذلك كان الحديث (عليكم ما تطيقون) وفي رواية (عليكم من العمل ما تطيقون) وليس المراد فيه فيما يبدو لي والله أعلم إثبات صفة للبشر اسمها الملل ولا لله تبارك وتعالى.
بل المراد وصاية أهل الإسلام بالعمل الذي يقدر صاحبه على الدوام به ليبقى الأجر له دائما بدوام عمله.
فكانت الألفاظ على باب المقابلة في الجزاء وهذا مثله في النسيان الذي ضربته مثلا شبيه به وهو ظاهر في قوله تعالى (نسوا الله فنسيهم) التوبة وقوله (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا).
وأكتفي بهذا إلا إذا احتاج الأمر إلى زيادة بيان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 03:40 م]ـ
بارك الله فيكم
لقد قررتم ما قرره ابن قتيبة وما أومأ إليه ابن الأثير
وخالفهما الشيخ محمد بن إبراهيم وحفيده الشيخ صالح،وما نقله ابن عبد البر.
فالمسألة خلافية والخلاف فيها سائغ
وإن كنت أميل إلى القول الأول الذي أبدعتم في تقريره
وبالفعل هذا يكفي في تقرير هذه المسألة
ملحوظة مهمة: أخالفك في قضية العلاقة بين ألفاظ اللغة واستعمال الشرع، ولكن لهذا مقام آخر.
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 09 - 05, 04:20 م]ـ
الأخ الحبيب أبا فهر حفظه الله
هذا حال العلم ولا يزال الناس على هذا السبيل من طلب الحق وتجاذبه حتى يلقوا الله تبارك وتعالى.
وأهل الأنصاف لا يفسدهم الخلاف بل يشد من عزمهم في الطلب والتحصيل حتى يعاينوا الحق بالتوفيق.
وجزاك الله خيرا وزادك علما ورفعة وجلدا.
¥